الرسائل اليومية

تامل: أعظمك يا رب

مزمور ٣٠ 


ما أجمل كلمات هذا المزمور للصلاة وشكر الله على عظمة صنيعه معنا. حتى إنه انتشل نفوسنا (عدد ١) كما انتشل الراعي الخروف من الضياع (لوقا ١٥: ٥) ولم يُشمت بنا أحد من الذين  يكرهون لنا الخير (عدد ١)، مثلما فعل الأب مع ابنه الضائع واحتضنه (لوقا ١٥: ٢٠). فالله هو الذي يسمع إلى استغاثات قلوبنا، فيشفي نفوسنا من الضياع والسقوط في الهاوية (عدد ٢، ٣)، بل ويسمع إلى صراخنا (عدد ٨)، ويستطيع بحسب مشيئته الصالحة، أن يحوّل حزننا وقلقنا إلى فرح وترنم (عدد ١١، ١٢)، هكذا مثلما تحوّلت حالة  المرأة التي كانت تبحث عن الدرهم الذي أضاعته (لوقا ١٥: ٨- ١٠).
 فأنت يا رب تستحق كل التسبيح، إلى الأبد يا رب أحمدك(عدد ١٢).

شارك الرسالة

تأمل: النجاسة والقسوة

سفر التكوين ٣٨


في كلمة الله وفي دراسة حياة الأشخاص غالبًا ما نجد اقتران النجاسة بالقسوة وكذلك اقتران الرأفة والمحبة العملية بالقداسة.
فقصة يهوذا وزناه مع كنته وعندما أخبروه أن ثامار حبلى قال أخرجوها لتحرق موقِّعًا عليها أقصى قصاص.
وحكم داود على الذابح لنعجة جاره الفقير في المثل الذي قصه عليه ناثان النبي أنه مطالب برد النعجة أربعة أضعاف (٢صم ١٢: ١-١٢) مع أن الوصية تقول فقط يرد المسلوب مضافًا له الخُمس ولم يكن يظن أنه المتهم في القضية التي كان يحكم فيها كالقاضي.
وهكذا متى تسربت النجاسة إلى قلوبنا ارتبطت بها القسوة في الحكم على الآخرين. والعجيب أن قصة يهوذا جاءت في سفر التكوين أصحاح ٣٨ تتوسط قصة يوسف التي بدأت في أصحاح ٣٧ ثم نصرته على الخطية في تكوين أصحاح ٣٩ كما لو كانت قصة يهوذا هي الخلفية القاتمة التي لمع عليها موقف نصرة يوسف على إغراء الخطية. ونلاحظ أن موقف الأخوين يهوذا ويوسف من النجاسة يُعلِّمنا أنه متى أراد أنسان أن يحيا حياة القداسة والتقوى، لن تقوى عليه أسوأ الأجواء والظروف مثلما حدث مع يوسف، ومتى تهاون الإنسان مع الخطية، فسيصبح ضعيفًا أمام أي إغراءات  ومن السهل سقوطه في خطية النجاسة كما فعل يهوذا، وفي نفس الوقت يحكم على الآخرين بكل قسوة، مثلما حكم يهوذا على كنته ثامار بأنها تستحق الحرق (تك ٣٨: ٢٤)، على الرغم أنه لم يكن أبر منها أبدًا (تك ٣٨: ٢٥-٢٦).

شارك الرسالة

إنجيل لوقا ١٤
تأمل: تصحيح المفاهيم


لقد ركز الرب يسوع على تصحيح المفاهيم الخاطئة:
١-    تطبيق روح الوصية وهدفها أهم من التمسك الحرفي والمظهري بها. (عدد ١-٦)
٢-    التواضع هو الطريق إلى الكرامة الحقيقية. (عدد ٧-١١)
٣-    العطاء الحقيقي يكون لمن لا نتوقع منهم الرد أو السداد. (عدد ١٢-١٤)
٤-    دخول الملكوت لا يكون بسماع الدعوة بل بقبولها. (عدد ١٥-٢٤)
٥-    التلمذة الحقيقية للمسيح لا تتحقق إلا لمن يعطه الأولوية. (عدد ٢٥- ٢٧)
٦-    تبعية الرب يسوع ليست حماسة ومشاعر بل قرار ارادي مبني على حساب تكلفة التبعية. (عدد ٢٨- ٣٣)
المشكلة الحقيقة هي أن لا يعيش الإنسان ما يتعلمه. (عدد ٣٤- ٣٥)

شارك الرسالة

تامل: الصلاة والتغيير

التكوين ٣٢: ١- ٣٣: ٢٠


من خلال قراءة الإصحاحات ٣٢؛ ٣٣
نجد أن أبانا يعقوب التقى بالله منفردًا في صلاة عميقة (٣٢: ٩- ١٢)، تملأها مشاعر حقيقية بالصغر أمام الله، والامتنان له على كل ما صنعه معه. وبينما يعترف يعقوب أمام الله بمخاوفه من أخيه عيسو، نجده يتمسك بوعد الله له بالبركة والإحسان إليه. وقد التقى يعقوب بالله مرة أخرى في نفس الأصحاح (٢٤- ٢٩)، وتمسك به حتى إنه لم يطلقه إلا بعد أن باركه. لهذا غيّر الله اسم يعقوب أي "المتعقب"، ليصبح إسرائيل أي "أمير الله"  (٢٨). لذلك نعتبر أصحاح (٣٢) هو نقطة تحوّل في حياة أبينا يعقوب، والذي سيظهر بأكثر وضوح في أصحاح (٣٣) فقد:
• تغيّر يعقوب وتحوّل من شخص يفكر في ذاته، إلى شخص يعترف بنعمة الله، ومن شخص يعتمد على حيله إلى شخص يتكل على الله في كل شيء (٥، ٨، ١٠، ١٢).
• تغيّر يعقوب وتحوّل من شخص يريد أن يأخذ ما ليس له، إلى شخص يعطي بكرم ويُلح في تقديم العطايا (١١) حتى إذا كانت على سبيل الاعتذار وطلب المغفرة.
• غيّرت صلاة يعقوب القلوب من البغضة والغضب إلى تبادل المحبة والتقديم، ومن مقابلة للقتال إلى سجود وعناق وبكاء (٤).

شارك الرسالة