الرسائل اليومية

تأمل: اللص الهارب

فليمون

هذه الرسالة القصيرة التي يرسلها الرسول بولس إلى فليمون تتحدث عن أنسيمُس عبد فليمون، الذي سرق سيده وهرب منه. لكن نعمة الله تقابلت معه عن طريق الرسول بولس وهو مسجون لأجل السيد المسيح. ويقول الرسول بولس عن أنسيمُس أنه "ابْنِي .. الَّذِي وَلَدْتُهُ فِي قُيُودِي" (ع ١٠). ويمثل أنسيمُس نموذجًا لحياة كل واحد فينا، فقد كنا مثله:

  • عبيدًا، لكن صرنا في المسيح أخوة محبوبين (ع ١٦؛ رو٢٩:٨).
  • غير نافعين، لكن صرنا بسبب عمل السيد المسيح نافعين (ع ١١؛ ٢تي٢١:٢).
  • ظالمين ومديونين للرب سيدنا، لكن دفع المسيح الدين عوضًا عنا وخلصنا (ع ١٩،١٨؛ يوحنا٢٤:٥).
  • هاربين من الله نخشى غضبه وعقابه، لكن المسيح قد ردنا وصالحنا مع الله (ع ١٢، ١٥، ١٧؛ ٢كو١٨:٥).

كما أن محبة بولس الرسول لأنسيمُس، العبد السارق الهارب، تنبع من محبة المسيح التي انسكبت في قلبه بالروح القدس. لذلك، فهي تمثل محبة الله لنا. قال الرسول بولس عن أنسيمُس: "ابني"، "نافع لي"، "أحشائي"، "أخًا محبوبًا"، "نظيري". وهذه الكلمات تعبِّر عما في قلب الله لكل واحد فينا.

عزيزي القارئ، إن كنت تهرب من الله ظانًا أنه لن يقبلك بسبب كل ما اقترفته من شرور وآثام، فاعلم أنه يبحث عنك، وأنه يحبك جدًا، ويريد أن يغمرك بمحبته المغيرة للحياة التي جعلت من أنسيمُس خادمًا للرب.

شارك الرسالة

تأمل: مُظهِرينَ كُلَّ وداعَةٍ

تيطس ٣

يطلب الرسول بولس من تيطس أن يُذكِّر المؤمنين أن يكونوا مستعدين لكل عمل صالح، ويتحدث عن أحد أوجه تلك الأعمال الصالحة فيقول: "ولا يَطعَنوا في أحَدٍ، ويكونوا غَيرَ مُخاصِمينَ، حُلَماءَ، مُظهِرينَ كُلَّ وداعَةٍ لجميعِ النّاسِ." (ع ٢). لو نظرنا إلى واقعنا اليوم نجد أن كثير من المؤمنين يقعون في فخ الخصام والجدال المستمر، وربما مقاطعة الآخرين لوجود اختلاف في وجهات النظر في أمور لا يجب أن تكون سببًا للخصام، يدعوها الرسول بولس "المباحثات الغبية" (ع ٩).
بل ويطلب من المؤمنين أن يظهروا وداعة "لجميع الناس"، ليس فقط المتفقون معنا في العقيدة أو الفكر أو السلوك لكن حتى هؤلاء الذين يختلفون عنا كليًا. ويوضح سبب ذلك قائلًا: "لأنَّنا كُنّا نَحنُ أيضًا قَبلًا أغبياءَ، غَيرَ طائعينَ، ضالّينَ، مُستَعبَدينَ لشَهَواتٍ ولَذّاتٍ مُختَلِفَةٍ، عائشينَ في الخُبثِ والحَسَدِ، مَمقوتينَ، مُبغِضينَ بَعضُنا بَعضًا." (ع ٣). لذا، إذا كان الله قد أنار أذهاننا لنعرفه ولندرك الحق فذلك ليس لفضل فينا، "ولكن حينَ ظَهَرَ لُطفُ مُخَلِّصِنا اللهِ وإحسانُهُ - لا بأعمالٍ في برٍّ عَمِلناها نَحنُ، بل بمُقتَضَى رَحمَتِهِ- خَلَّصَنا بغُسلِ الميلادِ الثّاني وتَجديدِ الرّوحِ القُدُسِ" (ع ٥،٤).

يا رب دربنا لنلاحظ كلماتنا وتصرفاتنا حتى لا نقع في خطية الإدانة والاستعلاء على الآخرين بل لنتعامل بوداعة ولطف مظهرين نعمة الله في حياتنا في كل وقت. آمين

شارك الرسالة

تأمل: لأنَّ إلَى الأبدِ رَحمَتَهُ

مزمور ١٣٦

لا نعلم بالتحديد من هو كاتب هذا المزمور، لكننا نقرأ أن اللاويين رنموا هذا المزمور في عهد الملك داود، وعند تدشين الهيكل في عهد الملك سليمان (٢ أخبار الأيام ٦:٧). وترنم به الملك يهوشفاط هو وكل الشعب في حربهم مع بني مؤآب وبني عمون (٢ أخبار الأيام ٢١:٢٠). ويتميز هذا المزمور بتكرار جملة "لأنَّ إلَى الأبدِ رَحمَتَهُ" في كل الأعداد، ليؤكد للمرنمين والسامعين أن رحمة الله تظهر في كل أفعاله تجاه بني البشر.

نحتاج في كل وقت أن نُذَكّر أنفسنا أن حياتنا بالكامل مرتبطة برحمة الله العظيمة، فقد خلق كل الخليقة لأنه رحيم ، وخلصنا وأنقذنا لأنه رحيم، ويرعانا ويهتم بنا ويشبعنا لأنه رحيم. فلا يظن أحد منا أن ننال أي شيء عن استحقاق، لكننا نتكل تمامًا على رحمة الله الغنية. ظن الفريسي أنه يستطيع أن ينال رضا الله لأنه يفعل الصالحات ولكونه أفضل من غيره، بينما تأكد العشار أنه لا يستطيع أن يقترب من الله إلا على حساب رحمته، وبالرغم من خطاياه، فقال السيد المسيح: "إنَّ هذا نَزَلَ إلَى بَيتِهِ مُبَرَّرًا دونَ ذاكَ، لأنَّ كُلَّ مَنْ يَرفَعُ نَفسَهُ يتَّضِعُ، ومَنْ يَضَعُ نَفسَهُ يَرتَفِعُ." (لوقا ١٤:١٨)

شارك الرسالة

تأمل: بارِكوا الرَّبَّ

مزمور ١٣٥

عندما نعتاد على بركات ما في حياتنا، لا ندرك أهميتها أو قيمتها إلا عندما نرى آخرين يفتقدون تلك النعم والهبات. كاتب المزمور يطلب من المرنمين أن يسبحوا الله وأن يرنموا له (ع ٣). ويلفت أنظارهم لأمور ربما اعتادوها لكنهم لابد أن يذكروها ويحمدوا الرب عليها، فهو:

  • صالح وعظيم وفوق جميع الآلهة. (ع ٥،٣)
  • اختارهم لذاته (ع ٤)
  • الخالق العظيم وله وحده كل السلطان (ع ٧،٦)
  • المخلص (ع ٨-١١)
  • الديان العادل والإله الرحيم (ع ١٤)

أليس إدراكنا لصفات الله امتيازًا عظيمًا لابد أن نشكر الله عليه؟ لقد أنار أذهاننا لمعرفته!

ألا يجب علينا أن نبارك الله ليلًا ونهارًا لأجل خلاصه ورحمته لنا؟

ألا ينبغي أن نظل طوال الحياة خاضعين لمشيئته طائعين لوصاياه لأنه الديان العادل؟

يا خائفي الرَّبِّ، بارِكوا الرَّبَّ. (ع ٢٠)

شارك الرسالة