رسائل تأمل اليوم
تأمل: التقاضي بين المؤمنين
١ كورنثوس ٦
للأسف أصبح من الأمور العادية اليوم أن يقاضي الأخ أخاه من أجل الميراث، أن تتخاصم الأخت مع أخيها بسبب المال، أن يقاضي الابن أباه من أجل الممتلكات. عندما كتب الرسول بولس رسالته كان يخاطب اليونانيين الذين اعتادوا مقاضاة بعضهم البعض في المحاكم رغم أن النظام القضائي لم يكن منصفًا في كثير من الأحيان. وما يحير الرسول بولس هو فتور محبة الكثيرين. كيف أنهم يقاضون بعضهم بعضًا أمام المحاكم! كيف استطاعوا أن يظلموا بعضهم البعض وهم إخوة في جسد الرب (ع٨)؟ كيف برروا لأنفسهم السرقة والزنا والطمع والخطف (ع١٠)؟ هل مازلنا نعاني من تلك الأمور في عائلاتنا أو كنيستنا؟
يا رب احفظني من الطمع والشهوة، علمني أن أتصرف بالحكمة، أن أسلك بالمحبة، وأن أواجه المشاكل باللطف وأن أعيش في طاعتك وخوفك. آمين.
تأمل: اليوم يوم بشارة
٢ ملوك ٧
قصة الأربعة البرص ترينا نعمة الله المتجهة لأشقى الناس وأكثرهم تعاسة، لتنقذهم وتخلصهم.
كان البرص مطرودين ومنبوذين من شعبهم داخليًا، ومهددين من الأعداء خارجيًا. لم يكن أمامهم سوى الموت جوعًا والهلاك. وهم يمثلون حالة جميع البشر الخطاة النجسين إزاء قداسة الله، والمذنبين إزاء عدالة الله. "لأنَّنا كُنّا نَحنُ أيضًا قَبلًا أغبياءَ، غَيرَ طائعينَ، ضالّينَ، مُستَعبَدينَ لشَهَواتٍ ولَذّاتٍ مُختَلِفَةٍ، عائشينَ في الخُبثِ والحَسَدِ، مَمقوتينَ، مُبغِضينَ بَعضُنا بَعضًا. ولكن حينَ ظَهَرَ لُطفُ مُخَلِّصِنا اللهِ وإحسانُهُ -لا بأعمالٍ في برٍّ عَمِلناها نَحنُ، بل بمُقتَضَى رَحمَتِهِ- خَلَّصَنا بغُسلِ الميلادِ الثّاني وتَجديدِ الرّوحِ القُدُسِ الّذي سكَبَهُ بغِنًى علَينا بيَسوعَ المَسيحِ مُخَلِّصِنا." (تيطس ٣:٣-٦).
أدرك الأربعة البرص تقصيرهم في حمل البشارة لذويهم (ع٩)، لذلك دخلوا المدينة حاملين البشارة. واليوم كيف لنا أن نكتفي بنعمة الله لنا وننسى الهالكين حولنا؟ كيف بعد أن عرفنا الحق،نصمت عن إخبار الآخرين؟ "لأنَّنا نَحنُ لا يُمكِنُنا أنْ لا نَتَكلَّمَ بما رأينا وسَمِعنا." (أعمال ٢٠:٤)
تأمل: هارب من وجه الرب
يونان ١
منذ القدم يظن الإنسان أنه قادر على الاختباء من الله، فقد حاول آدم وحواء الاختباء من الله عندما سقطا في الخطية (تكوين ١٠:٣). وها هو النبي يونان يحاول الاختباء من وجه الرب (ع٣) والتنصل من الإرسالية التي أمره الرب بها (ع٢)، وظن أنه قادر على الهروب من الله، لكن الوحي يقول "إذا اختَبأَ إنسانٌ في أماكِنَ مُستَتِرَةٍ أفَما أراهُ أنا، يقولُ الرَّبُّ؟ أما أملأُ أنا السماواتِ والأرضَ، يقولُ الرَّبُّ؟" (إرميا٢٤:٢٣).
حتى يومنا هذا مازلنا نعتقد أننا نستطيع الهروب من الله. ربما نفعل ذلك بطرق مختلفة، فهناك من ينكر وجود الله (مزمور ١:١٤)، وهناك من لا يهتم بوجوده في حياته (أيوب ١٤:٢١)، وهناك من يعتقد أنه لا يستطيع الاقتراب إلى الله بسبب ماضيه وخطيته (لوقا ٨:٥).
لكن يقول النبي داود "أين أذهَبُ مِنْ روحِكَ؟ ومِنْ وجهِكَ أين أهرُبُ؟" (مزمور ٧:١٣٩). نعم، الله ليس بعيد عنا لكن الرَّبُّ قريبٌ لكُلِّ الّذينَ يَدعونَهُ، الّذينَ يَدعونَهُ بالحَقِّ". (مزمور١٨:١٤٥) فلنطع الوصية "اِقتَرِبوا إلَى اللهِ فيَقتَرِبَ إلَيكُمْ. نَقّوا أيديَكُمْ أيُّها الخُطاةُ، وطَهِّروا قُلوبَكُمْ يا ذَوي الرّأيَينِ." (يعقوب ٨:٤)
تأمل: لسانٌ شاهِد
٢ ملوك ٥
تخيل معي مشاعر بنت صغيرة يتم خطفها من بيت أهلها ومن وطنها لتصبح أمة، أسيرة في بيت رئيس جيش الأعداء الذين قاموا بخطفها! من الطبيعي أن يملأ قلب هذه الفتاة الصغيرة كل مشاعر المرارة والحقد والكراهية لذلك الرجل. لكننا نراها تقدم شهادة واضحة عن الله، نرى كم كان قلبها محبًا، ولسانها شاهدًا عن نعمة الله، وإيمانها عظيم.
هذه القصة ترينا صورة جميلة لنعمة الله المتجهة لجميع الناس، لتنقذهم من خطاياهم، وتجعلهم في علاقة مع الإله الحي الحقيقي. فنعمان، الرجل الأممي البعيد عن شعب الله، وعن النبي أليشع، وعن أي معرفة بالله، يدبر له الرب وسيلة لإنقاذه من مرضه، بل ومن خطيته أيضًا، بواسطة فتاة صغيرة لها قلب محب ولسان شاهد عن نعمة الله ومحبته.
يارب ساعدني أن أشهد عن كم صنعت بي ورحمتني، اجعلني سبب بركة للآخرين من حولي."بمَراحِمِ الرَّبِّ أُغَنّي إلَى الدَّهرِ. لدَوْرٍ فدَوْرٍ أُخبِرُ عن حَقِّكَ بفَمي." (مزمور ١:٨٩)