رسائل تأمل اليوم
تأمل: فتِّشوا الكُتُبَ
إشعياء ٥٠
الموضوع الرئيسي للكتاب المقدس هو الإعلان عن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وخطة الله لفداء وخلاص الإنسان بواسطته، لذلك نجد في كل أسفار الكتاب من سفر التكوين إلى رؤيا يوحنا اللاهوتي خط واضح لقصة الفداء وإشارات عديدة عن السيد المسيح.
وفي سفر النبي إشعياء نجد الكثير من تلك الإشارات والنبوات الصريحة والمباشرة التي تتحدث عن المخلص والتي تحققت بالكامل في شخص الرب يسوع، ومنها:
العدد الرابع يشير إلى أن كلام السيد المسيح هو كلام الله الآب، وهو ما عبر عنه السيد المسيح قائلًا: "ألَستَ تؤمِنُ أنّي أنا في الآبِ والآبَ فيَّ؟ الكلامُ الّذي أُكلِّمُكُمْ بهِ لَستُ أتَكلَّمُ بهِ مِنْ نَفسي، لكن الآبَ الحالَّ فيَّ هو يَعمَلُ الأعمالَ." (يوحنا ١٠:١٤).
العدد الخامس يشير إلى طاعة السيد المسيح لله الآب طاعة كاملة، ونجد ذلك بوضوح في صلاة السيد المسيح: "يا أبَتاهُ، إنْ أمكَنَ فلتَعبُرْ عَنّي هذِهِ الكأسُ، ولكن ليس كما أُريدُ أنا بل كما تُريدُ أنتَ" (متى ٣٩:٢٦).
العدد السادس يتحدث عن ما قاساه السيد المسيح من إهانات في الطريق للصلب: "حينَئذٍ بَصَقوا في وجهِهِ ولكَموهُ، وآخَرونَ لَطَموهُ قائلينَ: «تنَبّأْ لنا أيُّها المَسيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟ (متى ٦٨،٦٧:٢٦).
وهكذا نجد في بقية الأعداد إشارات واضحة عن الرب يسوع، فهو الذي قال: "فتِّشوا الكُتُبَ لأنَّكُمْ تظُنّونَ أنَّ لكُمْ فيها حياةً أبديَّةً. وهي الّتي تشهَدُ لي" (يوحنا ٣٩:٥).
يا رب أشكرك لأجل كلمتك المقدسة لأنها روح وحياة، وهي التي تُخبرنا عن فادينا ومخلصنا يسوع المسيح. اِملأ قلوبنا بالجوع لكلمتك لنلهج فيها نهارًا وليلًا. آمين.
تأمل: حاشا لي أنْ أفتَخِرَ
غلاطية ٦
إن المجتمعات التي تهتم بالمظهر لا بالجوهر والتي تتسم بالتدين الظاهري تعاني من آفات يذكرها لنا الوحي في هذا الأصحاح، منها:
- اصطياد أخطاء وزلات الآخرين (ع ١).
- المقارنة مع الغير مما يؤدي إلى الافتخار بالذات (ع ٤،٣).
- عدم تقدير الكلمة المقدسة ودور المعلمين (ع ٦).
- إشباع رغبات الجسد والاهتمام برفاهيته (ع ٧-١٠).
- الاهتمام برضا واستحسان الناس حتى لا يعانوا (ع ١٢).
وعلى النقيض من هذا، فكل من يعيش حياة التقوى الحقيقية يستطيع أن:
- ينصح الآخرين بروح الوداعة (ع ١).
- يحمل أثقال الآخرين (ع ٢).
- يعرف حقيقته باتضاع ولا يخدع نفسه (ع ٣).
- يساهم في تسديد احتياجات من يعلموه الكلمة (ع ٦).
- يعمل الخير للجميع (ع ١٠).
- لا يفتخر إلا بصليب يسوع المسيح (ع ١٤).
يا رب احفظنا من خطية التكبر والبر الذاتي، سامحنا على خطية إدانة الآخرين، وعلمنا أن لا نفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح. آمين.
تأمل: ثَمَرُ الرّوحِ
غلاطية ١٦:٥-٢٦
"السلوك بالروح" أم "السلوك بالجسد" هو الصراع الدائم في حياة كل شخص يتبع السيد المسيح، وهو ما أشار إليه العهد الجديد كثيرًا في الرسائل، ويوضح ذلك الرسول بولس في قراءتنا اليوم إذ يقول: "لأنَّ الجَسَدَ يَشتَهي ضِدَّ الرّوحِ والرّوحُ ضِدَّ الجَسَدِ، وهذانِ يُقاوِمُ أحَدُهُما الآخَرَ، حتَّى تفعَلونَ ما لا تُريدونَ." (ع ١٧)
وشتان الفرق ما بين أعمال الجسد (ع ١٩-٢١) وثمر الروح:" مَحَبَّةٌ، فرَحٌ، سلامٌ، طولُ أناةٍ، لُطفٌ، صَلاحٌ، إيمانٌ، وداعَةٌ، تعَفُّفٌ." (ع ٢٢، ٢٣). وإن كانت أعمال الجسد هي بسبب الخطية الساكنة فينا، أي الطبيعة الساقطة التي لا يسكن فيها أي شئٍ صالح (رومية ١٨،١٧:٧)، لكننا نستطيع بالروح الساكن فينا أن نبطل تلك الطبيعة الساقطة وذلك بصلبها مع الأهواء والشهوات فنسلك بحسب الروح (ع ٢٤)، لنختبر ما قاله الرسول بولس: "مع المَسيحِ صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المَسيحُ يَحيا فيَّ. فما أحياهُ الآنَ في الجَسَدِ، فإنَّما أحياهُ في الإيمانِ، إيمانِ ابنِ اللهِ، الّذي أحَبَّني وأسلَمَ نَفسَهُ لأجلي." (غلاطية ٢٠:٢)
يا رب أنت تعلم ضعفي وضعف إرادتي وطبيعتي الساقطة، لكنني آتي بتوبة حقيقية وأُخضع ذاتي لسلطان روحك القدوس حتى يثمر فيَّ بثمر الروح. آمين.
تأمل: زَمَنُ الحُبِّ
حزقيال ١٦
في هذا الأصحاح، يضع لنا الرب صورة مجازية عن ما قدمه لشعبه في القديم من رحمة ومحبة وإحسان فلم يجد من هذا الشعب سوى الخيانة والتمرد، فيصف أورشليم بالطفلة المولودة حديثًا، عارية ومطروحة على وجه الحقل، ولم يشفق عليها أحد. لكن الرب مرَّ عليها وأمر لها بالحياة، فعاشت وكبرت وأصبحت امرأة ناضجة. ثم مر عليها مرة أخرى وأحبها، فغسلها وكساها وقطع معها عهدًا، وألبسها أحلى الثياب والحلي، حتى ذاع صيت جمالها بين الأمم (١:١٦-١٤). لكنها في المقابل خانت الرب وزنت مع كل عابر سبيل، وعلى جميع المرتفعات، وقدَّمت الطعام الذي أعطاها الرب للآلهة الوثنية، وزيَّنت الأصنام بالملابس والحلي التي أعطاها إياهم. وذبحت بني الرب وأوقدتهم في النار للآلهة. (ع ١٥-٢٦)
يقول الرب: "وفي كُلِّ رَجاساتِكِ وزِناكِ لَمْ تذكُري أيّامَ صِباكِ، إذ كُنتِ عُريانَةً وعاريَةً وكُنتِ مَدوسةً بدَمِكِ... ويلٌ، ويلٌ لكِ! يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ." (ع ٢٢، ٢٣). لسنا اليوم أفضل من شعب الرب قديمًا، وهذه الأوصاف التي وصفت بها هذه المولودة بكراهة نفسها تنطبق علينا نحن أيضًا. فنحن مولودين بالذنوب والخطايا، ومحكوم علينا بالموت الأبدي في الجحيم، وبالطبيعة أبناء المعصية وأبناء الغضب؛ لكن "اللهُ الّذي هو غَنيٌّ في الرَّحمَةِ، مِنْ أجلِ مَحَبَّتِهِ الكَثيرَةِ الّتي أحَبَّنا بها، ونَحنُ أمواتٌ بالخطايا أحيانا مع المَسيحِ -بِالنِّعمَةِ أنتُمْ مُخَلَّصونَ- وأقامَنا معهُ، وأجلَسَنا معهُ في السماويّاتِ في المَسيحِ يَسوعَ، ليُظهِرَ في الدُّهورِ الآتيَةِ غِنَى نِعمَتِهِ الفائقَ، باللُّطفِ علَينا في المَسيحِ يَسوعَ." (أفسس٤:٢-٧). علينا ألا ننسى ما فعله الرب معنا، والنعمة التي نحن فيها مقيمون (رومية٢:٥). وعلينا أن نشكر الرب على أنه قد دخل معنا في عهد، ونظل مقدسين مُكرسين له.
"فمَرَرتُ بكِ ورأيتُكِ، وإذا زَمَنُكِ زَمَنُ الحُبِّ.." (ع ٨)