الرسائل اليومية
تأمل: ويل للمدينة الجائرة
صفنيا ٣
الأصحاح الثاني من سفر صفنيا يتحدث عن بعض الأمم خارج مملكة يهوذا، وهم الشعوب البعيدون عن ملكوت الله. أما الأصحاح الثالث فإنه يختص بشعب الرب، ويبدأه بـ "ويل". وفي ضوء هذا الأصحاح، يمكننا أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة:
- هل نستمع إلى الله أم نرفض تعاليمه وتوجيهاته (ع١)؟
- هل نثق في الله ونقبل تأديبه لنا ونتكل عليه (ع٢)؟
- هل نظلم الآخرين أو نؤذيهم (ع٣)؟
- هل ندّعي التدين ونفتخر بالمظاهر الدينية، بينما في الواقع نخالف كلمة الله المقدسة (ع٤)؟
إن الرب دائمًا يتأنى علينا وينتظر منا التوبة الحقيقية والرجوع إليه. لكن إن لم نتب، فما ينتظرنا هو الويل (ع١) وسخط الرب وحمو غضبه ونار غيرته (ع٨)، وذلك لأن "الرب عادل" (ع٥).
أيها الرب يسوع، أتوب عن عدم سيري في طريقك وعدم فعلي ما يرضيك. وأشكرك لأنك أخذت عقاب خطاياي على الصليب بدلًا عني لترحمني. ساعدني لكي أتبعك من كل القلب. آمين
تأمل: رفع البرقع
٢كو٥:٢-١٨:٣
البرقع هو تشبيه استخدمه الرسول بولس بالروح القدس ليوضح به كيف لا يستطيع اليهود فهم الحقائق المسيحية ورؤية المسيح وهم يقرأون العهد القديم، فقال أنه ثمة برقع موضوع على قلوبهم (٢كو١٤:٣-١٥). والرب وحده هو من يستطيع إزالة هذا البرقع بالروح القدس عندما نتحد به بالإيمان بالمسيح. وهكذا يتحرر الإنسان (٢كو١٧:٣)، وينظر مجد الرب بوجه مكشوف دون حواجز، ويتغير إلى صورته من مجد إلى مجد (٢كو١٨:٣). فيستطيع الناس أن يروا في كل مؤمن بالمسيح انعكاسًا لصورة الله المجيدة، وأن يشتموا رائحة المسيح الزكية (٢كو١٥:٢).
أيها الرب يسوع المسيح من فضلك ساعدني لكي أشبع بك، وأُفسح المجال للروح القدس لكي يعكس صورة مجدك على من حولي.
تأمل: إله كل تعزية
٢كو١:١-٤:٢
لقد اجتاز الرسول بولس ورفقاؤه في مصاعب عظيمة وآلام كثيرة في أسيا الصغرى، إلى الدرجة التي فيها يأسوا من الحياة (٢كو٨:٢). لكن خلال كل هذه المتاعب، وضعوا ثقتهم في الله الذي ينجي من الموت، بل ويقيم الأموات أيضًا (٢كو٩:١-١٠). ورأوا خلال كل هذه الضيقات تعزيات الله، فهو "أبو الرأفة وإله كل تعزية" (٢كو٣:١). وعندما نختبر تعزية الله في أوقات معاناتنا، نكون أكثر قدرة على تعزية الآخرين الذين يمرون هم أيضًا بضيقات متنوعة (٢كو٤:١).
لذلك، فلنثق في الله ونتكل عليه، لأنه إن سمح بالضيقات فهو إله كل تعزية، هو الذي يعزينا في كل ضيقاتنا. ومهما زادت الضيقات فهو الذي ينجي من الموت. كما أنه يستخدم كل ما مررنا ونمر به لتعزية آخرين أيضًا. وحتى أمام آخر عدو لنا، وهو الموت، الله هو من يقيم من الموت لأنه القادر على كل شيء.
يا رب أشكرك من كل قلبي لأنك أبو الرأفة وإله كل تعزية. أشكرك لأنك تعزينا في كل ضيقاتنا.
تأمل: إني أبتهج بالرب
حبقوق٣
يختم النبي حبقوق السفر بصلاة احتلت كل الأصحاح الثالث والأخير. وختم هذه الصلاة بقصيدة من ثلاثة أعداد، هي آخر ثلاثة أعداد في الأصحاح. ويعدِّد في هذه القصيدة ستة من المآسي والمصائب التي تقشعر لها الأبدان: "لا يزهر التين"، "لا يكون حمل في الكروم"، "يكذب عمل الزيتونة"، "الحقول لا تصنع طعامًا"، "ينقطع الغنم من الحظيرة"، "لا بقر في المذاود". لا يوجد أي نوع من الطعام، لا من الأشجار ولا من الكروم ولا من الحقول ولا من الحظائر أو المذاود. ومع كل هذا، يعلن النبي "فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي"، فالسيد الرب هو قوته وهو من يجعله يتخطى كل الصعاب التي تواجهه.
هذا ما تعلنه كلمة الله الصادقة والأمينة: إن مصدر فرحنا وقوتنا وإحساسنا بالأمان تجاه مصائب الزمن هو الرب، لا المال ولا الممتلكات ولا الطعام ولا المدخرات.
أعني يا سيدي الرب لكي أبتهج بك وحدك، ولكي أتيقن أن قوتي وأماني فيك ولا سواك.