رسائل تأمل اليوم

تأمل: العبد الرديء والعبد الحكيم
متى ٢٤: ٣٢-٥١


العبد الحكيم هو الذي أقامه سيده على بيته ليعطي الطعام في حينه. فالخدمة وسط قطيع الرب تحتاج لحكمة نازلة من فوق، وتحتاج أيضًا للأمانة. لأجل ذلك أعطاه الرب اتساعًا، لأنه كان أمينًا في القليل، فأقامه سيده على الكثير (ع ٤٧).
ولكن هناك عبد ردئ قال في قلبه: "سيدي يبطيء قدومه،" فتكيفت حياته مع هذه القناعة الخاطئة، فكانت النتائج وخيمة! حيث اتسمت حياته بالشراسة والنجاسة، فظهرت الشراسة في أنه كان يضرب العبيد رفقاءه، وظهرت النجاسة في أنه كان يأكل ويشرب مع السكارى. ودائمًا هاتان الصفتان مقترنتان.
فعندما يغيب مجيء الرب القريب عن الأعين، كما هنا مع هذا العبد، لا تأتي سوى النتائج الوخيمة المترتبة على ذلك. وكلما كان التفكير في أن الرب قريب (فيلبي
٤: ٥)، عندئذ يكون حلمنا معروفًا عند جميع الناس، فنكون شخصيات مسالمة تجدّ للسلام وتطلبه، وتكون القداسة العملية هي طابع حياتنا.

شارك الرسالة

تأمل: العطاء للفقراء
تثنية ١٥، ١٦


في تثنية ١٥: ١١، ذكر الوحي: "لأنَّهُ لا تُفقَدُ الفُقَراءُ مِنَ الأرضِ. لذلكَ أنا أوصيكَ قائلًا: افتَحْ يَدَكَ لأخيكَ المِسكينِ والفَقيرِ في أرضِكَ." نتعلم من هذا أن الفقراء موجودون في كل مكان وكل زمان، في أغنى البلاد وأفقرها. ويجب أن نعرف أن الله يسمح بوجود إخوة لنا فقراء، ليس فقط لاحتياجهم لنا، بل لاحتياجنا نحن لهم. فبدونهم، كيف نتعلّم العطاء وممارسة المحبة عمليًا؟! وعندما نعطي، فنحن نُعبِّر عن مشاعر الرب تجاه المحتاجين، واهتمامه ورعايته بهم. ومن جهة أخرى، فإن ما نعطيه هو من جود وعطايا الرب نفسه. 
لقد وعد الرب بإكرام مَنْ ينظر إلى المسكين:
"طوبَى للّذي يَنظُرُ إلَى المِسكينِ. في يومِ الشَّرِّ يُنَجّيهِ الرَّبُّ. الرَّبُّ يَحفَظُهُ ويُحييهِ. يَغتَبِطُ في الأرضِ، ولا يُسَلِّمُهُ إلَى مَرامِ أعدائهِ. الرَّبُّ يَعضُدُهُ وهو علَى فِراشِ الضُّعفِ. مَهَّدتَ مَضجَعَهُ كُلَّهُ في مَرَضِهِ" (مزمور ٤١:
١-٣).
"مَنْ يُعطي الفَقيرَ لا يَحتاجُ، ولِمَنْ يَحجِبُ عنهُ عَينَيهِ لَعَناتٌ كثيرَةٌ" (أمثال ٢٨: ٢٧).
"إنْ كانَ فيكَ فقيرٌ، ... فلا تُقَسِّ قَلبَكَ، ولا تقبِضْ يَدَكَ عن أخيكَ الفَقيرِ،... أعطِهِ ولا يَسوءْ قَلبُكَ عندما تُعطيهِ، لأنَّهُ بسَبَبِ هذا الأمرِ يُبارِكُكَ الرَّبُّ إلهُكَ في كُلِّ أعمالِكَ وجميعِ ما تمتَدُّ إليهِ يَدُكَ" (تثنية
١٥: ٧- ١٠). 
"فرَّقَ أعطَى المَساكينَ. برُّهُ (جوده) قائمٌ إلَى الأبدِ" (مزمور ١١٢: ٩).
"مَنْ يَرحَمُ الفَقيرَ يُقرِضُ الرَّبَّ، وعَنْ مَعروفِهِ يُجازيهِ" (أمثال ١٩: ١٧).
وكأن الله يقول: إني سأضع نفسي تحت التزام أمامكم، عندما تعطون الفقراء، فكأني مديون لكم وأنتم الدائنون؛ مع أننا في الحقيقة مديونون له بكل شيء.

شارك الرسالة

تأمل: كيف يتبرر الإنسان عند الله؟
أيوب ٩


هناك عدة أسئلة في سفر أيوب. لكن السؤال الوارد في العدد الثاني، لم تكن له إجابة في ضوء العهد القديم. وتمت الإجابة عليه في العهد الجديد، وذلك من خلال عمل الصليب. فالإنسان المذنب يحتاج إلى تبرير. وما فشل فيه الإنسان تحت الناموس، حيث ظهرت محدودية الذبائح الحيوانية، حققته ذبيحة الصليب التي كانت فيها كل الكافية، فنال الإنسان التبرير. "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رومية ٣: ٢٤).
والتبرير أعظم من البراءة، فالبريء لم يفعل خطية، أما التبرير فبمقتضاه نظهر أمام الله في المسيح. فيرانا الآب في المسيح، ليس بلا عيب فقط، بل يكون لنا ذات بره، أي يرانا الله كما لو كنا فعلنا أمامه كل البر.

شارك الرسالة

تأمل : نجاح موسى في الامتحان

تثنية ٩-١٠
هل كان الله فعلاً سيبيد الشعب، كما قال لموسى، وسيجعل موسى شعبًا أفضل وأعظم (ع ١٤)؟ الحقيقة إن الرب كان يضع موسى في امتحان، وقد نجح فيه بجدارة. فالحيثيات التي قالها موسى، كانت في قلب الرب فعلاً، وقد عرفها موسى فعلاً، لأنه كان قريبًا من قلب الرب. فهُم شعبه الذي افتداه، كما أنه لا يمكن أن يفعل هذا بهم لأجل اسمه العظيم. وما نجح فيه موسى، فشل فيه إيليا، إذ كان يتوسل إلى الله ضد إسرائيل (رومية ١١: ٢)! وهكذا الشخص الذي يستخدمه الرب لخدمة قطيعه، يجب أن يكون له قلب وأعين الرب تجاه شعب الرب. ففي كلمة الله هناك ثلاثة أبطال صلوا لأجل الشعب، وهم عزرا في عزرا ٩، ونحميا في نحميا ٩، ودانيال في دانيال ٩. وهؤلاء اتفقوا في شيء هام، وهو أنهم ضموا أنفسهم مع الشعب في خطاياه، واعترفوا بأخطاء الشعب كما لو كانت أخطاءهم. ليت الرب يعطينا هذه الروح الفريدة في زمن كثرت فيه روح الإدانة، حتى في أقدس الأجواء!
شارك الرسالة