الرسائل اليومية
تأمل: خطة محكمة
أستير ٣-٤
رفضت أستير في البداية أن تدخل إلى الملك أحشويروش لكي تتضرع لأجل نجاة شعبها من مؤامرة هامان لإبادة اليهود، لأن ذلك سيعرض حياتها للخطر. وفي ذلك الوقت، أرسل مردخاي لأستير يقول لها: "... وَمنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ؟" (أس١٤:٤). أي أنه ابتدأ يفكر في أن الرب قد دبر من البداية أن تكون أستير ملكة، وفي ذلك الوقت بالذات، لتنقذ شعبها من الهلاك. وكانت كلمات مردخاي هذه هي عين الحقيقة، فلم تكن تفاصيل أحداث خلع وشتي من منصبها كملكة، واختيار أستير اليهودية وتنصيبها ملكة بدلًا منها، وإخفاء أستير حقيقة شعبها وجنسها؛ لم يكن ذلك كله إلا خيوطًا في يد الله القدير لينسج منها قصة النجاة العظيمة من مؤامرة هامان الشرير.
عزيزي القارئ، إن حياتنا ليست صدفة، وتفاصيل حياتنا ليست صدفة. قد وضع الرب لكل واحد منا خطة محكمة وغاية من حياته. يقول الكتاب: "لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." (أف١٠:٢).
إلهي العظيم، أشكرك لأن كل تفاصيل حياتي هي في يدك. هبني أن أسير وفق مشيئتك، وأن أقوم بالأعمال الصالحة التي قد سبقت وأعددتها لأعملها.
تأمل: ذَكَر كَلِمَةَ قُدْسِهِ
مزمور ٢٦:١٠٥-٤٥
هذا المزمور من مزامير "الحمد"، أي التي تبدأ بــ "احمدوا". وهذه المزامير هي: ١٠٥، ١٠٧، ١١٨، ١٣٦. ويذكِّرنا المزمور بعهد الله مع إبراهيم ثم إسحاق ثم يعقوب، ووعده لهم بأن يعطيهم أرض كنعان ميراثًا (ع ٦-١١). وبعدها يعرض معاملات الله العظيمة بداية من إبراهيم حتى أخرج شعبه من أرض مصر، ثم رعايته لهم في رحلتهم في البرية، وأخيرًا كيف أدخلهم إلى أرض كنعان. ويختم المزمور ترنيمته بنفس الكلام الذي بدأ به، وهو أمانة الله مع إبراهيم وحفظه للوعد الذي وعده به (ع ٤٢-٤٤).
هل فقدت ثقتك في وعود الرب لك؟ إن كلمة الله مليئة بوعود الرب لنا، والرب أمين لكل ما قاله. لنثق في وعوده، ولنتكل عليه، ولنطلبه ونلتمس وجهه دائمًا (ع ٤).
هل تشعر أن الرب قد تأخر في تحقيق وعوده لك؟ يقول المزمور: "فَأَخْرَج شَعْبَهُ بِابْتِهَاجٍ، وَمُخْتَارِيهِ بِتَرَنُّمٍ. وَأَعْطَاهُمْ أَرَاضِيَ الأُمَمِ، وَتَعَبَ الشُّعُوبِ وَرِثُوهُ " (ع ٤٣، ٤٤).
يا رب، أعطني أن أثق في أمانتك ووعودك، وأن أطمئن أن توقيتاتك دائمًا هي الأفضل.
تأمل: يسوع المسيح
رؤيا ١
تتحدث الآية (٥) من هذا الإصحاح عن ثلاثة أوصاف للرب يسوع المسيح، وهي:
- الشاهد الأمين: فهو الذي قال لنيقوديموس: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا .... لَيْس أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ" (يو١١:٣-١٣). وقال لبيلاطس: "قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لْحَقِّ" (يو٣٧:١٨).
- البكر من الأموات: لأنه أول من قام من بين الأموات، ثم سيتبعه الراقدون بيسوع. يقول الكتاب: "الآن قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ" (١كو٢٠:١٥).
- رئيس ملوك الأرض: فهو "مَلِك الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ" (١تي١٥:٦)، الذي دُفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض (مت١٨:٢٨).
ما أعظم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح! لنتمسك بكلامه ونحتذي بحياته، فهو الشاهد الأمين. وأيضًا لنتمسك برجاء القيامة، فهو البكر من الأموات ونحن لا بد أن نتبعه. وهو أيضًا رئيس ملوك الأرض، فكيف نخاف أو نقلق وهو معنا؟! إنه "أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ" (ع ٥، ٦).
تأمل: كُلُّها إيّاكَ تتَرَجَّى
مزمور ١٠٤
يترنم كاتب المزمور ويتغنى بعظمة الله وسلطانه، فهو خالق السموات (ع ٢)، صانع الملائكة وخدامه (ع ٤)، مؤسس الأرض وكل ما عليها (٥-١٠)، واهب الحياة والقوت والماء لكل كائن حي (١١-١٥)، صانع الملجأ والمسكن لأصغر الكائنات وأضعفها (ع ١٧ و١٨). واضع المواقيت والأزمنة (ع ١٩ و٢٠).
يهتف المرنم قائلًا: " ما أعظَمَ أعمالكَ يا رَبُّ! كُلَّها بحِكمَةٍ صَنَعتَ. مَلآنةٌ الأرضُ مِنْ غِناكَ." (ع ٢٤)، بالفعل ما أعظم أعمال الله، إن كل الخليقة حولنا تشهد على عظمة الخالق وعلى سلطانه الغير محدود وحكمته الفائقة وعنايته المُحبة لكل الخليقة إذ يقول المرنم: " كُلُّها إيّاكَ تتَرَجَّى لتَرزُقَها قوتها في حينِهِ. تُعطيها فتلتَقِطُ. تفتَحُ يَدَكَ فتشبَعُ خَيرًا." (ع ٢٨،٢٧).
إن هذا الإله الخالق العظيم يعتني بي وبك، يقول السيد المسيح: " أليستْ خَمسَةُ عَصافيرَ تُباعُ بفَلسَينِ، وواحِدٌ مِنها ليس مَنسيًّا أمامَ اللهِ؟ بل شُعورُ رؤوسِكُمْ أيضًا جميعُها مُحصاةٌ. فلا تخافوا! أنتُمْ أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرَةٍ!" (لوقا ٦:١٢و٧).
"أُغَنّي للرَّبِّ في حَياتي. أُرَنِّمُ لإلهي ما دُمتُ مَوْجودًا. فيَلَذُّ لهُ نَشيدي، وأنا أفرَحُ بالرَّبِّ. لتُبَدِ الخُطاةُ مِنَ الأرضِ والأشرارُ لا يكونوا بَعدُ. بارِكي يا نَفسي الرَّبَّ. هَلِّلويا." (مزمور ٣٣:١٠٤-٣٥)