رسائل تأمل اليوم
تأمل: ابن الله
يوحنا ٤٨:٨-٥٩
يدعي البعض أن السيد المسيح لم يُعلن في كلامه وتعاليمه عن كونه شخص الله ذاته! والحقيقة أن أي قارئ للأناجيل سيجد الكثير من الأقوال التي يعلن فيها الرب يسوع أنه هو الله المتجسد. وفي إنجيل البشير يوحنا نجد خطًا واضحًا يؤكد على ألوهية المسيح المتجسد، فنجد أن كلمة "ابن الله" تكررت ١١ مرة، ونجد الكثير من التعبيرات الواضحة التي تؤكد ذلك، ومنها:
- وكانَ الكلِمَةُ اللهَ (يوحنا ١:١)
- الِابنُ الوَحيدُ الّذي هو في حِضنِ الآبِ (يوحنا ١٨:١)
- ... قالَ أيضًا إنَّ اللهَ أبوهُ، مُعادِلًا نَفسَهُ باللهِ. (يوحنا ١٨:٥)
- أنا والآبُ واحِدٌ (يوحنا ٣٠:١٠)
- الّذي رآني فقد رأى الآبَ (يوحنا ٩:١٤)
- أنا في الآبِ والآبَ فيَّ (يوحنا ١٠:١٤)
وفي هذا الأصحاح نجد السيد المسيح يعلن عن أزليته إذ يقول: "أبوكُمْ إبراهيمُ تهَلَّلَ بأنْ يَرَى يومي فرأى وفَرِحَ ..... الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: قَبلَ أنْ يكونَ إبراهيمُ أنا كائنٌ" (ع ٥٨،٥٦).
"لذلكَ رَفَّعَهُ اللهُ أيضًا، وأعطاهُ اسمًا فوقَ كُلِّ اسمٍ، لكَيْ تجثوَ باسمِ يَسوعَ كُلُّ رُكبَةٍ مِمَّنْ في السماءِ، ومَنْ علَى الأرضِ، ومَنْ تحتَ الأرضِ، ويَعتَرِفَ كُلُّ لسانٍ أنَّ يَسوعَ المَسيحَ هو رَبٌّ، لمَجدِ اللهِ الآبِ." (فيلبي ٩:٢-١١)
تأمل: ضد التيار
٢ أخبار الأيام ١٨
إن السباحة مع اتجاه الأمواج أسهل بكثير من السباحة ضد التيار، فالسباحة ضد التيار تحتاج إلى مجهود مضاعف، ولابد من توافر الإصرار والعزيمة لأن الاستسلام يعني الإنجراف مع التيار وخسارة كل الجهد المبذول سابقًا.
في هذا الأصحاح نقرأ عن النبي ميخا الذي وقف وحده أمام ٤٠٠ نبي من أنبياء إسرائيل (ع ٥) ليعلن رسالة الله أمام الملك، حتى أن الرسول الذي أبلغه بدعوة الملك طلب منه أن يساير بقية الأنبياء ويسير مع التيار السائد حتى يتجنب عقاب الملك (ع ١٢).
لكن نرى ميخا بكل ثبات وإصرار يقول له: "حَيٌّ هو الرَّبُّ، إنَّ ما يقولُهُ إلهي فبهِ أتَكلَّمُ" (ع ١٣). ونرى لاحقًا التكلفة التي دفعها النبي ميخا ثمنًا لأمانته وإصراره على قول الحق، إذ يأمر الملك الشرير آخاب بإلقائه في السجن.
إن الحياة مع السيد المسيح ليست سهلة، لأننا نسير ضد تيار العالم ومبادئه. لذا ينبغي أن نكون على استعداد دائم لدفع تكلفة تبعية الرب يسوع الذي أوصى تلاميذه قائلًا: "اُدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّقِ، لأنَّهُ واسِعٌ البابُ ورَحبٌ الطَّريقُ الّذي يؤَدّي إلَى الهَلاكِ، وكثيرونَ هُمُ الّذينَ يَدخُلونَ مِنهُ! ما أضيَقَ البابَ وأكرَبَ الطريقَ الّذي يؤَدّي إلَى الحياةِ، وقَليلونَ هُمُ الّذينَ يَجِدونَهُ!" (متى ١٣:٧-١٤).
تأمل: ولا أنا أدينُكِ
يوحنا ١:٨-٢٤
من المؤكد أن هناك كثير من الأمور في حياتنا الشخصية التي لا نريد أن تظهر للعلن، وهناك العديد من الأفكار والأفعال التي نتمنى أن تظل في الخفاء، فهي أمور نخجل بل ونخشى أن تنفضح فنصبح في نظر الناس مدانين ومرفوضين. تخيل معي مشاعر تلك المرأة التي تم القبض عليها في فعل مشين أمام كل تلك الجموع الغاضبة المتحفزة لعقابها أشد العقاب. ومن المؤكد أن وقوفها أمام القدوس البار، الوحيد الذي له حق أن يُدين، كان يُزيد شعورها بالعار الشديد والهوان. لكن المشهد يتحول فجأة تمامًا فيصبح الدائنون متهمين والمُتهم المُدان يحصل على غفران وتبرئة من صاحب السلطان والقاضي الأعظم!
يا له من حب عجيب، ما أعظم رحمة الإله "إذ كانَ قد أحَبَّ خاصَّتَهُ الّذينَ في العالَمِ، أحَبَّهُمْ إلَى المُنتَهَى." (يوحنا ١:١٣)!
يا رب ما أعظم غفرانك! ما أعجب محبتك لنا لأنَّهُ ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيحُ لأجلِنا (رومية ٨:٥)! أمام هذه المحبة آتي بكل ضعفي وإثمي، بكل خطيتي وذنبي عند الصليب معترفًا وتائبًا لأسمع بصوتك الحنون "ولا أنا أدينُكِ."
تأمل: أذكُرُ أعمالَ الرَّبِّ
مزمور ٧٧
يمر آساف بوقت عصيب، يجتاز بضيقة ويرفض التعزية (ع١-٣) حتى أنه بدأ يتسائل: "هل إلَى الدُّهورِ يَرفُضُ الرَّبُّ، ولا يَعودُ للرِّضا بَعدُ؟ هل انتَهَتْ إلَى الأبدِ رَحمَتُهُ؟ انقَطَعَتْ كلِمَتُهُ إلَى دَوْرٍ فدَوْرٍ؟ هل نَسيَ اللهُ رأفَةً؟ (ع٧-٩). لكنه بدأ يتذكر أعمال الرب مع شعبه وكيف أنه أخرجهم من أرض مصر بيد قديرة.
في أوقات الضيق يجب أن نتذكر إحسانات الرب، نسترجع المواقف والأحداث التي مررنا بها وكيف كان الرب سندٌ لنا وملجأ وقت الضيق فنهتف مع آساف "أيُّ إلهٍ عظيمٌ مِثلُ اللهِ؟" (ع ١٣).
نعم، "لا مِثلَ لكَ بَينَ الآلِهَةِ يا رَبُّ، ولا مِثلَ أعمالِكَ. كُلُّ الأُمَمِ الّذينَ صَنَعتَهُمْ يأتونَ ويَسجُدونَ أمامَكَ يا رَبُّ، ويُمَجِّدونَ اسمَكَ. لأنَّكَ عظيمٌ أنتَ وصانِعٌ عَجائبَ. أنتَ اللهُ وحدَكَ." (مزمور٨:٨٦-١٠)