الرسائل اليومية
تأمل: مِن أَجْلِ ذلِكَ
رؤيا ٧
رأى يوحنا الرائي جمع غفير لا يُعد، واقفين أمام العرش وأمام الرب يسوع المسيح (ع ٩). لكنه لم يعرف من هؤلاء، فقال له أحد الشيوخ: "هَؤُلَاءِ ... قد غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ" (ع ١٤). ثم ابتدأ في الأعداد (١٥-١٧) يعدِّد نتائج ما فعلوا: "مِن أَجْلِ ذلِكَ ...":
- هُمْ أمام عرش الله.
- يخدمونه نهارًا وليلًا في هيكله.
- الجالس على العرش يحل فوقهم.
- لن يجوعوا ولن يعطشوا بعد.
- لا تقع عليهم بعد الشمس وحرها.
- الرب يسوع يرعاهم ويقودهم إلى المياه الجارية العذبة.
- يمسح الله كل دمعة من عيونهم.
ليتنا جميعًا نحرص على أن نكون مثل هؤلاء الجمع الغفير، الذين غسلوا ثيابهم بدم المسيح، فصارت ثيابهم بيضاء. فالبشر ليس لهم رجاء سوى ذلك الدم الثمين. أيضًا، فلنشكر ونسبح الجالس على العرش والحمل المذبوح، لأن ما ينتظرنا بسبب خلاص المسيح هو عظيم ومجيد، مما يجعلنا بكل فرح وشغف "مُنْتَظِرِين الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (تي١٣:٢).
تأمل: عيد الفوريم
أستير ٩، ١٠
كلمة "الفوريم" ليست كلمة عربية أو عبرية، ربما تكون أكدية، ويفسرها الكتاب في أكثر من موضع بمعنى "قُرعة" (أس٧:٣؛ ٢٤:٩). وقد أًطلق هذا الاسم على يومي ١٤، ١٥ أذار ليكونا عيدًا لليهود في كل مملكة فارس، تذكارًا لخلاصهم من الإبادة التي خطط لها هامان الشرير لتتم يوم ١٣ أذار (راجع أس٣). لكن ما الذي يجعلهم يطلقون كلمة "الفوريم" على ذلك العيد؟
يأتي سبب تسمية العيد بهذا الاسم من القرعة التي كان هامان يلقيها ليعرف ما هو أنسب يوم لإبادة كل اليهود عن بكرة أبيهم في كل مملكة فارس. لكن تحول هذا اليوم وما تلاه إلى انتصار ساحق لليهود على كل أعدائهم.
لقد ألقى هامان الفور (القرعة)، واختار اليوم، وكان هدفه هو إبادة اليهود؛ فـأصبح "الفوريم" هو اسم عيدهم، وما تلى هذا اليوم الذي اختاره أصبح ميعاد عيدهم، وما حدث في تلك الأيام هو ما وصفه الكتاب بقوله: "فِي الْيَوْمِ الَّذِي انْتَظَرَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ، فَتَحَوَّلَ ذلِكَ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودَ تَسَلَّطُوا عَلَى مُبْغِضِيهِمِ .... لَمْ يَقِفْ أَحَدٌ قُدَّامَهُمْ لأَنَّ رُعْبَهُمْ سَقَطَ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ." (أس١:٩-٢). وأصبح اليهود يعيدون هذا العيد في كل سنة ليتذكروا ما فعله الرب معهم، وكيف أنه رد تدبير هامان الرديء على رأسه، وأما شعبه فباركه جدًا.
إن الرب لم يتغير، ومازال يقوم بنفس الشيء اليوم: يحمينا من مختلف المخاطر بطرقه العجيبة، ويحول الأمور الصعبة التي نجتاز فيها لتكون لخيرنا أكثر مما كنا بدونها.
تأمل: فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ
مزمور ١:١٠٧-٢٢
هذا المزمور هو مزمور حمد لله من أجل الخلاص والنجاة، فالرب يخلص شعبه في مختلف الظروف. وتتكرر الآية (٦) في هذا الجزء مرتين بنفس الكلمات تقريبًا (ع ١٣، ١٩)، وكل مرة فيهم هي صرخة من أجل الخلاص في ظرف معين.
نرى في أول مشهد جماعة تائهة في الصحراء، في جوع وعطش وإعياء (ع ٤، ٥). لكن عندما صرخوا إلى الرب، أنقذهم وهداهم في الطريق إلى مدينة للسكن. وفي المشهد الثاني، نرى أشخاصًا جالسين في الظلام، وموثوقين بالحديد في مهانة وذل بسبب عصيانهم لله (ع ١٠-١٢). لكن عندما صرخوا إلى الرب، قطع قيودهم وأطلقهم أحرارًا. وفي المشهد الثالث، نرى أشخاصًا يسيرون في طريق الخطية، ونتيجة لذلك فإنهم مذلولون وليست لهم شهية لأي طعام، حتى أنهم شارفوا على الموت (ع ١٧، ١٨). لكن عندما صرخوا إلى الرب، أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم.
ليس مثل إلهنا، يسمع صرخاتنا ويخلصنا من كل ضيقاتنا. يقول كاتب المزمور: "أَمَّا أَنَا فَإِلَى اللهِ أَصْرُخُ، وَالرَّبُّ يُخَلِّصُنِي" (مز١٦:٥٥).
يا رب إلهي، إليك أصرخ، لأنك وحدك تستطيع أن تخلصني. أنقذني من تيهاني وشروري. نجني من سجني وجوعي. آمين.
تأمل: العبادة في السماء
رؤيا ٤
يمتلئ القلب بالبهجة ونحن نرى الرب يرفع الستار لنستمتع بلمحة من الأبدية، حيث يحتل عرش الله المركز، والجمال والجلال حواليه؛ وحيث العمل الأساسي هو العبادة التي لا تنتهي، وموضوع العبادة والترنيم هو الله الجالس على العرش. ويقدم لنا عدد (٨) صفات الله موضوع عبادة السمائيين، فهو: قدوس، وقادر على كل شيء، وأزلي أبدي لا يتغير. ثم يقدم لنا عدد (١١) الله كالخالق موضوع عبادة السمائيين، فهو قد خلق كل الأشياء بإرادته، ويستمد كل شيءٍ وجوده منه.
ويرينا هذا المشهد كيف أن التسبيح والعبادة هو الأمر الطبيعي قدام عرش الله وعند رؤيتنا لجلال مجده. يقول الكتاب: "سَبِّحُوا الرَّبَّ، لأَنَّ التَّرَنُّمَ لإِلهِنَا صَالِحٌ. لأَنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسْبِيحُ لاَئِقٌ." (مز١:١٤٧). ويرينا أيضًا كيف أن العبادة تنشغل بالله فقط لا بأي شيء آخر، وتراه وحده المستحق للمجد والكرامة والقدرة.
ما أعظم هذا المشهد البديع! دعونا نرى بعيون إيماننا الرب وهو جالس على عرشه ومجد جلاله يغطي المشهد، فنسجد قدامه معطيين له كل كرامة ومجد وقدرة. لنشترك مع السمائيين في هذا الأصحاح لنعطي للرب ما يليق به من تسبيح وعبادة!