الرسائل اليومية

تأمل: لا تعد تكلمني في هذا الأمر
تثنية ٣-٤


استجابة الصلاة ليست دائمًا بالمنح، فقد يجيب الله بالمنع. وفي كلمة الله هناك الكثير من الطلبات غير الممنوحة. ورغم أننا مرات كثيرة لا نفهم لماذا منع الله عنا هذه العطية، مع أنها بحسب ظننا مهمة وليست فيها أي شر ولا شبه شر، لكن الرب لحكمة يفعل وذا هو الأفضل. فعندما يمنع، فهذا رحمة منه. 
ففي قصة موسى، الرب منعه من دخول الأرض. ولأنه يعرف أن موسى عنده أشواق للدخول إلى الأرض، وهو لن يكف عن الطلب من الرب بلجاجة، فكانت إجابة الرب الحازمة: "لا تعد تكلمني أيضًا في هذا الأمر" (تثنية
٣: ٢٦). وأجاب الرب له الطلب، ليس بحسب رأي موسى، لكن بطريقة أخرى، بأن أراه الأرض من على الجبل؛ وأدخله إلى الأرض فعلاً في حادثة تجلي الرب يسوع.
وطلبَ الرب في البستان: "إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس،" فمشاعره المقدسة جعلته يصلى أن تعبر عنه كأس الدينونة أجرة خطايانا. لكن لأنه رجل رفقة الله (زكريا ١٣: ٧) أكمل الصلاة: "لتكن لا إرادتي بل إرادتك" (لوقا ٢٢: ٤٢)، عالمًا أن طلبًا مثل هذا يعبِّر عن مشاعره المقدسة، لكنه لا يتفق مع مشورة الله المحتومة في الفداء. وكذلك بولس عندما صلّى لأجل الشوكة ثلاث مرات، كانت الإجابة: "تكفيك نعمتي." فمع أن الشوكة لم تُرفع، لكن لما سمع "تكفيك نعمتي،" عندئذ سُر بالشوكة وبالضعفات وبالشتائم، ليس فقط خضع لوجودها، لكنه تقبّلها بشكر.

شارك الرسالة

تأمل: أليفاز التيماني والمعزون المتعبون
أيوب ٤


حقًا يُطلق على كلمات أليفاز التيماني وهو أحد أصحاب أيوب "المعزين المتعبين،" فلقد أراد أن يواسي أيوب في ألمه من خلال تطبيق خبراته واختباراته الشخصية على أيوب بالقول: "قد رأيت" (أيوب ٤: ٨). وتناسى أن اختبارات شخص لا تصلح لشخص آخر، فالرب له معاملات تختلف من شخص لآخر.
وأخطأ أليفاز عندما طبّق على أيوب أن ما يمر به هو حصاد لزرع زرعه (أيوب ٤: ٨). وهذا أقصى ما يوجع المؤمن المُجرَّب، ربما أكثر من التجربة ذاتها، عندما يهمس له الشيطان أن آلامه بسبب تقصير واضح في حق الرب، أو خطية معينة في حياته والرب يأخذ القصاص منه لأجلها. مع أن تجربة أيوب لم تكن حصادًا، إنما للتزكية (يعقوب ٥: ٩-١١).
وأخيرًا أوجعه التلميح على موت أبنائه مثلما تتشتت أبناء اللبوة (أيوب ٤: ١١). وفي هذا يلمس نقطة وجع أيوب الكبرى، وهي أكبر من مرضه الجسدي، ألا وهي موت أبنائه كلهم مرة واحدة. فلم تكن كلماته معزية، بل كلمات موجعة. لم يفرط أيوب بشفتيه إلا بعد سماع أقوال أصحابه واحد تلو الآخر، ومنهم أليفاز التيماني. ليتنا نتجنب هذا عندما يستخدمنا الرب مع إخوتنا المتألمين.

شارك الرسالة

الدخول الانتصاري إلى أورشليم
 متى ٢١: ١-٢٧


مشاهد إكرام الرب في حياته قليلة جدًا، منها مشهد سجود المجوس له وهو طفل، ومنها كسر مريم لقارورة الطيب قبل المحاكمات مباشرة، ومنها مشهد دخوله الانتصاري إلى أورشليم، هذا المشهد الذي فيه تمّت نبوة صريحة جاءت في زكريا ٩: ٩.
وفي هذا المشهد نرى الكثير من متناقضات البشر:
يطلبون أن يخلّصهم الرب ممِن؟: كانوا يصرخون: "أوصنا،" أي خلِّصنا. وبهذا يطلبون أن يخلّصهم الرب من الرومان المستعبدين لهم. لكنهم لو أدركوا حالهم، لطلبوا الخلاص من عبودية الشيطان.
أوصنا أم اصلبه؟!: خلال أيام معدودة، تحوّلت اللغة من "أوصنا" إلى "اصلبه، اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا" وهذا هو الإنسان في تغيره!
النبي أم الملك؟: بحسب قراءة اليوم، لم يرتقِ إيمانهم لأكثر من كونه نبيًا، لكنه أيضًا ملك. وهذا ما قالته عنه النبوة التي تتم في هذا المشهد: "هوذا ملككِ" (متى٢١: ٥).
بيتي أم بيتكم؟: طهّر الرب الهيكل للمرة الثانية، فالمرة الأولى كانت في بداية خدمته على الأرض (يوحنا ٢: ١٢-١٧)، لكن الثانية في نهايتها. وفي هذه المرة قبل أن يخرج ليبيت في بيت عنيا قال لهم: "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا" (متى٢٣: ٣٨). 
ليتنا نكرم الرب الآن في أيامنا القليلة والمحدودة، قبل أن تمضي الفرصة وينتهي الزمان.

شارك الرسالة

شارك الرسالة