الرسائل اليومية

تأمل: قائمة الشرف

نحميا ١٢

نجد في سفر نحميا الكثير من قوائم الأسماء المذكورة في الإصحاحات ٧ و١٠ و١١ و١٢، فهناك قائمة بأسماء المسبيين الذين عادوا إلى أورشليم (ص ٧) وقائمة بأسماء الذين كتبوا ميثاق العهد وختموه (ص ١٠)، وقائمة بأسماء رؤوس العائلات التي وقعت عليهم القرعة للسكن في أورشليم (ص ١١)، وكذلك قائمة بأسماء الكهنة واللاويين الذين صعدوا مع زربابل إلى أورشليم واخيرًا قائمة بأسماء الذين قاموا بتدشين سور أورشليم. وقد لا يهتم بعضنا بتلك القوائم وربما لا يجد أهمية في قراءة تلك الإصحاحات، لكن في الواقع أراد الوحي المقدس أن يذكر بالتفصيل تلك القوائم لتصبح "قوائم شرف" لهؤلاء الذين وضعوا حياتهم وحياة عائلاتهم بين يد الله ليطيعوا وصاياه ورافقوا نحميا ليقوموا ببناء سور أورشليم المنهدم رغم المخاطر الكثيرة والمقاومة العنيفة من الأعداء (ص ٤و٦)، لكنهم آمنوا بما قاله لهم نحميا: "إنَّ إلهَ السماءِ يُعطينا النَّجاحَ، ونَحنُ عَبيدُهُ نَقومُ ونَبني." (٢٠:٢).

هل نسلك في الحق بإيمان لننضم إلى قائمة أبطال الإيمان (عبرانيين ١١)؟

هل نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا لتكتب أسماءنا في سفر الحياة؟

" مَنْ يَغلِبُ فذلكَ سيَلبَسُ ثيابًا بيضًا، ولَنْ أمحوَ اسمَهُ مِنْ سِفرِ الحياةِ، وسأعتَرِفُ باسمِهِ أمامَ أبي وأمامَ مَلائكَتِهِ." (رؤيا يوحنا ٥:٣)

شارك الرسالة

تأمل: بارِكي يا نَفسي الرَّبَّ

مزمور ١٠٣

في هذا المزمور يُذكِّر داود نفسه بضرورة الحمد والشكر لله على كل أعماله وحسناته "بارِكي يا نَفسي الرَّبَّ". في وسط زحمة الحياة ومتطلباتها ننسى إحسانات الله في حياتنا، ونعتبر أن كل البركات والنعم التي وهبها الله لنا هي أمور مستحقة وطبيعية  ولا نعرف أهميتها إلا عندما تؤخذ منا. اليوم نتعلم مع داود أهمية أن نشكر الله بصفة دائمة على كل حسناته، فهو الذي: يغفر الذنوب، يشفي كل الأمراض، يفدي الحياة، يرحم ويتراءف، يجدد قوتنا.

ثم يذكر داود صفات الله، فهو عادل، لكنه أيضًا "رحيمٌ ورَؤوفٌ، طَويلُ الرّوحِ وكثيرُ الرَّحمَةِ. لا يُحاكِمُ إلَى الأبدِ، ولا يَحقِدُ إلَى الدَّهرِ. لَمْ يَصنَعْ معنا حَسَبَ خطايانا، ولَمْ يُجازِنا حَسَبَ آثامِنا." (ع ٨-١٠). ثم يعود داود ليذكرنا برحمة الرب ورأفته علينا، واحتياجنا إلى ذلك بسبب محدوديتنا وضعفنا وأننا تراب، كعشب وزهر يظهر ثم يختفي لأن أيامه قصيرة (ع ١٦،١٥).

وفي نهاية المزمور يطلب داود من الجميع أن يبارك الرب، ويطلب ذلك من الملائكة (ع ٢١،٢٠)، ومن الخليقة (ع ٢٢)، ومن نفسه (ع ٢٢).

ما أجمل أن نشكر الله باستمرار لأجل جميع حسناته، ونتذكر كم هو رحيم ورؤوف. لنتأمل في فدائه وخلاصه لنا وفي كل بركاته لحياتنا، وحتى في وقت الضيق، لأنه إله صالح وإلى الأبد رحمته.

"أُبارِكُ الرَّبَّ في كُلِّ حينٍ. دائمًا تسبيحُهُ في فمي." (مزمور ١:٣٤). آمين.

شارك الرسالة

تأمل: ونَحنُ في الحَقِّ

١يوحنا ٥

قام الرسول يوحنا في رسالته بالرد على بعض الهرطقات التي تعرض لها الإيمان المسيحي (١٨:٢). ومن هذه الهرطقات إنكار ناسوت السيد المسيح، وأخرى تدعو إلى أن إعمال العقل فقط هو كافٍ للخلاص دون الحاجة إلى الإيمان بالصليب، وهرطقة أخرى تنكر ألوهية الرب يسوع. لذا نجد في الرسالة تعليمًا واضحًا يُفنِّد هذه الادعاءات ويؤكد على أساسيات الإيمان المسيحي، مثل:

  • حقيقة التجسد: "الّذي كانَ مِنَ البَدءِ، الّذي سمِعناهُ، الّذي رأيناهُ بعُيونِنا، الّذي شاهَدناهُ، ولَمَسَتهُ أيدينا، مِنْ جِهَةِ كلِمَةِ الحياةِ." (١:١)
  • حقيقة الفداء والخلاص: "... ودَمُ يَسوعَ المَسيحِ ابنِهِ يُطَهِّرُنا مِنْ كُلِّ خَطيَّةٍ." (٧:١)، "وتَعلَمونَ أنَّ ذاكَ أُظهِرَ لكَيْ يَرفَعَ خطايانا، وليس فيهِ خَطيَّةٌ." (٥:٣)
  • لاهوت الابن: "مَنْ هو الكَذّابُ، إلّا الّذي يُنكِرُ أنَّ يَسوعَ هو المَسيحُ؟ هذا هو ضِدُّ المَسيحِ، الّذي يُنكِرُ الآبَ والِابنَ. كُلُّ مَنْ يُنكِرُ الِابنَ ليس لهُ الآبُ أيضًا، ومَنْ يَعتَرِفُ بالِابنِ فلهُ الآبُ أيضًا." (٢٢:٢-٢٣)، "كُلُّ مَنْ يؤمِنُ أنَّ يَسوعَ هو المَسيحُ فقد وُلِدَ مِنَ اللهِ." (١:٥)

نحتاج أن نقترب من كلمة الله فاحصين الكلمة المقدسة باهتمام لكي تتعمق فينا حقائق الإيمان، فنستطيع أن نقف بثبات أمام أي هرطقات.

يا رب ساعدنا لكي نميز بين روح الحق وروح الضلال. آمين.

شارك الرسالة

تأمل: اللهَ مَحَبَّةٌ

١يوحنا ٤

إن أكثر الصفات المقربة والمحبوبة لدينا عن الله تتلخص في هذا الوصف الذي أعلنه لنا الله في الوحي المقدس، وهو: " اللهَ مَحَبَّةٌ". يظل هذا الإعلان الواضح في الكلمة المقدسة هو السبب في خطة الخلاص العجيبة وبرهانها الصليب، إذ يقول الرسول يوحنا موضحًا:" في هذا هي المَحَبَّةُ: ليس أنَّنا نَحنُ أحبَبنا اللهَ، بل أنَّهُ هو أحَبَّنا، وأرسَلَ ابنَهُ كفّارَةً لخطايانا." (ع ١٠)

كذلك يؤكد الرسول يوحنا أن هناك بعض السمات التي يجب توافرها في كل من ولد من الله ويعرف الله، ومنها أن نحب بعضنا البعض (ع ٢١،٧). وعندما تفيض المحبة داخلنا، نختبر الآتي:

  • اللهُ يَثبُتُ فينا (ع ١٢).
  • مَحَبَّتُهُ تكون قد تكمَّلَتْ فينا (ع ١٢).
  • يكونَ لنا ثِقَةٌ في يومِ الدّينِ (ع١٧).
  • المحبة تطرَحُ الخَوْفَ إلَى خارِجٍ (ع ١٨).

يا رب ما أعظم محبتك لنا، نحن نحبك لأنك أنت أحببتنا أولًا. ساعدنا أن يملأ حبك قلوبنا فنستطيع أن نحب الآخرين كما أحببتنا. آمين.

شارك الرسالة