رسائل تأمل اليوم
تأمل: عادل ورحيم
عاموس ١
يبدأ عاموس رسالته التي تتمحور حول إسرائيل (المملكة الشمالية) بإعلان دينونة الرب على الشعوب المحيطة بإسرائيل، وينتهي بالمملكة الشمالية نفسها (الأصحاح الأول والثاني). ويعلن في الأصحاح الأول الدينونة على هذه البلاد: دمشق (ع٣) – غزة (ع٦) – صور (ع٩) – أدوم (ع١١) – بني عمون (ع١٣). ويخبرنا مع كل دينونة ما ارتكبته هذه البلاد من شر يستحق عقاب الله لهم. هذه الشرور هي العنف والقتل والقسوة والنهب والظلم والخيانة والطمع.
نستطيع أن نرى في هذا الأصحاح عدل الله. لذلك يقول الرسول بولس: "أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ َواسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ، الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ." (رو٣:٢-٦). لكن قد أوجد الله حلًا، يقول الرسول بطرس: "تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (أع٣٨:٢)، وأيضًا يقول: "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أع٤٣:١٠).
تأمل: الأمانة في الخدمة
١مل٣٣:١٥-٣٤:١٦
الملوك المذكورين في هذا المقطع كلهم من المملكة الشمالية، وهي إسرائيل. كل ملوكها عملوا الشر في عيني الرب، ولم تكن لهم علاقة مع الله، بل تحولوا إلى الوثنية وكل أشكال النجاسة والفساد. لكن الله لم يترك نفسه بلا شاهد وسط هذه الظلمة، فأقام أنبياء أعلنوا كلامه بكل أمانة وشجاعة. فنرى ياهو بن حناني النبي يبلَّغ رسالة خطيرة من الرب للملك بعشا (ع٢-٤). وهذا هو دور كل خادم أمين لله، مهما كان الشر المحيط به. فيقول الرب يسوع: "فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ." (لو٤٢:١٢-٤٤)
يا رب.. قويني بروحك القدوس لكي أكون عبدًا أمينًا وشجاعًا في كل خدمة أعطيتني إياها.
تأمل: آباء وأمهات في سجلات الملوك
١ملوك ١:١٥-٣٢
يشدد الوحي على ذكر الأمهات في تاريخ ملوك إسرائيل، فيذكر نعمة العمونية أم رحبعام (١مل٣١:١٤)، ومعكة ابنة أبشالوم وأم أبيام (ع٢) وجدة الملك آسا الذي خلعها من منصبها كملكة بسبب عبادتها للأوثان (ع١٣). وتظهر خطورة الدور الذي تلعبه الأم في حياة أولادها، فعادة ما كان للملوك الأشرار أمهات شريرات. وهذا عكس ما جاء في العهد الجديد في خطاب الرسول بولس لتيموثاوس: "إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا." (٢تي٥:١)
وأيضًا يؤكد الوحي على خطورة تأثير حياة الآباء على أبنائهم، فيقول عن الملك أبيام: "وَسَارَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا قَبْلَهُ" (ع٣). ويقول عن الملك ناداب: "وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ." (ع٢٦). أما عن آسا الملك، فيقول "وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أبِيهِ" (ع١١)
أعطني يا رب بنعمتك أن أكون قدوة صالحة لأبنائي وبناتي، أو إخوتي وأصدقائي، وأن أؤثر في حياتهم إيجابيًا ليفعلوا ما هو مستقيم في عينيك.
تأمل: أعطوا ما لله لله
مرقس ١٢ : ١-٢٧
رغم الخلاف الفكري الكبير بين طائفة الفريسيين وطائفة الهيرودسيين، إلا أنهما اتفقا على شئ واحد، وهو كيفية الإيقاع بالرب يسوع بسؤال شائك: "أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟ نُعْطِي أَمْ لاَ نُعْطِي؟" (ع١٤). لو أجاب الرب على سؤالهم بالامتناع عن دفع الجزية لقيصر، لأصبح متهمًا بالتحريض على الثورة ضد الرومان. وإن أجاب بالسماح بدفع الجزية لقيصر، يتهمونه بمساندة الرومان المحتلين. لكنه أجابهم بكل حكمة وقال لهم: «أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا ِللهِ للهِ» (مر١٧:١٢)
لم تكن الدنانير هي العملة الوحيدة المتداولة في وقت المسيح، لكنها كانت العملة الرسمية لدفع الجزية. فكأن المسيح يقول لمن أتوا ليجربوه ولكل الجموع أيضًا: ليست الدنانير التي لقيصر هي كل ما تملكون، لكن ماذا عن باقي أموالكم، ممتلكاتكم وحبكم ووقتكم وطاعتكم. هل هم لله؟ ويقول الرب يسوع لاحقًا في هذا الأصحاح: "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ"(مر٣٠:١٢).
يا سيدي الغالي، كل ما لي هو في الأساس ملكٌ لك، فهبني أن أقدم لك ذاتي وكل ما أملك بكل رضا وحب.