رسائل تأمل اليوم
تأمل: تعبنا الليل كله
لوقا ١:٥-٢٦
أن يسمح سمعان للرب يسوع أن يستخدم سفينة صيده كمنبر عائم شيء، وأن يعلّمه كيف يصطاد شيء آخر مختلف تمامًا. لكن على أي حال، تنفيذ ما قاله يسوع عمليًا قاده إلى نتيجة مذهلة: "ولَمّا فعَلوا ذلكَ أمسَكوا سمَكًا كثيرًا جِدًّا، فصارَتْ شَبَكَتُهُمْ تتَخَرَّقُ. فأشاروا إلَى شُرَكائهِمُ الّذينَ في السَّفينَةِ الأُخرَى أنْ يأتوا ويُساعِدوهُم. فأتَوْا ومَلأوا السَّفينَتَينِ حتَّى أخَذَتا في الغَرَقِ" (ع ٦-٧).
إن الاستماع إلى كلمات الرب يسوع في الكنيسة أو أثناء الصلاة وقراءة الكتاب المقدس في الفرص الروحية، أمر يختلف عن سماعه وهو يحدثنا ونحن في أعمالنا اليومية أو في بيوتنا أو في أوقات راحتنا. إنه ليس إله الكنيسة فقط، أو يوم الأحد فقط؛ لكنه إله كل مكان، وكل أيام الأسبوع. وهو مستعد أن يتحدث إلينا في كل وقت، وأن يعطينا الحكمة في مختلف المواقف التي نمر بها، وأن يتدخل في الوقت المناسب لخيرنا بطرقه الخاصة. فهو الذي قال: "وها أنا معكُمْ كُلَّ الأيّامِ إلَى انقِضاءِ الدَّهرِ" (مَتَّى ٢٠:٢٨)
تأمل: المُستَقيمُ يُبصِرُ وجهَهُ
مزمور ١١
هذا المزمور هو أغنية لشخص يثق ويتكل على الرب. فيصف الرب بأنه: يسمع الصلاة، ويكافئ الصديقين، ويجازي الأشرار. لذلك، يوبخ كاتب المزمور أصدقاءه الذين ينصحونه بالهروب من الأشرار (ع ١-٢)، فكيف يخاف منهم وهو يثق في الرب!
ثم يُختم المزمور بـ: "المُستَقيمُ يُبصِرُ وجهَهُ." فإن رؤية وجه الرب هي أروع مكافآت الرب للمستقيمين. يقول السيد المسيح: "طوبَى للأنقياءِ القَلبِ، لأنَّهُمْ يُعايِنونَ اللهَ" (متى ٥: ٨). كما أن رؤية وجه الرب تعطي تعزية للمتألمين، وقوة للمُضطهدين، وطمأنينة للمنزعجين. رؤية وجه الرب تعطي سلامًا وسرورًا "كثيرونَ يقولونَ: «مَنْ يُرينا خَيرًا؟». ارفَعْ علَينا نورَ وجهِكَ يا رَبُّ. جَعَلتَ سُرورًا في قَلبي أعظَمَ مِنْ سُرورِهِمْ إذ كثُرَتْ حِنطَتُهُمْ وخمرُهُمْ." (مزمور ٤: ٦-٧)
أحيانًا كثيرة نشعر بالمعاناة لأسباب مختلفة، لذلك ينبغي أن نتذكر دائمًا أن محضر الله مفتوح لنا في كل وقت، لنرى وجهه، وننال منه نعمة وعونًا: "فلنَتَقَدَّمْ بثِقَةٍ إلَى عَرشِ النِّعمَةِ لكَيْ نَنالَ رَحمَةً ونَجِدَ نِعمَةً عَوْنًا في حينِهِ" (عبرانيين ٤: ١٦)
تأمل: اهرُبْ لحَياتِكَ
تكوين ١٩
لماذا أهلك الرب مدينتي سدوم وعمورة بالنار؟ لأن شعب تلك الأرض كان شريرًا، وخطاياهم كانت كثيرة، خاصة خطية الشذوذ الجنسي.
ولماذا أنقذ الله لوطًا وأسرته؟ لأنه كان بارًا، إذ يقول الكتاب: "وإذ رَمَّدَ مَدينَتَيْ سدومَ وعَمورَةَ، حَكَمَ علَيهِما بالِانقِلابِ، واضِعًا عِبرَةً للعَتيدينَ أنْ يَفجُروا، وأنقَذَ لوطًا البارَّ، مَغلوبًا مِنْ سيرَةِ الأردياءِ في الدَّعارَةِ" (بطرس الثانية ٢: ٦-٧).
وكيف أنقذ الله لوطًا؟ بأن أرسل له ملاكان ليقولا له أن يخرج هو وكل من له خارج مدينة سدوم (ع ١٤). وعندما توانوا، أشفق الرب عليه، فأمسك الملاكان بيده هو وامرأته وابنتيه وأخرجاهم خارج المدينة (ع ١٦). ثم قال له: "اهرُبْ لحَياتِكَ. لا تنظُرْ إلَى ورائكَ، ولا تقِفْ في كُلِّ الدّائرَةِ" (ع ١٧).
كان الخروج من مدينة سدوم صعبًا على لوط وامرأته. ربما لأنهما أحبا المدينة برغم ما بها من شرور، أو لأنهما اعتادا العيش فيها، أو لأن كل ثروتهما فيها. لذلك، قاد الرب لوطًا وأسرته بحزم من المدينة، فجعلهم يهربون منها دون أن ينظروا خلفهم. يحذرنا الكتاب من خلال قصة لوط من أن نكون غير حازمين في رفضنا للشر، أو الاندماج مع الأشرار.
تأمل: السعادة
مزمور ١
يبدأ المزمور بـ "طوبى،" أي "يا لسعادة!" ثم يبدأ بسرد الصفات التي تحقق للإنسان السعادة الحقيقية (ع ١-٣):
- عدم الاستماع لنصيحة الأشرار.
- تجنب طريق الخطاة.
- عدم المشاركة في مجالس المستهزئين بالأمور المقدسة وبمن يتقون الله.
- محبة وقراءة الكتاب المقدس باستمرار.
- طاعة وصايا الكتاب.
ونستطيع تلخيص تلك الصفات في تجنب الشر ومحبة الكتاب المقدس وطاعته. ولن نستطيع أن نحب كلمة الله وأن نريد طاعتها بفرح إلا إذا تركنا شرورنا، وتجنبنا كل كلام أو سلوك أو صداقة تجذبنا للخطية. وقتها سنحب الكتاب ونطيعه بفرح. لكن كيف نحب الكتاب إذا لم نعرف ما فيه من كنوز؟ وكيف نطيعه إذا لم نعي ما يأمرنا به الله من خلال كلمته المقدسة؟ إذًا يدعونا المزمور لأن نقرأ الكتاب باستمرار، لا مجرد قراءة عابرة، بل قراءة متعمقة تجعلنا نفهم ما في قلب الله ويريدنا أن نعرفه ونفهمه. وقتها فقط سنقع في حب الكتاب، وسنلهج فيه نهارًا وليلًا، ونختبر السعادة الحقيقية.