رسائل تأمل اليوم
تأمل: لنصرخ إلى الرب
يوئيل ١
تتلخص رسالة الأنبياء الأساسية في دعوة الشعب إلى التوبة. وها نحن نرى في هذا الأصحاح يوئيل النبي يدعو شعب الرب بكل فئاته أن يتذكروا نتائج الخطايا المرعبة التي حدثت أيامهم أو أيام آبائهم. ولا يكتفي بذلك فقط، بل يدعو الجميع أيضًا أن يخبروا أبناءهم بها، وأن يخبر الأبناء أبناءهم حتى الجيل الرابع. ويحث يوئيل النبي الشعب على التوبة ببكاء ونوح. ويدعو الكهنة إلى لبس المسوح، وتقديس صوم، والمناداة باعتكاف، وجمع الشيوخ وسكان الأرض للصراخ كجماعة إلى الرب إلههم.
كم هي مريرة نتائج الخطايا! يقول عنها الكتاب أنها "مُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ". لذلك، "لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا" (عب١:١٢). وإن كنا نحن أو أسرنا نعاني من النتائج الصعبة للخطية، لنصرخ إلى الرب ونطلب منه الرحمة، ولنتب من القلب عالمين أن إلهنا "يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ" (إش٧:٥٥).
تأمل: من تعبد؟
١ ملوك ١٢: ١-٣١
من الغريب أنه بالرغم من إدراك يربعام للسبب الذي من أجله مزق الله مملكة سليمان، وأعطي له عشرة أسباط (١ملوك١١: ٣٢ ،٣٣)، نراه يفعل الخطية ذاتها إذ عمل عجلي ذهب ليتعبد لهما الشعب، بدلًا من عناء السفر ليعبدوا الرب في هيكله في أورشليم، وقال لهم: "هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ" (١ملوك٢٨:١٢). ويتكرر كثيرًا في سفري ملوك الأول والثاني هذا التعبير "خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّذِي أَخْطَأَ وَجَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ" (١مل١٦:١٤؛ ٣٠:١٥؛ ١٩:١٦)، ويُعلن الرب عن استيائه من كل الملوك بعده الذين ساروا وراءه وتمسكوا بهذه الخطايا.
من المؤكد أننا لم نعد نعبد أصنامًا، لكننا ربما نجعل من أمور مادية ألهة تسود على حياتنا وتتحكم في أفكارنا وأعمالنا، مثلًا كما قال السيد المسيح: «لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَخدِمَ سيِّدَينِ، لأنَّهُ إمّا أنْ يُبغِضَ الواحِدَ ويُحِبَّ الآخَرَ، أو يُلازِمَ الواحِدَ ويَحتَقِرَ الآخَرَ. لا تقدِرونَ أنْ تخدِموا اللهَ والمالَ.»(متى ٦: ٢٤)
آتي اليك يا الله ممتحنًا قلبي في ضوء حق الكلمة المقدسة، لئلا يخدعني قلبي فأخطئ إليك. لأن "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟" (إر٩:١٧).
تأمل: الخدمة والمجد
مرقس ١٠: ٣٢-٥٢
هذا الجزء من الإنجيل يحذرنا من خطايا تواجه الخدام، وهي السقوط في الغرور وحب الظهور والبحث عن المنفعة الشخصية، فيتضح من قصة التلميذين يعقوب ويوحنا ابنا زبدي الآتي:
- عندما سمع التلاميذ عن الملكوت، ظنوا أنه ملكوت أرضي، لذلك سعوا للتمتع بامتيازات هذا الملكوت (ع٣٧). لكن السيد المسيح قال لهما: "لَستُما تعلَمانِ ما تطلُبانِ" (ع٣٨)، فبينما يحدثهما عن الألم والموت المزمع أن يجتاز فيه (ع٣٣) يبحثان هما عن أمجاد زمنية وأرضية، وهو ما يكشف عن عدم فهمهما لحقيقة ملكوت الرب يسوع.
- في الأعداد من ٤٢-٤٥ أوضح الرب يسوع مفهوم العظمة الحقيقية في ملكوت السماوات، فالعظمة تتلخص في خدمة الآخرين، وتسخير النفس لخدمتهم، وليست البحث عن المجد الذاتي (ع٤٣، ٤٤).
يا رب ساعدني أن أفهم وأعيش حياة البذل والخدمة المضحية لأجل الآخرين، فأتمثل بك حتي كما صنعت أنت، أصنع أنا ايضًا (يوحنا ١٣: ١٥)
تأمل: الطالبون حكمة
ملوك الأول ١٠
يفتقر العالم اليوم إلى صوت الحكمة، يبحث الكثيرون عن المشورة والرأي الحكيم في عالم ملئ بالحيرة والغموض والأسئلة. وكان هذا مطلب ملكة سبا (ع١، ٢)، وعندما أجاب الملك سليمان كل أسئلتها ورأت بيته وطعام مائدته وكل ما له، يقول الوحي المقدس: "لمْ يَبقَ فيها روحٌ بَعدُ" (ع٥) حتى قالت لسليمان: «صَحيحًا كانَ الخَبَرُ الّذي سمِعتُهُ في أرضي عن أُمورِكَ وعَنْ حِكمَتِكَ. ولَمْ أُصَدِّقِ الأخبارَ حتَّى جِئتُ وأبصَرَتْ عَينايَ، فهوذا النِّصفُ لَمْ أُخبَرْ بهِ. زِدتَ حِكمَةً وصَلاحًا علَى الخَبَرِ الّذي سمِعتُهُ.» (ع٦-٧)
واليوم ممن نطلب الحكمة؟ وكيف نجدها؟ يقول الرب يسوع: "مَلِكَةُ التَّيمَنِ ستَقومُ في الدّينِ مع هذا الجيلِ وتَدينُهُ، لأنَّها أتَتْ مِنْ أقاصي الأرضِ لتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيمانَ، وهوذا أعظَمُ مِنْ سُلَيمانَ ههنا!"
لنطلب من إلهنا الحكمة والمشورة ولنبحث عنها في كلمته المقدسة لأن
"ناموسُ الرَّبِّ كامِلٌ يَرُدُّ النَّفسَ. شَهاداتُ الرَّبِّ صادِقَةٌ تُصَيِّرُ الجاهِلَ حَكيمًا." (مزمور ١٩: ٧).