رسائل تأمل اليوم

تأمل: الاتكال على المال

أيوب ٣١
قال الرب مرة: "ما أعسَرَ دُخولَ المُتَّكِلينَ علَى الأموالِ إلَى ملكوتِ اللهِ!" (مرقس ١٠: ٢٤). وقال أيوب: "إنْ كُنتُ قد جَعَلتُ الذَّهَبَ عَمدَتي، أو قُلتُ للإبريزِ: أنتَ مُتَّكلي... أكونُ قد جَحَدتُ اللهَ مِنْ فوقُ" (ع ٢٤، ٢٨). فالمشكلة تكمن في اعتبار المال عماد الحياة وركيزة المستقبل.
لذلك يجب أن نفرق هنا بوضوح بين الادخار والاتكال:
فالادخار هو وضع الفائض جانبًا لصرفه مستقبلاً كما يقودنا الرب، واثقين أن سندنا الوحيد هو الرب نفسه وليس المال.
أما الاتكال على المال فهو الاطمئنان والأمان لوجوده، وهذا ما يحذرنا الحكيم منه: "مَنْ يتَّكِلْ علَى غِناهُ يَسقُطْ" (أمثال ١١: ٢٨).

 

شارك الرسالة

تأمل: الذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة
أعمال ٨: ٢-٢٥


لقد خسرت الكنيسة بطلاً من الأبطال، استفانوس، وهو بشهادة الكتاب كان مملوءًا من الروح القدس والإيمان والحكمة (أعمال ٦: ٣، ٥). ومن الخطاب في أعمال ٧ يتضح أنه كان مملوءًا من كلمة الله. لهذا كانت الكنيسة تنوح على استفانوس وتحزن.
تشتت الجميع بعد موت استفانوس في اليهودية والسامرة. والرب دائمًا يعرف أن يُخرج من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة (قضاة ١٤: ١٤)، فالذين تشتتوا جالوا مبشرين، وحتمًا كلمة الله التي نثروها لا ترجع فارغة، بل تنجح فيما أرسلها الله لأجله. و السامرة من ضمن الأماكن التي نجحت فيها كلمة الله.
السامريين لهم موقف سابق، وقت زيارة الرب لسوخار في يوحنا ٤، بعد شهادة السامرية. وقال الرب وقتها عندما آمن به أهل السامرة، إن الحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمرًا للحياة الأبدية. وربما ما عمله الرب في السامرة في يوحنا ٤ كان زرعًا، وما عمله فيلبس في أعمال ٨ كان حصادًا. لهذا عندما نربح نفسًا للرب، نعلم أنه سبقنا في خدمة هذه النفس مجموعة من الجنود المؤثرين.

شارك الرسالة

تأمل: استشهاد استفانوس
أعمال ٧: ٢٠ – ٨: ١


في مشهد رجم استفانوس، بعد أن لخص تاريخ شعب بني إسرائيل في الخطاب القضائي (أعمال ٧)، كان استفانوس لا يرى المشهد الموجود على الأرض، المتمثل في الحنق والبغضة من المحيطين به. وحتى في وقت رجمه، لم يرَ الحجارة التي تسحق جسده، بل كان يرى -وهو يشخص إلى السماء ممتلئًا من الروح القدس- مجد الله ويسوع قائمًا عن يمين الله (أعمال ٧: ٥٦). 
شخص ممتلئ من الروح القدس وينظر مجد الرب بوجه مكشوف، من الطبيعي أن يتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد. والمقصود أن تصير لنا ذات الأمجاد الأدبية والسلوكيات التي كانت في حياة الرب، لهذا:
صلى استفانوس غافرًا لقاتليه: "يا رب لا تقم لهم هذه الخطية" (أعمال ٧: ٦٠)، مثلما صلى الرب على الصليب غافرًا لصالبيه (لوقا ٢٣: ٣٤).
كما صلى الرب: "في يديك أستودع روحي" (لوقا ٢٣: ٤٦)، صلى استفانوس مُسلِّمًا روحه للرب قائلاً: "أيها الرب يسوع اقبل روحي" (أعمال ٧: ٥٩). 
شابه الرب في خلاص نفس وقت موته، فالرب خلّص في مشهد صلبه اللص التائب، كذلك كان شاول جالسًا بجوار ملابس الذين رجموا استفانوس، ويبدو أن هذا المشهد بتفصيلاته أثّر في شاول الذي تغيّرت حياته لاحقًا عندما تقابل مع الرب.

شارك الرسالة

تأمل: اسمَعوا!
أعمال ١:٧-١٩


"استفانوس" هو أحد الرجال السبعة الذين تم اختيارهم (٦: ٥) لكي يقوموا بخدمة "موائد" (٦: ٢)، أي مسئولية خدمة الفقراء وخاصة الأرامل (٦: ٢).
تخيل معي هذا الرجل البسيط يقف أمام رؤساء الكهنة ومعلمي اليهود. ومن خلال الكتب المقدسة "التوراة،" يفسر التسلسل التاريخي لتعاملات الله مع آبائهم: إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ثم قصة يوسف، وآخيرًا موسى النبي العظيم الذي أتاهم بشريعة الله. كل ذلك ليثبت لهم أنهم مثل آبائهم، دائمًا يقاومون الروح القدس ويضطهدون الأنبياء ولا يحفظون شريعة الله (أعمال ٧: ٥١-٥٣). رجل من عامة الشعب يواجه بمفرده رؤساء الكهنة معلنًا الحق دون أن يهابهم! ولكي نعرف سر قوة استفانوس وجرأته لا بد أن نقرأ ما قاله عنه الوحي: "رَجُلًا مَملوًّا مِنَ الإيمانِ والرّوحِ القُدُسِ" (٦: ٥)، وكان "يَصنَعُ عَجائبَ وآياتٍ عظيمَةً في الشَّعبِ" (٦: 8) حتى أنهم "لَمْ يَقدِروا أنْ يُقاوِموا الحِكمَةَ والرّوحَ الّذي كانَ يتَكلَّمُ بهِ (٦: ١٠). ويتضح من كلام استفانوس أنه كان قريبًا من كلمة الله يقرأها ويفهمها باستنارة الروح القدس، فصار يشرح لهم من الكتب المقدسة ما لا يستطيعون هم كمعلمين للشريعة أن يفهموه! ومن هنا يتضح أن قوة استفانوس تكمن في إيمانه، وفي امتلائه من الروح القدس، وكذلك في فهمه للكتاب المقدس.
لتكن صلاتنا اليوم: يا رب زد إيماني واملأني بروحك القدوس وأنر ذهني وقلبي بكلمتك المقدسة، حتى أسلك بالحق وأحيا باستقامة شاهدًا عنك. آمين

شارك الرسالة