الرسائل اليومية
تأمل: غَضَبُ اللهِ
رؤيا يوحنا ١٥
يحدثنا يوحنا الرائي في هذا الأصحاح عن السبع ضربات والتي تمثل دينونة الله، ويقول عنها: "لأنْ بها أُكمِلَ غَضَبُ اللهِ" (ع ١). في الواقع نحن نميل دائمًا إلى الصفات التي تتحدث عن الله الرحيم، والحنان، والمحب، والغافر للإثم، والمعطي بسخاء، والراعي الأمين، وصفات أخرى كثيرة نكررها في صلواتنا وتسبيحاتنا. لكننا نغفل جانب آخر لا يقل أهمية وهو أن الله عادل، وقدوس، وديان، ولا يقبل الخطية والشر؛ بل ونتناسى أن "غَضَبَ اللهِ مُعلَنٌ مِنَ السماءِ علَى جميعِ فُجورِ النّاسِ وإثمِهِمِ، الّذينَ يَحجِزونَ الحَقَّ بالإثمِ." (رومية ١٨:١). لذلك ينبهنا الرسول بولس قائلًا: " فأميتوا أعضاءَكُمُ الّتي علَى الأرضِ: الزِّنا، النَّجاسَةَ، الهَوَى، الشَّهوَةَ الرَّديَّةَ، الطَّمَعَ -الّذي هو عِبادَةُ الأوثانِ- الأُمورَ الّتي مِنْ أجلِها يأتي غَضَبُ اللهِ علَى أبناءِ المَعصيَةِ" (كولوسي ٦،٥:٣)، ويوصينا الرسول بطرس قائلًا: " بل نَظيرَ القُدّوسِ الّذي دَعاكُمْ، كونوا أنتُمْ أيضًا قِدّيسينَ في كُلِّ سيرَةٍ" (١بطرس ١٥:١).
فلنتذكر أن "خَوْفُ الرَّبِّ نَقيٌّ ثابِتٌ إلَى الأبدِ. أحكامُ الرَّبِّ حَقٌّ عادِلَةٌ كُلُّها" (مزمور ٩:١٩)، "فإذْ لنا هذِهِ المَواعيدُ أيُّها الأحِبّاءُ لنُطَهِّرْ ذَواتِنا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الجَسَدِ والرّوحِ، مُكَمِّلينَ القَداسَةَ في خَوْفِ اللهِ." (٢كورنثوس ١:٧)
تأمل: اذكُروا عَجائبَهُ
مزمور ١١٤
يتذكر كاتب المزمور تعاملات الله مع شعبه عند خروجه من أرض مصر(ع ١). كثيرًا ما نجد في الكتاب المقدس ترنيمات وتسبيحات تتناول هذه الاختبارات التي مر بها شعب إسرائيل في البرية (مزمور ١٠:١٣٦-٢٤) أو صلوات رفعها رجال الله طالبين رحمته ومعونته (نحميا ٩) ومرات كثيرة كان الله يُذكّر شعبه بما فعله لهم طالبًا إياهم بتذكر عهده معهم (إرميا ١١).
هل لديك هذا الرصيد من الخبرات التي تتذكرها اليوم وتشكر الله من أجلها؟ هل هناك اختبارات في حياتك تتذكر من خلالها تعاملات الله معك وسلطانه في حياتك؟ هل عندما تمر بضيقات وتجارب متنوعة تستطيع أن تعود بالذاكرة إلى الماضي متفكرًا في أمانة الله ورعايته لك؟
نحتاج اليوم أن نتذكر إحسانات الله، أن نتأمل فيما صنعه الرب في حياتنا وحياة الأخرين من حولنا إذ يقول الكتاب: "اذكُروا عَجائبَهُ الّتي صَنَعَ، آياتِهِ وأحكامَ فيهِ" (مزمور ٥:١٠٥)، لنستطيع أن نواجه كل الصعوبات والضيقات متذكرين محبة الله ورعايته الدائمة لنا.
"اذكُرْ مَراحِمَكَ يا رَبُّ وإحساناتِكَ، لأنَّها منذُ الأزَلِ هي." (مزمور ٦:٢٥)
تأمل: مَنْ مِثلُ الرَّبِّ إلهِنا
مزمور ١١٣
يتسائل كاتب المزمور قائلًا: "مَنْ مِثلُ الرَّبِّ إلهِنا السّاكِنِ في الأعالي؟" (ع ٥)
ربما يختلف وقع هذا السؤال على مسامعنا اليوم عن مسامع الشعب في زمن كتابة المزمور، و السبب هو أن في ذلك الوقت كان لكل شعب أو قبيلة آلهة عديدة يعبدونها ويقدمون إليها القرابين، فمنهم من عبد البعل (قضاة ١٣:٢) وآخرون عبدوا الشمس والقمر (صفنيا ٥:١) وأصنام أخرى كثيرة كانت منتشرة في كل بقاع الأرض في هذا الوقت. لذا يترنم كاتب المزمور بصفات الإله الحي الواحد الحقيقي مؤكدًا أنه:
- أبدي: اسمُ الرَّبِّ مُبارَكًا مِنَ الآنَ وإلَى الأبدِ. (ع ٢)
- كل الخليقة تسبحه: مِنْ مَشرِقِ الشَّمسِ إلَى مَغرِبِها اسمُ الرَّبِّ مُسَبَّحٌ. (ع ٣)
- ليس مثله: الرَّبُّ عالٍ فوقَ كُلِّ الأُمَمِ. فوقَ السماواتِ مَجدُهُ. (ع ٤)
- المخلص والراعي: المُقيمِ المِسكينَ مِنَ التُّرابِ، الرّافِعِ البائسَ مِنَ المَزبَلَةِ. (ع ٧)
- المانح والمعطي بسخاء: المُسكِنِ العاقِرَ في بَيتٍ، أُمَّ أولادٍ فرحانَةً. (ع ٩)
لا مِثلَ لكَ بَينَ الآلِهَةِ يا رَبُّ، ولا مِثلَ أعمالِكَ. كُلُّ الأُمَمِ الّذينَ صَنَعتَهُمْ يأتونَ ويَسجُدونَ أمامَكَ يا رَبُّ، ويُمَجِّدونَ اسمَكَ. لأنَّكَ عظيمٌ أنتَ وصانِعٌ عَجائبَ. أنتَ اللهُ وحدَكَ. (مزمور ٨:٨٦-١٠)
تأمل: طوبَى للرَّجُلِ المُتَّقي الرَّبِّ
مزمور ١١٢
يحدثنا هذا المزمور عن صفات الرجل المتقي الرب (ع ١)، فهو:
- مسرور بوصايا الرب. (ع ١)
- حَنّانٌ ورحيمٌ وصِدّيقٌ. (ع ٤)
- يتَرأَّفُ ويُقرِضُ. (ع ٥)
- يُدَبِّرُ أُمورَهُ بالحَقِّ. (ع ٥)
- قَلبُهُ ثابِتٌ مُتَّكِلًا علَى الرَّبِّ. (ع ٧)
- قَلبُهُ مُمَكَّنٌ فلا يَخافُ. (ع ٨)
- فرَّقَ أعطَى المَساكينَ. (ع ٩)
لذا طوبى لهذا الرجل فهو يتمتع ببركات تقواه للرب ومنها:
- نَسلُهُ يكونُ قَويًّا في الأرضِ. جيلُ المُستَقيمينَ يُبارَكُ. (ع ٢)
- رَغدٌ وغِنًى في بَيتِهِ، وبرُّهُ قائمٌ إلَى الأبدِ. (ع ٣)
- لا يتَزَعزَعُ إلَى الدَّهرِ. (ع ٦)
- لا يَخشَى مِنْ خَبَرِ سوءٍ. (ع ٧)
- قَرنُهُ يَنتَصِبُ بالمَجدِ. (ع ٩)
يا الله أشتاق أن أحيا حياة التقوى، "عَلِّمني أنْ أعمَلَ رِضاكَ، لأنَّكَ أنتَ إلهي. روحُكَ الصّالِحُ يَهديني ..." (مزمور ١٠:١٤٣).