رسائل تأمل اليوم
تأمل: التوبة
أعمال ١١: ١-١٨
"أعطَى اللهُ الأُمَمَ أيضًا التَّوْبَةَ للحياةِ!" (ع ١٨).
الله هو الذي يُعطي التوبة، وأيضًا يريد ويأمر الناس أن يتوبوا (أعمال ١١: ١٨؛ ١٧: ٣٠؛ رومية ٢: ٤). "توبوا وارجِعوا لتُمحَى خطاياكُمْ" (أعمال ٣: ١٩). "وهو لا يَشاءُ أنْ يَهلِكَ أُناسٌ، بل أنْ يُقبِلَ الجميعُ إلَى التَّوْبَةِ" (بطرس الثانية ٣: ٩). ومسئولية الإنسان هي أن يقبل هذه العطية ويرجع إلى الله بتوبة حقيقية تاركًا خطاياه، فمكتوب: "مَنْ يَكتُمُ خطاياهُ لا يَنجَحُ، ومَنْ يُقِرُّ بها ويَترُكُها يُرحَمُ" (أمثال ٢٨: ١٣). "فارِقْ خطاياكَ بالبِرِّ وآثامَكَ بالرَّحمَةِ للمَساكينِ" (دانيآل ٤: ٢٧). وأيضًا "تُبْ مِنْ شَرِّكَ هذا، واطلُبْ إلَى اللهِ عَسَى أنْ يُغفَرَ لكَ فِكرُ قَلبِكَ" (أعمال ٨: ٢٢). "ليَترُكِ الشِّرّيرُ طريقَهُ، ورَجُلُ الإثمِ أفكارَهُ، وليَتُبْ إلَى الرَّبِّ فيَرحَمَهُ، وإلَى إلهِنا لأنَّهُ يُكثِرُ الغُفرانَ" (إشعياء ٥٥: ٧). ويصادق الله على هذه الأشواق بإعطائه معونة للتوبة.
ليس معنى التوبة هو أن نعترف بخطايانا أو أن نندم عليها فقط، فقد اعترف فرعون قائلاً: "أخطأتُ هذِهِ المَرَّةَ. الرَّبُّ هو البارُّ وأنا وشَعبي الأشرارُ" (خروج ٩: ٢٧). وقال أيضًا: "أخطأتُ إلَى الرَّبِّ إلهِكُما وإلَيكُما" (خروج ١٠: ١٦). ويهوذا الإسخريوطي "ندم" وأيضًا اعترف بالخطأ قائلاً: "أخطأت؛" ولكنه مضى وخنق نفسه (متى ٢٧: ٣-٥). لكن لكي تستمر حياة التوبة بنجاح، يستلزم الأمر ترك كل ما من شأنه أن يساعد على الخطأ، سواء كان هذا أشخاصًا، فالمعاشرات الرديَّة تفسد الأخلاق الجيدة؛ أو أماكن. فكل ذلك يُوجدنا في مجال التجربة، وقول الرب واضح في الموعظة على الجبل، إن كل ما يتسبَّب في عثرتنا يجب أن نتخلَّص منه، ولا ندع شيئًا يعيق علاقتنا بالرب.
تأمل: قوة الصلاة
أعمال ١٠: ١-٣٣
لقد كان الرسول بطرس وكرنيليوس مختلفان كل الاختلاف عن بعضهما البعض. أحدهما يهوديًا والآخر أمميًا، أحدهما رجل دين والآخر قائد عسكري. ولكن هناك شيئًا واحدًا اشتركا فيه، هو أنهما كانا يصليان إلى الله.
كثيرًا لا نعرف ما الذي نريده بالضبط أو ما الذي نحتاجه، لكن عندما نرفع قلوبنا لله، حينئذ نستطيع أن نرى الأشياء تتغير بفعل الصلاة.
احتياج كرنيليوس الذي لم يكن يفطن إليه، على وشك أن يتحقق. كما أن فكر الرسول بطرس عن الأمم سيتغير.
لتكن صلواتنا اليوم لمعرفة مشيئة الله لنا.
تأمل: أنا وبيتي
يشوع ٢٣-٢٤
"وأما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يشوع ٢٤: ١٥).
بقراءة الجزء الذي وردت فيه هذه العبارة، نجد أن يشوع يضع أمام الشعب الخيارات: "اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون." ولم يربط نفسه بقرار الآخرين، لكنه كان قد اتخذ قراره له ولبيته بأنه سيعبد الرب. وهذه العبارة المأثورة تؤكد ما قاله الكتاب في أماكن كثيرة، مثل: خلاص بيت نوح بالفلك (بطرس الثانية ٢: ٥)، وخلاص بيت سجان فيلبي (أعمال ١٦: ٣١-٣٤). وهذا يؤكد مسؤوليتنا تجاه خلاص أهل البيت. صحيح أن الرب هو الذي يخلص، لكن توجهات الأولاد تجاه العلاقة مع الرب والتكريس له تستمد جذورها من الأسرة، وهذا يعمق مسؤولية الآباء تجاه قيادة بيوتهم روحيًا في العلاقة مع الرب وعبادته. جميل أن نرتبط كعائلات بالكنيسة للعبادة الجماعية، ويكون جميع أفراد الأسرة ملتزمين بحضور الكنائس للعبادة، "غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة" (عبرانيين ١٠: ٢٥). وتكون طرق بيت الرب في قلوبنا (مزمور ٨٤: ٥).
تأمل: طلبة عكسة
قضاة ١
"أعطني.. لأنك أعطيتني" (ع ١٥)
عكسه بنت كالب، الذي في يوم من الأيام كان يطلب من يشوع المزيد من الأرض ليمتلكها، وكان عمره ٨٥ سنة وهو يقول: لم تزل قوتي كما كانت حين كان عمري ٤٥ سنة. ها هي بنته عكسة تطلب من أبيها ينابيع ماء.
كالب الذي اتبع الرب تمامًا بشهادة الرب، يضع شرطًا لمن سيتزوج بنته أن يكون عنده ذات التوجهات التي له. وقد كان، إذ ترتبط عكسة بعثنئيل ابن كناز، وهو قاضٍ خلَّص إسرائيل.
عكسة تقول لأبيها: "أعطني ينابيع ماء. فأعطاها الينابيع العليا والسفلى." ونحن في أرض التجارب لا نستطيع أن نعيش بدون المعونات التي تأتي من العلا، وكذلك التشجيعات التي تأتي لنا من أحبائنا المحيطين بنا.
لكن كلماتها تشجعنا، فإن كانت قالت بعشم لأبيها الأرضي: أعطني لأنك سبق وأعطيتني، فلي ثقة في قلبك ومحبتك؛ فماذا نقول نحن للرب وهو من أغدق علينا بعطاياه في الماضي! فكم مرة طلبنا وأخذنا، سألنا وأعطانا، قرعنا وفتح لنا. لهذا يجب أن نقول له أمام احتياجاتنا الجديدة: "أعطنا لأنك أعطيتنا." فاستجابات الصلاة في حياتنا في الماضي تشجعنا على مزيد من الثقة في الرب، عالمين أن الرب "هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد،" لم ولن يتغير تجاه أحبائه.