الرسائل اليومية
تأمل: خرج الزارع ليزرع
متى ١٣: ١-٢٣
من خلال تفسير الرب لهذا المثل، فإن الزارع هو الرب نفسه، والبذار التي يبذرها الزارع هي كلمة الله التي تثمر في القلوب. فمتى كانت القلوب أرضًا جيدة، فإنها تعطي ثمرًا وتتضاعف ثلاثون وستون ومائة.
ومن قراءة المثل نفهم صبر الزارع وهو يرمي البذور. فمع أنها لن تثمر إلا في حالة واحدة من الأربع حالات المذكورة في المثل، إلا أنه لم يفشل أمام وقوع الكلمة على الطريق أو على الأماكن المحجرة أو بين الأشواك. ولكن يكون التعويض المشبع لقلبه متى وقعت البذار على الأرض الجيدة.
كم هو عظيم صبر الرب وهو يقدم الكلمة لنا بدل المرة مرات، عن طريق الكلمة المكتوبة أو المسموعة أو من خلال الخدام والوعاظ من على المنابر! مع أننا في الكثير من المرات لا نظهر تجاوبًا، وأحيانًا يكون تجاوبنا وقتيًا، وبالتالي نكون سامعين غير عاملين بالكلمة. لكن هناك مرات مشجعة للزارع، الذي يتعب فينا، يوم أن يتحقق ثمر صبره علينا، عندما نؤمن بالكلمة (رومية ١٠: ١٤) التي بها نحيا ( يوحنا ٥: ٢٥) وبها ننمو (بطرس الأولى ٢: ٢). ويوم أن يستخدمنا الله بالكلمة، فهو يخدم من خلالنا ليكون هو مرة أخرى الزارع الذي خرج ليزرع عن طريقنا، إضافة لكونه الزارع الذي زرع الكلمة في قلوبنا.
تأمل: الله يُقدّر الخدمة
عدد ٧
أصحاح ٧ يعد من أطول إصحاحات سفر العدد، وفيه يذكر التقدمات التي قدمها رؤساء أسباط بني إسرائيل الاثني عشر. كانت التقدمات تشمل ست عجلات مغطاة واثني عشر ثورًا. وهي تذكّرنا بالمساعدة التي يمكن لشعب الله أن يقدمها للخدام والرعاة الذين يكرسون حياتهم لخدمة الرب، مثل استضافتهم في بيوتنا أو توصيلهم إلى خدماتهم، ..إلخ. فلنعلم أن الرب يرى كل خدمة نقوم بها بدافع المحبة، وكأس ماء بارد لايضيع أجره.
كذلك يذكر هذا الأصحاح القرابين التي كان الرؤساء يقدمونها. وبالرغم من أن كل الرؤساء كانوا يقدمون نفس القرابين، إلا أن الكتاب يذكرهم بالاسم فردًا فردًا، ويكرر ذكر قرابينهم التي يقدموها بالتفصيل. وذلك لأن الله يريد أن يُأكد أنه لن يضيع عمل أي واحد في الزحام، طالما أنه عُمل بدافع المحبة؛ بل إن الرب يرى ويلاحظ كل عمل يُقدم له.
والآية الأخيرة تعطينا السر الذي جعل من موسى رجل الله، وهو الصلاة. فبالرغم من المسئوليات الضخمة الملقاة على عاتقه، إلا أنه كان يدخل الخيمة ليتحدث مع الرب في سكون المقادس. كان يسمع الصوت يكلمه، ووقتها كان يتكلم هو أيضًا مع الرب.
تأمل: العبد الرقيق
متى ١٢: ١ - ٢١
يشير متى في إنجيله إلى الكثير من نبوات العهد القديم. وفي متى ١٢ يقتبس ما كتبه إشعياء في أصحاح ٤٢: ١-٣: «هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ."
تُظهر هذه النبوة خدمة الرب التي اتصفت بالنعمة والتواضع. فالله لم يجد سروره الكامل إلا في الرب يسوع العبد الحقيقي، الذي كان طعامه أن يعمل مشيئة الآب. وفي حياته نراه "لا يُخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته» (عدد ١٩). هذا من جهة تصرفه في خدمته التي اتصفت بالحلم والتواضع، كما قيل: «الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا. وإذ تألم لم يكن يهدد. بل كان يُسلم لمن يقضي بعدل» (بطرس الأولى ٢٣:٢). أيضًا ذُكر عنه: «قصبة مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مُدخنة لا يُطفئ» (عدد ٢٠). وهذا من جهة رقته ولطفه في خدمته من نحو المُحتاجين إليها. فإن القصبة المرضوضة تعبّر عن المُنسحقي الروح، الذين كان يُعاملهم بغاية اللطف، ويُجبرهم ولا يقصفهم. والفتيلة المُدخنة هي التي كادت تنطفئ إذ قد فرغ زيتها، فما عادت تشتعل ولكنها تُدخن. وهذه تعبّر عن النفوس المسكينة التي صارت مقطوعة الرجاء تقريبًا.
أشكرك يا ربى يسوع على حبك ولطفك وتشجيعك لي رغم كل ضعفي.