رسائل تأمل اليوم

تأمل: ألم الخيانة والإنكار
متى ٢٦: ٤٧-٧٥


كانت خيانة يهوذا وإنكار بطرس بمثابة طعنات تخترق الرب أكثر وجعًا من الجلدات الرومانية. اضطرب يسوع عندما أعلن للتلاميذ عن تعرضه للخيانة من أحد تابعيه، من يأكل خبزه ويسمع تعاليمه. فكم وكم كان وقع ذلك عندما اقترب يهوذا من الرب بقبلة غاشة لتسليمه. القبلة التي هي علامة المحبة، كانت عند يهوذا علامة الخيانة، مع أن الرب قدَّم له المحبة طوال المشوار. فقد ستر عليه رغم أنه كان سارقًا لصندوق خدمة الفقراء. وقدّم له اللقمة في عشاء الفصح، التي كانت تقدم وقتها للعزيز كعلامة حب وتقدير وإكرام. وعندما أتى ليسلمه، لم يقل له الرب: يا خائن، لماذا جئت؟ مع أنه كان يستحق ذلك، إنما قال له: "يا صاحِبُ، لماذا جِئتَ؟" (ع ٥٠). فما أروع الرب في رد فعله رغم جرح خيانة يهوذا!
أما إنكار بطرس وكلماته التي تفوه بها فكانت أصعب على الرب من كل الكلمات الصعبة التي قيلت في ذلك اليوم من أشرار فجَّار. مع أن الرب حذّره مسبقًا (متى ٢٦: ٣٤، ٤١)، لكنه أنكر أنه يعرف الرب حتى مع وضوح لغته (ع ٧٣)، وحتى مع تأكيد نسيب ملخس الذي قطع بطرس أذنه (يوحنا ١٨: ٢٦). وعندما وقعت عينا الرب على بطرس، اكتفى الرب بالنظرة التي أذابت قلب بطرس. فلم يفرِّط الرب في تلميذه الذي أنكره ثلاث مرات، فما أروعه شخصًا نتعلم منه أفضل ردود الأفعال في أصعب المواقف!

شارك الرسالة

تأمل: مواجهة التجربة
متى ٢٦: ٢٦-٤٦


"يا أبَتاهُ، إنْ أمكَنَ فلتَعبُرْ عَنّي هذِهِ الكأسُ، ولكن ليس كما أُريدُ أنا بل كما تُريدُ أنتَ" (ع ٣٩)
صلاة الرب في البستان لأجل أن تعبر عنه الكأس تعلِّمنا دروسًا عن كيفية مواجهة التجارب. فلقد واجه الرب التجربة مصليًا بأشد لجاجة، والتلاميذ واجهوا التجربة نيامًا! لهذا كان هناك تباين في ردود الأفعال بين هدوء الرب وبين خوار التلاميذ.
الرب صلَّى بتسليم: "ليس كما أُريدُ أنا بل كما تُريدُ أنتَ" (ع ٣٩). وصلَّى مُستقبِلاً معونات السماء، فكإنسان يقول البشير لوقا: "وظَهَرَ لهُ مَلاكٌ مِنَ السماءِ يُقَوّيهِ" (لوقا ٢٢: ٤٣). وهكذا يكون العون في حينه من نصيب المُجرَّب وهو متقدم بثقة أمام عرش النعمة (عبرانيين ٤: ١٦).
كأس آلام الصليب ومرارة التجربة لم تسلب الرب فرحه بالعلاقة مع الآب، ولم تثبِّط عزيمته على تحقيق مشيئته، مثلما يحدث مع البعض. إن الحياة تتوقف عندهم مع خسارة معينة أو مرارة كأس أيًا كان نوعها، لكن يقول الكتاب عن الرب: "ثُمَّ سبَّحوا وخرجوا إلَى جَبَلِ الزَّيتونِ" (ع ٣٠)؛ وقال للتلاميذ: "قوموا نَنطَلِقْ! هوذا الّذي يُسَلِّمُني قد اقتَرَبَ!" (ع ٤٦). فمن الممكن أن تتحول المرارة إلى ترنيمات، والخوف من التجربة إلى تسليم برضا لمشيئة الآب السماوي. ليس فقط بعد الخروج من التجربة، لكن أثناءها، حيث نختبر القول: "مؤتي الأغانيِّ في اللَّيلِ" (أيوب ٣٥: ١٠). 

شارك الرسالة

تأمل: سكب قارورة الطيب
متى ٢٦: ١-٢٥


ستظل قصة مريم مشجعة لنكرّس قلوبنا للرب الذي يستحق كل غالٍ ونفيس. فقدمت مريم قارورة طيب، ذكر عنها الوحي المقدس أوصافًا كثيرة: ناردين خالص كثير الثمن (ع ٧؛ مرقس ١٤: ٣). ولم تعتبر ما قدمته إتلافًا، مثلما ظن بعض التلاميذ (ع ٨).
تكريس مريم تدرج من مجرد الجلوس عند قدمي السيد المسيح تسمع كلامه (لوقا ١٠: ٣٩)، إلى السقوط عند قدميه بدموع أثناء تجربة مرض وموت أخيها لعازر (يوحنا ١١: ٣٢)، إلى سكب قارورة الطيب على رأسه. والكتاب يقول في موضع آخر أنها كسرت قارورة الطيب (مرقس ١٤: ٣)، وذلك لكي لا تحتفظ بطيب لآخر بعد الرب، إذ اختارته النصيب الصالح. وقد كانت الفتيات وقتها يحتفظن بالأطياب ليوم عرسهن.
لم تدافع مريم عن نفسها أمام المنتقدين، لكن الرب دافع عنها وقال: "إنها عملت بي عملًا حسنًا." أيضًا قال: "فعلت ذلك لأجل تكفيني." وهي قد سبقت المريمات اللاتي حاولن تطييب جسد يسوع في القبر، لكنهن جاءوا ووجدوا المسيح قد قام.
ما فعلته مريم كان له تأثير على كل من كان في البيت، فامتلأ البيت من رائحة الطيب (يوحنا ١٢: ٣)، ويمتد تأثيره طول الزمان، حيث مع انتشار الإنجيل يعرف العالم قصة مريم وما فعلته للرب، وبالتأكيد ستكون له مكافئة أمام كرسى المسيح.

شارك الرسالة

تأمل: يَكشِفُ العَمائقَ والأسرار
أيوب ١٢


"يَكشِفُ العَمائقَ مِنَ الظَّلامِ" (أيوب ١٢: ٢٢).
تشبه هذه العبارة ما قاله النبي دانيال: "هو يَكشِفُ العَمائقَ والأسرارَ. يَعلَمُ ما هو في الظُّلمَةِ، وعِندَهُ يَسكُنُ النّورُ" (دانيال ٢: ٢٢). فواضح أن الشر المخفي عن عيون الناس، ظاهر لعيني الله نفسه. وهذا ما قاله يوسف عن الخطية في تكوين ٣٩: ٩، وما قاله داود أيضًا في مزمور ٥١: ٤. لكن الرب يستر على الإنسان مرة ومرات، ليس موافقة على أعماله، بل ليعطيه فرصة للتوبة. أما في يوم الدينونة، فسيفضح الله الأعمال والسرائر (رومية ٢: ١٦)، ولن ينجو من حساب يوم الدينونة إلا من تاب عن خطاياه واحتمى في دم المسيح (يوحنا ٣: ١٤-١٨؛ بطرس الأولى ١: ١٩).
وثلاث مرات، يذكر الرب في الموعظة على الجبل: "أبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية،" عن الصدقة وعن الصلاة وعن الصوم (متى ٦: ٤، ٦، ١٨). وفي تلك المرات يؤكِّد الرب على إكرام الآب السماوي لمن يحبونه بإخلاص ويفعلون الخير، لا لكي تراهم الناس وتمدحهم. 

شارك الرسالة