رسائل تأمل اليوم
تأمل: نعمتك تكفيني
٢ كورنثوس ١٢
اختبر الرسول بولس، كما نرى في شهادته، آلام الحاضر في ضوء مجد المستقبل. والرؤية التي رآها (ع ١-٦) كانت يمكن أن تجعله فخورًا بهذه الاختبارات الروحية الرائعة (ع ٧)، ولكن بدلًا من ذلك كان هناك نوع من الألم يُثبت أقدامه في الاتضاع والانكسار أمام الرب (ع ٨). على أن هذا الألم لم يكن ليطغي على الاختبار الروحي الرائع أو يُخفي آثاره، بل على العكس لقد ساعد هذا الألم الرسول بولس على اكتشاف بعدًا آخر، وهو أن الله يستطيع أن يستخدم ضعفاته، وأن نعمة الله هي التي تحافظ عليه. لقد عرف سر القوة الإلهية، فهي تكمل ضعفنا، لذا كان يفتخر في ضعفه لكي تحل عليه قوة المسيح.
لقد أعطت نعمة الله معنىً جديدًا لألم الرسول بولس وضعفه، ورؤية المجد الذي سنتمتع به في المستقبل ساعدته على أن يرى الحاضر بمنظوره الحقيقي.
شكرا لك يا إلهي لأجل ضعفاتي وآلامي، لأن نعمتك تكفيني وقوتك في الضعف تُكمل. آمين
تأمل: اِحمَدوا الرَّبَّ
١ أخبار الأيام ٨:١٦-٤٣
عندما يفيض قلب الإنسان بالحضور الإلهي في حياته، وحينما يشرق نور معرفة الله في قلبه، تخرج من فمه كلمات تسبيح، شكر وحمد لله لأجل جميع حسناته. وهنا نرى داود الملك يترنم ويسبح الله بكلمات رائعة تعبر عن مدى فرحة داود برجوع تابوت العهد إلى أورشليم، وهو ما يشير لحضور وسكنى الله وسط شعبه. وفي هذا الجزء (ع ٨ – ٣٦) نرى داود يسبح الله لأجل:
- أعماله: "اذكُروا عَجائبَهُ الّتي صَنَعَ. آياتِهِ وأحكامَ فمِهِ." (ع ١٢)
- عهده مع شعبه: "اذكُروا إلَى الأبدِ عَهدَهُ، الكلِمَةَ الّتي أوصَى بها إلَى ألفِ جيلٍ." (ع ١٥)
- خلاصه: "بَشِّروا مِنْ يومٍ إلَى يومٍ بخَلاصِهِ." (ع ٢٣)
- صفاته: "لأنَّ الرَّبَّ عظيمٌ ومُفتَخَرٌ جِدًّا" (ع ٢٥)
- صلاحه ورحمته: "احمَدوا الرَّبَّ لأنَّهُ صالِحٌ، لأنَّ إلَى الأبدِ رَحمَتَهُ." (ع ٣٤)
يارب أشكرك لأنك إله عظيم، صالح ورحيم، أسبحك لأجل كل ما صنعت، أحمدك لأجل خلاصك وعهدك الأبدي. آمين
تأمل: قوة إلهية أمام الصراعات الجسدية
٢ كورنثوس ١٠
واجه الرسول بولس في خدمته الكثير من المعاناة والمقاومة الشديدة. لذا لا ينبغي أن نظن أن اتباع السيد المسيح هو من الأمور السهلة، علينا أن نتوقع الكثير من المصاعب لأننا نعيش في وسط عالم غريب، وفي صراعنا ينبغي ألا يكون الدافع شخصيًا او دنيويًا (ع ٣) كالغيرة أو الانتقام أو التحدي الشخصي (ع ٤) لكن أسلحة المسيحي هي المحبة والحق والبر، هي أسلحة جبارة تزلزل الجبال، وتلين القلوب، وتدمر الحصون.
إننا نحارب بكلمة الله، "لأنَّ كلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وفَعّالَةٌ وأمضَى مِنْ كُلِّ سيفٍ ذي حَدَّينِ" (عبرانيين ١٢:٤)، فهي التي زلزلت أركان السجن، أسقطت السلاسل، دكت الحصون، أزالت ممالك، رفعت المتضعين، ومازالت تعمل وتعمل.
امنحني يا الله القوة التي هي محبتك وحنوك على بني البشر، املأني بكلمة الحق القادرة أن تسحق إبليس وجنوده. أشكرك يا الله لأنك دائمًا معي وتقويني. آمين.
تأمل: بركات العطاء
٢ كورونثوس ٩
يتحدث هذا الأصحاح عن العطاء على أنه "خدمة للقديسين" (ع ١، ١٢)، و"بركة" للآخرين (ع٥)، و"نعمة" من الله (ع ٨، ١٤)، و"عمل صالح" (ع٨)، و"بر" (ع ٩، ١٠)، و"طاعة اعتراف لإنجيل المسيح" (ع١٣). كما يتحدث أيضًا عن نتائج العطاء، وهي:
- بركات مادية (ع ٦، ١٠)
- سرور الله بالمعطي (ع٧)
- تسديد أعواز القديسين (ع١٢)
- يزداد الشكر والتمجيد لله من قبل من يتلقون العطاء (ع١١-١٣)
- صلاة من تُسد أعوازهم من أجل من قاموا بالعطاء، والمحبة من القلب والاشتياق لهم (ع١٤)
ويذكر الأصحاح أربعة عناصر مهمة ينبغي توافرهما في العطاء، وهي: أن يتم بنشاط وغيرة (ع٢)، وأن يكون بسخاء (ع ٥، ٦)، وأن يكون من القلب وبسرور (ع٧)، وأن يكون نتيجة عمل إنجيل المسيح في القلب (ع١٣). قد تستغرب عزيزي القارئ من آخر عنصر، لكن الحقيقة هي أن عطاءنا ما هو إلا انعكاس بسيط وباهت لعطية الله التي لا يعبر عنها؛ سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح (ع١٥).
نحن مدعوون لأن ننال هذه النعمة التي لا نستحقها، ونعكس صورة الله الذي أعطانا أعظم عطية، فهل نشترك في هذه البركة؟