رسائل تأمل اليوم

تأمل: اثبُتوا في الحُرّيَّةِ

غلاطية ١:٥-١٥

نادى البعض في كنائس غلاطية بأهمية التقيد بمتطلبات الشريعة اليهودية حتى بعد إيمانهم بالسيد المسيح، فعلَّموا عن ضرورة الختان وإتمام أعمال الناموس. هذا الأمر أزعج الرسول بولس بشدة، فتحدث إليهم في هذا الأصحاح عن "الحُرّيَّةِ الّتي قد حَرَّرَنا المَسيحُ بها" (ع ١)، تلك الحرية التي تحرر من قيود التدين الشكلي (ع ٢) وأيضًا من دينونة أحكام الناموس التي فشلوا في الالتزام بها. لذلك فإنَّنا بالرّوحِ مِنَ الإيمانِ نَتَوَقَّعُ رَجاءَ برٍّ (ع ٥). ولا يكون هذا الإيمان فعالًا أو حقيقيًا إن لم يكن عاملًا بالمحبة، أي أن لابد أن يكون لهذا الإيمان أعمال تبرهنه، وهذه الأعمال ليست لأرضاء أنفسنا أو لننال إعجاب ورضا الناس لكن الأساس والدافع الوحيد لتلك الأعمال هو "المحبة" (ع ٦).

وإن كانت الحرية في مفهوم العالم معناها أن أسلك كيفما أشاء لأحصل على ما أريد، فالرسول بولس يقول عن الحرية الحقيقية التي حررنا المسيح بها: "لا تُصَيِّروا الحُرّيَّةَ فُرصَةً للجَسَدِ، بل بالمَحَبَّةِ اخدِموا بَعضُكُمْ بَعضًا." (ع ١٣). أي أنها الحرية المسئولة، الحرية المعطاءة والخادمة للآخرين، حرية التحرر من شهوات الجسد.

يا رب نشكرك لأجل الحرية التي وهبتها لنا، ساعدنا أن نثبت في الحرية التي حررتنا بها فنتحرر من ضعفاتنا وشهواتنا ونخدم بعضنا البعض بالمحبة. آمين.

شارك الرسالة

تأمل: لا ترتَعِبوا ولا ترتاعوا

إشعياء ٤٤

في هذه الأيام يعيش الكثيرون في حالة من الخوف ربما تصل إلى الرعب، وأصبح القلق هو سمة العصر في العالم أجمع. وتتنوع أسباب الخوف في حياة الناس، فكثير من الناس، على سبيل المثال، يخشون الأوبئة والأمراض المنتشرة، ويخافون من أن ينقطع رزقهم أو ألا تُسدد احتياجاتهم. ومن منا لا يواجه مثل هذه المخاوف من حين إلى آخر؟! لكننا نجد هذه الكلمات المشجعة والمعزية: "لا ترتَعِبوا ولا ترتاعوا". وأسباب عدم الخوف لا ترتبط بوجود الأخطار حولنا من عدمه لكنه مرتبط بأسباب واضحة وهي أن الله:

  • هو الخالق المعين (ع ٢)
  • هو الواهب والمعطي (ع ٣)
  • هو الأول و الآخر، لا إله غيره ولا مثل له. (ع ٧،٦)
  • لا ينسانا (ع ٢١)
  • هو الماحي الذنوب وغافر الخطايا (ع ٢٢)

نعم نحن نعيش في عالم مضطرب وغير مستقر، وتتلاحق الأحداث المؤلمة والأخبار المقلقة كل يوم؛ لكننا ينبغي أن نتذكر أننا نعبد إله عظيم لا مثل له. لذلك، فلنتمسك بوعده لنا: " سلامًا أترُكُ لكُمْ. سلامي أُعطيكُمْ. ليس كما يُعطي العالَمُ أُعطيكُمْ أنا. لا تضطَرِبْ قُلوبُكُمْ ولا ترهَبْ." (يوحنا ٢٧:١٤)

شارك الرسالة

تأمل: صانِعٌ أمرًا جديدًا

إشعياء ٤٣

كشرقيين نميل كثيرًا إلى الماضي ويملأنا الحنين إليه. وبالتأكيد هناك أهمية شديدة للتعلم من الخبرات السابقة سواء في حياتنا أو في حياة الآخرين، كما أننا عندما نتأمل في ماضينا نتذكر رعاية الله لنا كل هذه السنين ولا ننسى كل حسناته (مزمور ١:١٠٣-٥). لكننا في أحيان كثيرة نظل أسرى للماضي، إذ تظل خبراتنا السيئة وأخطائنا وخطايانا سجنًا نعيش فيه ولا نستطيع أن نتحرر منه. أو ربما نكتفي بما حققناه في الماضي من نجاحات وإنجازات فلا نطمح لما هو أفضل وأعظم. وهذا ما قاله الرب لشعبه في هذه الكلمات قائلًا: "لا تذكُروا الأوَّليّاتِ، والقَديماتُ لا تتأمَّلوا بها" (ع ١٨). ربما لأن الشعب ظن أنه سيبقى في حالة الضعف والسبي إلى الأبد، أو ربما لأنهم اكتفوا بأمجاد الماضي، لذلك يقول لهم الرب: "هأنَذا صانِعٌ أمرًا جديدًا. الآنَ يَنبُتُ. ألا تعرِفونَهُ؟" (ع ١٩). فالرب له الماضي والحاضر والمستقبل أيضًا، فهو يرعانا بذراع قديرة (ع ١-٣)، وأحبنا وخلصنا (ع ٤،٣)، وهو الماحي ذنوبنا والغافر خطايانا (ع ٢٥).

رسالة الله لنا اليوم أن نتحرر من قيود ماضينا وأن نشتاق لآفاق جديدة في علاقتنا بإلهنا وفي خدمتنا له، فنتمثل بالرسول بولس الذي قال: "أنا لَستُ أحسِبُ نَفسي أنّي قد أدرَكتُ. ولكني أفعَلُ شَيئًا واحِدًا: إذ أنا أنسَى ما هو وراءُ وأمتَدُّ إلَى ما هو قُدّامُ، أسعَى نَحوَ الغَرَضِ لأجلِ جَعالَةِ دَعوَةِ اللهِ العُليا في المَسيحِ يَسوعَ." (فيلبي ١٤،١٣:٣)

شارك الرسالة

تأمل: سُرَّتْ بهِ نَفسي

إشعياء ٤٢

كتب إشعياء النبي بروح النبوة عن المسيا المنتظر. وذكر لنا الوحي صفات السيد المسيح قبل تجسده بمئات السنين والتي تحققت بالكامل في شخص الرب يسوع، وهو ما ذكره البشير متى في (متى ١٤:١٢-٢١)، ومن تلك الصفات:

  • أنه العبد المتضع: (ع ١) الذي كتب عنه الرسول بولس: "لكنهُ أخلَى نَفسَهُ، آخِذًا صورَةَ عَبدٍ، صائرًا في شِبهِ النّاسِ." (فيلبي ٧:٢).
  • المختار الذي سُرَّ به الآب (ع ١): وهو ما أعلنه الله الآب قائلًا: "أنتَ ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ" (مرقس ١١:١).
  • روح الرب عليه (ع ١): وهو ما أعلنه السيد المسيح في تتميم نبوة النبي إشعياء: "روحُ الرَّبِّ علَيَّ، لأنَّهُ مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَساكينَ، أرسَلَني لأشفيَ المُنكَسِري القُلوبِ، لأُناديَ للمأسورينَ بالإطلاقِ وللعُميِ بالبَصَرِ، وأُرسِلَ المُنسَحِقينَ في الحُرّيَّةِ" (لوقا ١٨:٤).
  • وديع ومتواضع وحنان وطويل الروح (ع ٢): فهو من تراءف على الجموع، ورحب بالأطفال، وأهتم بالمهمشين والضعفاء، وقبل البرص والعشارين والخطاة.
  • يعلن الحق ولا يهاب إنسان (ع ٤): فهو من وقف أمام رؤساء اليهود يعلن الحق، وحامى عن المساكين والضعفاء، وأشار إلى رياء الفريسيين وقسوتهم.

يا لعظمة فادينا ومخلصنا! ما أعجب تواضعه ومحبته! "الّذي هو صورَةُ اللهِ غَيرِ المَنظورِ، بكرُ كُلِّ خَليقَةٍ... الكُلُّ بهِ ولهُ قد خُلِقَ. ... وهو رأسُ الجَسَدِ: الكَنيسَةِ. الّذي هو البَداءَةُ، بكرٌ مِنَ الأمواتِ، لكَيْ يكونَ هو مُتَقَدِّمًا في كُلِّ شَيءٍ. (كولوسي ١٥:١-١٨)

شارك الرسالة