رسائل تأمل اليوم
تأمل: كلمة الله
لوقا ٨: ١-٢٥
كلمة الله تعتبر العنصر المشترك في كل المقطع. فتباين تفاعل الناس معها هو ما يتحدث عنه مثل الزارع. ونور إعلان كلمة الله الذي لا ينبغي علينا إخفاؤه، بل نستنير بنوره وننير الآخرين؛ هو ما يتحدث عنه مثل السراج. والجزء الذي يتحدث عن عائلة يسوع يُظهِر أن من يسمعون الكلمة ويطيعوها هم عائلة المسيح الحقيقية. وأخيرًا، تهدئة العاصفة تُظهِر سلطان كلمة الله المتجسد على الطبيعة.
النص يحثنا على سلسلة من الأفعال تجاه كلمة الله. أولًا، سماع الكلمة (ع ٨، ١٢-١٥، ٢١). والسمع في اللغة لا يعني فقط الاستماع، بل الفهم أيضًا. ثانيًا، قبول الكلمة (ع ١٣). ويعني الموافقة عليها، والترحيب بها، وإعطائها مكانًا في حياتنا. ثالثًا، الانتباه إلى كلمة الله (ع ١٨). وهذه العملية العقلية تتطلب الاهتمام بكلمة الله وتقديرها والانشغال بها؛ لا قراءتها كواجب أو روتين. رابعًا، حفظ الكلمة (ع ١٥). وهو أن نخبئ كلمة الله في قلوبنا؛ نقدّر قيمتها جدًا حتى أننا نحتفظ بها في داخل عقولنا ووجداننا، ولا نفرِّط فيها أو نضيِّعها. خامسًا، العمل بالكلمة (ع ١٥، ٢١). وهو تطبيق المكتوب على حياتنا، وطاعتنا له. سادسًا، أن نعلن نور الكلمة حتى كما استنرنا بنورها، نذهب ونصنع تلاميذ للمسيح، وننير العالم (ع ١٦).
تأمل: إيمان إبراهيم
تكوين ١٢
نرى في أول تسعة أعداد من هذا الإصحاح دعوة الرب لإبراهيم، ووعده له بالبركة، وطاعة إبراهيم للرب. هذه الثلاثة أمور دائمًا ما تكون مرتبطة ببعض. ولم تكن تلبية إبراهيم لدعوة الرب هينة أبدًا، فالرب لم يخبره إلى أين يذهب. ولم يتوقف إبراهيم إلا عندما ظهر له الرب، وكلمه مرة ثانية، وقال له إن أرض كنعان التي اجتاز فيها هي التي سيعطيها لنسله. وهكذا استقر إبراهيم في أرض كنعان، وبنى هناك مذبحًا للرب.
تقول رسالة العبرانيين: "بالإيمانِ إبراهيمُ لَمّا دُعيَ أطاعَ أنْ يَخرُجَ إلَى المَكانِ الّذي كانَ عَتيدًا أنْ يأخُذَهُ ميراثًا، فخرجَ وهو لا يَعلَمُ إلَى أين يأتي" (العِبرانيّينَ ٨:١١). أي أن الإيمان هو الذي مكَّن إبراهيم من طاعة الرب، ليخرج من وسط عائلته وشعبه وأرضه. والإيمان هو ما نحتاج إليه في حياتنا لكي نطيع الرب في كل خطوة من حياتنا. فمثل إبراهيم، أحيانًا كثيرة لا نعرف ما هي الخطوة القادمة في حياتنا. لكن ثقتنا في الله وصلاحه، واتكالنا عليه، يجعلنا نطمئن، ونطعيه بفرح.
يا رب، لا أعلم ما يكون في الغد، لكن ساعدني أن أطيعك واثقًا بك.
تأمل: ينبغي أن أكون في ما لأبي
لوقا ٢١:٢-٥٢
لم يفهم يوسف ومريم العذراء الطفل يسوع، فقد ظناه بين الرفقة راجعًا معهم (ع ٤٤)، غير عالمين أنه بقي في الهيكل في أورشليم. وأخذا يبحثان عنه بين الأقارب والمعارف مسيرة يوم (ع ٤٤)، غير عالمين أن في ناموس الرب مسرته (ع ٤٦). وقد اندهشا عندما وجداه وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم، وأن كل من سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته (ع ٤٦-٤٨). لم يألفا بعد فكرة أن ابنهم الصغير هو ابن الله، الذي ينبغي أن يهتم بأمور أبيه، وينبغي أن يسكن في بيت أبيه.
لم يكن الطفل يسوع عاصيًا على أبويه عندما لم يرجع معهم. كما لم يكن ينوي أن يُقلق أبواه عليه طوال تلك الثلاثة أيام التي كانا فيها يبحثان عنه؛ بل في بساطته كان يستفهم منهما: "فقالَ لهُما: «لماذا كُنتُما تطلُبانِني؟ ألَمْ تعلَما أنَّهُ يَنبَغي أنْ أكونَ في ما لأبي؟»" (ع ٤٩) وبالرغم من أنه ابن الله الذي ينبغي الخضوع له، إلا أنه كإنسان كامل ذهب معهما أخيرًا وكان خاضعًا لهما (ع ٥١).
لك المجد يا ربي يسوع المسيح، فحتى في طفولتك، نرى الجمال والكمال؛ نراك تبهر المعلمين بفهمك وأجوبتك، وتبهرنا بتكريسك لأبيك وحبك لكلمته.
تأمل: من يرينا خيرًا؟
مزمور ٤
يتساءل الناس في يأس أو في غضب: "من يرينا خيرًا؟" (ع ٦). ولم يكن كاتب المزمور مُستثنى من المشاكل والضيقات، فها هو يطلب الرب ويصرخ إليه بسبب الضيق (ع ١، ٦). لكن ماذا يحدث عندما يلجأ كاتب المزمور إلى الله في صلاة وتضرع (ع ١، ٣، ٦)، ويقرر أن يقدم العبادة والإكرام للرب، وأن يتكل عليه (ع ٥)؟ يجعل الرب في قلبه سرورًا وفرحًا أكثر من سرور الناس عندما يتوفر لديهم الأكل والشرب بكثرة (ع ٧)؛ ويتمتع بالطمأنينة والسلام والنوم الهادئ (ع ٨).
ليتنا نلجأ إلى الله عندما تواجهنا مشاكل وضيقات، ونلقي عليه أحمالنا فيريحنا. ليتنا نأتي إليه عندما نرى الحياة وقد انقطع منها الخير، ولم يبقَ لنا رجاء فيها. فالسرور والطمأنينة التي يهبها الله أعظم بكثير من أي ضيقات قد تواجهنا. ليتنا نتكل عليه مثل كاتب المزمور، ونعبده ونكرمه واثقين أنه صالح وإلى الأبد رحمته.