الرسائل اليومية

تأمل: خدمة أولاد لاوي

سفر العدد ٣-٤

أفرز الله سبط لاوي لخدمة المقادس. وقد ظهرت نعمة الله نحو لاوي الذى كان عنيفًا قاسيًا حاد الطباع: "شِمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ، آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا. فِي مَجْلِسِهِمَا لاَ تَدْخُلُ نَفْسِي. بِمَجْمَعِهِمَا لاَ تَتَّحِدُ كَرَامَتِي. لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلاَ إِنْسَانًا، وَفِي رِضَاهُمَا عَرْقَبَا ثَوْرًا" (تكوين ٤٩: ٥-٧). لكن بعد أن أظهر لاوي أمانته للرب في حادثة العجل الذهبي (خروج ٣٢: ٢٦-٢٩)، كافأه الرب بأن دعا بني لاوي ليقتربوا ويقفوا أمام رئيس الكهنة ليخدموه وليخدموا المسكن. ونقرأ هذه العبارة الجميلة عنهم "٩ فَتُعْطِي اللاَّوِيِّينَ لِهَارُونَ وَلِبَنِيهِ. إِنَّهُمْ مَوْهُوبُونَ لَهُ هِبَةً مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ." فليتنا ندرك أننا ونحن نخدم الرب، نحن موهوبون للرب.

ثم نقرأ الخدمة التي كلف بها موسى وهارون كل من عشائر أولاد لاوي عند ارتحال المحلة: بنو جرشوم مسؤولون عن الخيمة والأغطية، وبنو قهات مسؤولون عن أجزاء الخيمة كالتابوت والمنارة والمائدة والمذبحين، أما بنو مراري فمسؤولون عن الأشياء الثقيلة مثل الأعمدة والعوارض والألواح. وهكذا نرى أنه لم يكن لكل منهم حرية اختيار الخدمة التي يقومون بها. وكذلك نحن إذ نخدم الرب، ليس من حقنا أن نختار ما نقوم به، بل يجب أن تكون طلبتنا: "يارب ماذا تريد أن أفعل." فغير ضروري أن يكون كل ما يكلفنا به الرب حسب رغبتنا. ولكن المهم هو الطاعة للرب، والأمانة فيما نفعله.

شارك الرسالة

تأمل: شك يوحنا

متى ١١: ١-١٩

ألقى هيرودس يوحنا المعمدان فى السجن بسبب توبيخه إياه على شروره الكثيرة، وبقي يوحنا شهورًا عديدة هناك. وفي أعماق السجن كانت آماله معلقة على المسيح لينقذه مما هو فيه. وطال الوقت دون أن تظهر بادرة لنجاته. فأرسل إلى السيد اثنين من تلاميذه قائلًا: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟». لقد تعرضت نفسه لغيمة كثيفه من الشك. وربما نتساءل: هل من الممكن لبطل مثل يوحنا المعمدان أن يجتاز في مثل هذه الحالة؟ نعم! لقد تعرض إيليا قبله وتلاميذ المسيح بعده لمثل هذه الحالة من اليأس والشك. إنها صورة لنا نحن الذين نتعرض كثيرًا للشك رغم كل ما يعمله الرب معنا من معجزات كثيرة. ربما السبب الرئيسي لشك يوحنا أنه كان يتوقع تدخل الرب لينقذه ويخلّصه، ويعدّل الأوضاع المقلوبة. إذ كيف يتركه يعاني الألم في سجنه بينما هيرودس مستمر في فجوره وشره؟ إنه السؤال الذي حيّر الأتقياء في كل العصور: لماذا يبدو الله صامتًا عندما يُظلم الأتقياء ويتألمون؟ لكننا نثق أن الرب في صلاحه له خطة صالحة، وله توقيت لكل شيء. كم هو جميل أن نرى أن الرب لم يغير نظرته لعبده رغم شكه وضعفه! فشهد عنه أروع شهاده فى ذلك الوقت: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ

لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟ .... أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ». شكرًا لك يا إلهي، يا من تحبني محبة لا تتأثر بضعفي وشكي.

شارك الرسالة

تأمل: النذور 

لاويين ٢٧

نقرأ فى لاويين ٢٧ عن النذور والقيمة التي يدفعها الشخص للكاهن حين يقدم نفسه أو أحد أفراد أسرته أو بهائمه أو بيته أو حقله كنذر للرب.  وكان النذر عبارة عن تعاقد بين الإنسان والله، إما للحصول على أمور محددة من الله مقابل تقديم أشياء معينة، أو يكون النذر عبارة عن تقديم أشياء طواعية. نرى فى قصة يفتاح الجلعادي حماقة نذر النذور دون إدراك العواقب. ففي الحرب ضد العمونيين، نذر يفتاح نذرًا متهورًا بأن يقدم للرب أول من يخرج من بيته لملاقاته عند عودته منتصرًا. وعندما أعطاه الله الإنتصار، كانت ابنته هي من خرجت لملاقاته. وللأسف قدمها محرقة (قضاة ١١: ٢٩-٤٠). وذلك بالمباينة مع حنة أم صموئيل التي نذرت نذراً "وقالت: يا رب الجنود إن نظرتَ نظرًا إلى مذلَّة أَمَتك وذكرتني .. وأعطيت أَمَتك زرع بشر، فإني أُعطيه للرب كل أيام حياته" (صموئيل الأول ١: ١١). وقد نفَّذت حنة نذرها وأعطت صموئيل ابنها للرب. ولكن نجد في العهد الجديد بعدًا أكبر من النذور، فالمؤمن وكل ماله ملك للرب الذي اشتراه بدمه الكريم. نقرأ عن أهل مكدونية: "أعطوا أنفسهم أولا للرب،" فجاءت خدمتهم وعطاياهم من قلب فَرِح، فائض بالعرفان (كورنثوس الثانية ٨: ٢-٥).  

شارك الرسالة

تأمل: سنة اليوبيل

لاويين ٢٥

الله الذى أعطى السبت راحة للإنسان في العهد القديم، فكّر أيضًا في خليقته. فأعطى وصية للشعب بأن تستريح الأرض في كل سنة سابعة، فلا يكون عمل في الحقول، لا زرع ولا حصاد. وإذا سأل إنسان: كيف سنعيش إذا لم نزرع؟ فجواب الرب هو "آمر ببركتي" (ع ٢١). فبركة الرب أفضل من زرع الإنسان، لأن الرب لن يسمح أن يتضور الإنسان جوعًا في هذه السنة. والرب الذي وعد شعبه في البرية أن المن الذي يجمعونه في اليوم السادس سيكفيهم في اليوم السابع، وعد بأن يعولهم في السنة السابعة التي ليس فيها زرع ولا حصاد. فلم تكن هذه السنة فقط لراحة الأرض، بل لقربهم أكثر من الله ودراسة شريعته (تثنية ٣١: ١٠-١٣).

كما طلب الرب من الشعب أن يقدس السنة الخمسين، سنة اليوبيل. عبارة "سبعة سبوت سنين" في عدد ٨ تعني: سبعة أسابيع من السنين (وليست أسابيع أيام)؛ والمقصود ٧*٧=٤٩ سنة. في هذه السنة الخمسين كان يطلق بوق هتاف في كل إسرائيل معلنًا بدء اليوبيل، الذي فيه يُرد كل شيء إلى أصله؛ فالعبد يتحرر من عبوديته، والمديون يُعتق من دينه، والمطرود يعود إلى بيته. وهذا يذكرنا أنه في يوم قريب ستعود كل الأمور إلى وضعها الصحيح. فنحن نتوق لهذا الوقت السعيد، الذي فيه سيمسح الرب كل دمعة من عيوننا، والموت لا يكون فيما بعد، ولا صراخ ولا فراق. هناك سنكون في سعادة أبدية مع الرب.

شارك الرسالة