الرسائل اليومية
تأمل: نهاية كل شيء قد اقتربت
بطرس الأولى ٤
"كل شيء قد أوشك على النهاية"، هذا ما يعلنه الرسول بطرس بالروح القدس في العدد السابع من هذا الأصحاح. فما الذي يجب أن نكون عليه إذًا؟ ماذا ينبغي أن نفعل؟ ما الذي يجب أن نعطيه أولويتنا؟ يخبرنا الكتاب الإجابة فيقول:
- الصلاة: "فتعَقَّلوا واصحوا للصَّلَواتِ" (ع ٧).
- المحبة: "لتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعضِكُمْ لبَعضٍ شَديدَةً" (ع ٨).
- الضيافة بلا ضيق: "كونوا مُضيفينَ بَعضُكُمْ بَعضًا بلا دَمدَمَةٍ" (ع ٩).
- الخدمة بالموهبة التي يمنحها الله لنا: "ليَكُنْ كُلُّ واحِدٍ بحَسَبِ ما أخَذَ مَوْهِبَةً، يَخدِمُ بها بَعضُكُمْ بَعضًا، كوُكلاءَ صالِحينَ علَى نِعمَةِ اللهِ المُتَنَوِّعَةِ." (ع ١٠).
لكن لنلاحظ أنه قبل أن يتكلم عن المحبة في العدد الثامن، قال: "ولكن قَبلَ كُلِّ شَيءٍ"؛ أي أن المحبة هي الأولوية لنكون في الحالة التي ينبغي أن نستعد بها للقاء إلهنا. ونلاحظ أيضًا أن الكتاب وضع شروطًا للخدمة لتكون لمجد الله، وهي أننا إذ نتكلم، نتكلم بأقوال الله؛ وإذ نخدم، نخدم بقوة الله. الكل نصنعه بيسوع المسيح لمجد الله.
يا ربنا الحبيب، أعنا بنعمتك لنكون مستعدين للقائك، بصلواتنا ومحبتنا وخدمتنا لاسمك القدوس. آمين.
تأمل: أرفَعُكَ يا إلهي المَلِكَ
مزمور ١٤٥
تختلف الصورة الذهنية لكل واحد منا عندما نتأمل في صفات الله، ففي كثير من الأحيان نرغب في الاقتراب من الله المُحب الغفور الرحيم، ومرارًا نصلي إلى الله القدير والراعي الأمين والشافي ومانح البركات. وحسنًا نفعل لأن بالفعل هذه هي صفات الله التي يذكرها داود في هذا المزمور،فيقول:
"الرَّبُّ حَنّانٌ ورحيمٌ، طَويلُ الرّوحِ وكثيرُ الرَّحمَةِ.
الرَّبُّ صالِحٌ للكُلِّ، ومَراحِمُهُ علَى كُلِّ أعمالِهِ...
الرَّبُّ عاضِدٌ كُلَّ السّاقِطينَ، ومُقَوِّمٌ كُلَّ المُنحَنينَ ..
أنتَ تُعطيهِمْ طَعامَهُمْ في حينِهِ..
الرَّبُّ قريبٌ لكُلِّ الّذينَ يَدعونَهُ ..
يَعمَلُ رِضَى خائفيهِ، ويَسمَعُ تضَرُّعَهُمْ، فيُخَلِّصُهُمْ. يَحفَظُ الرَّبُّ كُلَّ مُحِبّيهِ .." (ع ٨-١٩).
لكننا ينبغي أن ندرك أيضًا أن الله هو "الملك" (ع ١)،
"عظيمٌ هو الرَّبُّ وحَميدٌ جِدًّا، وليس لعَظَمَتِهِ استِقصاءٌ" (ع ٣)، بمجد ملكه ينطقون وبجبروته يتكلمون (ع ١١)، ملكه مُلك كل الدهور (ع ١٣).
والملك له السيادة والسلطان الكامل على شعبه، لذلك لابد أن نخضع لسيادته الكاملة على حياتنا، وأن نسلم له قيادة طرقنا وأفكارنا، وأن نطيع مشيئته وكلمته ووصاياه.
"أرفَعُكَ يا إلهي المَلِكَ، وأُبارِكُ اسمَكَ إلَى الدَّهرِ والأبدِ." (ع ١)
تأمل: كونوا قديسين
بطرس الأولى ١
هناك أربع أفكار رئيسية ومتشابكة يدور حولها هذا الأصحاح، وهي:
- الاختيار. (ع ١-٢)
- الرجاء بالارتباط مع الألم والإيمان. (ع ٣-٨)
- الخلاص. (ع ٩-١٢)
- القداسة بالارتباط مع الرجاء والفداء وكلمة الله. (ع ١٣-٢٥).
ويبدأ الرسول بطرس حديثه عن القداسة في عدد ١٣ بكلمة "لذلك". فالذي اختارنا ودعانا هو القدوس، لذلك، فلنكن نحن أيضًا قديسين في كل عاداتنا وتصرفاتنا (ع ١٥). وكما كان اختيارنا قبل تأسيس العالم، كان دم المسيح الكريم الذي فدانا معروفًا قبل تأسيس العالم (ع ١٨-٢٠)؛ فكيف لا نكرِّس أنفسنا للذي أحبنا وفدانا بدمه الكريم؟! كيف لا نقدِّم حياتنا لمن أنقذنا من الموت والجحيم الأبدي؟! وقريبًا جدًا سيخلِّصنا من أجسادنا الفانية المعرضة للتعب والأمراض، وسيأخذنا إلى بيتنا الأبدي لنسكن معه للأبد في السماء. لذلك، يدعونا الرسول بطرس ألا نرتجي أي شيء سوى مجيء يسوع المسيح القريب، لأننا سنترك الأرض بكل ما فيها قريبًا عند استعلانه (ع ١٣)؛ وأن نقضي زمان غربتنا على الأرض في خوف الله أبينا، لأنه سيحكم دون تحيُّز على أعمالنا التي عملناها على الأرض (ع ١٧). وأخيرًا، يقدِّم لنا الرسول بطرس كلمة الله على أنها تطهِّر نفوسنا عندما نطيعها بقوة الروح القدس، والهدف هو أن نحب أحدنا الآخر محبة حقيقية بلا رياء.
تأمل: فتأنَّوْا أنتُمْ
يعقوب ٥
من أبرز سمات العصر الذي نعيش فيه: "السرعة"، فأصبح الإنسان يبحث عن الخدمة الفورية، والوجبات السريعة، وسرعة الإنجاز، ...إلخ. وعندما نتأمل الأجيال الصاعدة نجد أن كلمة الصبر لم تعد مستحبة والانتظار لم يعد مقبولًا، إذ أصبح الملل يتسرب سريعًا إليهم ويعيشون فعليًا في عصر السرعة.
لكن الكتاب المقدس يتكلم بوضوح عن فضيلة الصبر ويذكر طول الأناة ضمن ثمر الروح (غلاطية ٢٢:٥). ويتحدث الرسول يعقوب عن التأني ويعطي لنا مثالًا من حياة الفلاح الذي ينتظر بصبر "ثَمَرَ الأرضِ الثَّمينَ" (ع ٧)، ينتظر أن يأتي المطر المبكر والمتأخر على الزرع حتى يكون الحصاد جيد ووفير. ويوضح أهمية الصبر بالنسبة للمؤمنين لارتباطه:
- بثبات القلوب في الإيمان (ع ٨)
- بمجيء الرب واقترابه (ع ٨)
- بالصبر على بعضنا البعض (ع ٩)
- بالتشبه بالأنبياء كقدوة لنا في تحمل المشقات (ع ١٠)
- بالمجازاة والمكافأة (ع ١١)
يا رب دربنا لكي نتعلم الصبر حتى نفهم إرادتك لحياتنا ولكي نتنقى فيصبح رجاؤنا في السيد المسيح وحده، "عالِمينَ أنَّ الضّيقَ يُنشِئُ صَبرًا، والصَّبرُ تزكيَةً، والتَّزكيَةُ رَجاءً، والرَّجاءُ لا يُخزي. (رومية ٣:٥-٥).