الرسائل اليومية
تأمل: سُرَّتْ بهِ نَفسي
إشعياء ٤٢
كتب إشعياء النبي بروح النبوة عن المسيا المنتظر. وذكر لنا الوحي صفات السيد المسيح قبل تجسده بمئات السنين والتي تحققت بالكامل في شخص الرب يسوع، وهو ما ذكره البشير متى في (متى ١٤:١٢-٢١)، ومن تلك الصفات:
- أنه العبد المتضع: (ع ١) الذي كتب عنه الرسول بولس: "لكنهُ أخلَى نَفسَهُ، آخِذًا صورَةَ عَبدٍ، صائرًا في شِبهِ النّاسِ." (فيلبي ٧:٢).
- المختار الذي سُرَّ به الآب (ع ١): وهو ما أعلنه الله الآب قائلًا: "أنتَ ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ" (مرقس ١١:١).
- روح الرب عليه (ع ١): وهو ما أعلنه السيد المسيح في تتميم نبوة النبي إشعياء: "روحُ الرَّبِّ علَيَّ، لأنَّهُ مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَساكينَ، أرسَلَني لأشفيَ المُنكَسِري القُلوبِ، لأُناديَ للمأسورينَ بالإطلاقِ وللعُميِ بالبَصَرِ، وأُرسِلَ المُنسَحِقينَ في الحُرّيَّةِ" (لوقا ١٨:٤).
- وديع ومتواضع وحنان وطويل الروح (ع ٢): فهو من تراءف على الجموع، ورحب بالأطفال، وأهتم بالمهمشين والضعفاء، وقبل البرص والعشارين والخطاة.
- يعلن الحق ولا يهاب إنسان (ع ٤): فهو من وقف أمام رؤساء اليهود يعلن الحق، وحامى عن المساكين والضعفاء، وأشار إلى رياء الفريسيين وقسوتهم.
يا لعظمة فادينا ومخلصنا! ما أعجب تواضعه ومحبته! "الّذي هو صورَةُ اللهِ غَيرِ المَنظورِ، بكرُ كُلِّ خَليقَةٍ... الكُلُّ بهِ ولهُ قد خُلِقَ. ... وهو رأسُ الجَسَدِ: الكَنيسَةِ. الّذي هو البَداءَةُ، بكرٌ مِنَ الأمواتِ، لكَيْ يكونَ هو مُتَقَدِّمًا في كُلِّ شَيءٍ. (كولوسي ١٥:١-١٨)
تأمل: عَبدًا للمَسيح
غلاطية ١
يصرح بولس الرسول في هذا الأصحاح (ع ٦-١٠) عن سبب كتابته لهذه الرسالة إلى أهل مقاطعة غلاطية، وهي أن إيمانهم يحتاج إلى تقويم. فبعض الناس يزعجونهم ويعلمون تعاليم أخرى مخالفة لتعاليم إنجيل المسيح، وهذه التعاليم تتلخص في اتباع ما يأمر به الناموس من شرائع وفرائض وأعياد. ومن جهة هذه التعاليم المُضِلة، يخبرهم الرسول بولس أمرين؛ الأول يخصهم، أما الآخر فيخصه هو، وهذان الأمران هما:
- ألا يستمعوا إلى أحد يقول بعكس ما يقوله الإنجيل الذي قبلوه من البداية، سواء كان هذا الشخص هو الرسول بولس نفسه أو أحد الأخوة الذين معه، أو حتى ملاك من السماء. (ع ٩،٨)
- أنه لن يمتنع عن محاربة هذه التعاليم المُضلة لكي ينال تعاطف من يعلمونها أو من يؤيدونها؛ ولن يحاول إرضاء الناس، لأنه ببساطة عبد للمسيح. (ع ١٠)
سيدي الحبيب، أعني لكي أفهم كلمتك وأحبها وألتصق بها، وألا أنتقل عن كلمة حق الإنجيل أبدًا مهما حاول إبليس خداعي. آمين.
تأمل: وأمّا مُنتَظِرو الرَّبِّ
إشعياء ٤٠
عندما نتعرض في حياتنا لتجربة ما أو عندما نمر بضيق أو ألم، تتسلل التساؤلات والشكوك إلى اذهاننا، فنتسائل: "قد اختَفَتْ طَريقي عن الرَّبِّ وفاتَ حَقّي إلهي؟" (ع ٢٧) هل قد ترَكَني الرَّبُّ، وسَيِّدي نَسيَني؟ (١٤:٤٩) هل يعرف الرب ما أشعر به؟ هل يدرك مدى وجعي وحزني وخوفي؟ هل يقدر الله أن يخلصني من ضيقتي وينجيني من حيرتي؟ فيأتي لنا صوت الرب كما تكلم إلى شعبه: "أما عَرَفتَ أم لَمْ تسمَع؟ إلهُ الدَّهرِ الرَّبُّ خالِقُ أطرافِ الأرضِ لا يَكِلُّ ولا يَعيا. ليس عن فهمِهِ فحصٌ." (ع ٢٨).
في هذا الأصحاح يقول الله: عزوا، طيبوا (ع ٢،١)؛ أي طمئنوا وشجعوا شعبي لأن الوعد بمجيء المخلص قد اقترب تحقيقه (ع ١٠)، وله صفات تدعونا جميعًا للفرح فهو:
- له ذراع القوة والقدرة (ع ١٠)
- راعي أمين وحنان (ع ١١)
- خالق قدير (ع ١٢)
- مشير حكيم وعالم بكل شيء (ع ١٤،١٣)
ينبغي أن نُذكِّر أنفسنا دومًا بتلك الحقائق الثابتة وأن ننتظر الرب لأن من عنده الخلاص، فحتمًا سوف يتعب وييأس كل من وضع رجاءه في الناس "وأمّا مُنتَظِرو الرَّبِّ فيُجَدِّدونَ قوَّةً. يَرفَعونَ أجنِحَةً كالنُّسورِ. يَركُضونَ ولا يتعَبونَ. يَمشونَ ولا يُعيونَ." (ع ٣١)
تأمل: كُلُّ نَسَمَةٍ فلتُسَبِّحِ الرَّبَّ
مزمور ١٥٠
نختتم اليوم سفر المزامير، هذا السفر الذي يحتوي على ١٥٠ مزمور في صياغة شعرية ملحنة، كان الشعب يترنم بها في المواقف المختلفة وكذلك في الأعياد والمناسبات الدينية. ويمكن تصنيف أهم موضوعات المزامير في ٢٠ موضوع، مثل: الرثاء، الحمد، الاستغاثة، تاريخ الخلاص، عناية الله، التوبة، الحكمة، الشكر، ...إلخ. والمزمور الأخير يندرج تحت مزامير التسبيح والتي تُركز على تسبيح الله لأجل صفاته، ففي هذا المزمور يطلب المرنم من المتعبدين أن يسبحوا الله لقداسته ولقوته ولعظمته (ع ٢،١). ثم يطلب منهم أن يستخدموا آلات موسيقية متنوعة حتى يقدموا أفضل ما لديهم من إمكانات ومواهب للرب الإله (ع ٣-٥). ثم يختم المزمور قائلًا: "كُلُّ نَسَمَةٍ فلتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلويا." (ع ٦)
ما أجمل أن يشترك كل شعب الرب في تسبيح الله "لأنَّ التَّرَنُّمَ لإلهِنا صالِحٌ. لأنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسبيحُ لائقٌ." (مزمور ١:١٤٧)، لذلك يقول: "فلنُقَدِّمْ بهِ في كُلِّ حينٍ للهِ ذَبيحَةَ التَّسبيحِ، أيْ ثَمَرَ شِفاهٍ مُعتَرِفَةٍ باسمِهِ." (عبرانيين ١٥:١٣).
"أُغَنّي للرَّبِّ في حَياتي. أُرَنِّمُ لإلهي ما دُمتُ مَوْجودًا. فيَلَذُّ لهُ نَشيدي، وأنا أفرَحُ بالرَّبِّ." (مزمور ٣٤،٣٣:١٠٤)