رسائل تأمل اليوم
تأمل: الفكر
فيلبي ١: ١– ١١
تكررت كلمة "فكر" في الرسالة حسب الترجمة العربية ١٢ مرة، مرة في أصحاح ١: ٧، وثلاث مرات في أصحاح ٢: ٢، ٥، وأربع مرات في أصحاح ٣: ١٥، ١٦، ١٩، وأربع مرات في أصحاح ٤: ٢، ٧، ٨. لدرجة أن البعض سمّاها: رسالة الفكر المسيحي.
ومن المعروف أن الذهن هو أرض المعركة مع العدو، فمن الممكن أن يسلب العدو سلامنا وأفراحنا إذا امتلك فكرنا، لذا فالوجود في محضر الرب يملأ قلوبنا وأفكارنا بسلام الله الذي يفوق كل عقل.
في رسالة فيلبي، وهي رسالة الفرح ورسالة البرية، تكلّم الرسول عن أهمية الفكر. ولِما لا والفكر هو الذي يقود التصرف وهو أساس كل شيء؟! فليست الأحداث التي نمر بها ولا التحديات والمنغصات هي القادرة على أن تسلبنا أفراحنا، بل طريقة تفكيرنا فيما نواجه من مواقف وتحديات. وهذا يجعلنا نلاحظ أفكارنا وحالة ذهننا والمدخلات التي تدخل إلى ذهننا. كم يصوب إبليس حروبه على الذهن، فهو ساحة المعركة! لأنه يعلم أن أساس كل عمل صالح هو فكرة، للدرجة التي قال أحدهم: "ازرع فكرة تحصد عملًا، ازرع عملًا تحصد سلوكًا، ازرع سلوكًا تحصد عادات!". فجيد أن نُحصّن أذهاننا دائمًا بكلمة الله.
تأمل: سِلاحَ اللهِ الكامِلَ
أفسس ٦
كان الرسول بولس، بوحي من الروح القدس، يستخدم في رسائله تشبيهات وصور معاصرة لزمن كتابته لإيضاح مفاهيم روحية للقارئ في ذلك الوقت. فنجده يستخدم صورة الجندي أو الرياضي أو الفلاح كما فعل في رسالته لتلميذه تيموثاوس (٢ تيموثاوس ٣:٢-٦). وها هنا يستخدم صورة الجندي الروماني في كامل عتاده وزيه الحربي، ليوضح مفهوم "سلاح الله الكامل" (ع ١٣) الذي لا بد أن يحمله كل مؤمن بالسيد المسيح.
ويتكون هذا السلاح الإلهي من:
- منطقة الحق (ع ١٤)
- درع البر (ع ١٤)
- حذاء استعداد إنجيل السلام (ع ١٥)
- ترس الإيمان (ع ١٦)
- خوذَةَ الخَلاصِ (ع ١٧)
- سَيفَ الرّوحِ الّذي هو كلِمَةُ اللهِ (ع ١٧)
فالحق والبر وإنجيل السلام والإيمان والخلاص وكلمة الله هم سلاحنا الوحيد لنستطيع الثبات ضد مكايد إبليس، ومقاومة اليوم الشرير، والثبات في الإيمان (ع ١١-١٣). إذ أسلِحَةُ مُحارَبَتِنا لَيسَتْ جَسَديَّةً، بل قادِرَةٌ باللهِ علَى هَدمِ حُصونٍ. هادِمينَ ظُنونًا وكُلَّ عُلوٍ يَرتَفِعُ ضِدَّ مَعرِفَةِ اللهِ، ومُستأسِرينَ كُلَّ فِكرٍ إلَى طاعَةِ المَسيحِ. (٢ كورنثوس ٥،٤:١٠)
تأمل: البيت المسيحي
أفسس ٢١:٥-٣٣
ما أروع التصميم الإلهي لهذه العلاقة السامية والمقدسة التي خططها الله منذ البدء وهي الرباط المقدس بين الزوج والزوجة، العهد الذي صنعه بين آدم وحواء عندما خلق حواء من ضلع رجلها، فيقول الكتاب: "وقالَ الرَّبُّ الإلهُ: «ليس جَيِّدًا أنْ يكونَ آدَمُ وحدَهُ، فأصنَعَ لهُ مُعينًا نَظيرَهُ»." (تكوين ١٨:٢).
لذا يقول الوحي المقدس: "مِنْ أجلِ هذا يترُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّهُ ويَلتَصِقُ بامرأتِهِ، ويكونُ الِاثنانِ جَسَدًا واحِدًا." (ع ٣١). وأساس هذا العهد هو المحبة والخضوع معًا، فسمات محبة الرجل لزوجته لا بد أن تتشبه بمحبة المسيح للكنيسة، وهي محبة بلا حدود وغير مشروطة ومضحية حتى الموت إذ يقول: "أيُّها الرِّجالُ، أحِبّوا نِساءَكُمْ كما أحَبَّ المَسيحُ أيضًا الكَنيسَةَ وأسلَمَ نَفسَهُ لأجلِها" (ع ٢٥). وهذه المحبة تقترن بالاحترام وبالخضوع كل منهما للآخر (ع ٣٣).
عندما يُبنى البيت على هذا الأساس من المحبة الذي وضعه الله منذ البدء للبيت المسيحي وتكون أعمدته الاحترام والخضوع، يضمن هو بذاته ثبات هذا البيت أمام أعتى العواصف وأشد الرياح "فالّذي جَمَعَهُ اللهُ لا يُفَرِّقهُ إنسانٌ" (مرقس ٩:١٠).
تأمل: كونوا مُتَمَثِّلينَ باللهِ
أفسس ١:٥-٢٠
يطلب الرسول بولس من أهل أفسس أن يكونوا "مُتَمَثِّلينَ باللهِ كأولادٍ أحِبّاءَ" (ع ١). وأولاد الله لهم صفات الله، وسلوكهم يتميز عن سلوك أهل العالم في أمور كثيرة، يحددها الرسول بولس في هذا الأصحاح في ٣ نقاط أساسية:
- السلوك في المحبة (ع ٢)
- السلوك في النور (ع ٨)
- السلوك بالتدقيق (ع ١٥)
والسالكون في المحبة والنور وبالتدقيق لا يفعلون الشر ولا يشاركون الأشرار (ع ٣-٧)، ويظهر فيهم ثمر الروح من صلاح وبر وحق ويقاومون أعمال الظلمة (ع ٨-١٤)، مفتدين الوقت وممتلئين بالروح، مترنمين ومرتلين للرب، شاكرين كل حين على كل شيء، وخاضعين لبعضهم البعض (ع ١٥-٢١).
يا رب أريد أن أحيا تلك الحياة المثمرة، أشتاق أن أختبر ما هو مرضي عندك وأن أمتلأ بالروح القدس فأسلك في المحبة وفي النور وبالتدقيق. آمين.