بطرس الثانية ٣: ١ - ١٨

بطرس الثانية ٣

مجيء الرب أكيد

١ هذِهِ أكتُبُها الآنَ إلَيكُمْ رِسالَةً ثانيَةً أيُّها الأحِبّاءُ، فيهِما أُنهِضُ بالتَّذكِرَةِ ذِهنَكُمُ النَّقيَّ،

٢ لتَذكُروا الأقوالَ الّتي قالها سابِقًا الأنبياءُ القِدّيسونَ، ووصيَّتَنا نَحنُ الرُّسُلَ، وصيَّةَ الرَّبِّ والمُخَلِّصِ.

٣ عالِمينَ هذا أوَّلًا: أنَّهُ سيأتي في آخِرِ الأيّامِ قَوْمٌ مُستَهزِئونَ، سالِكينَ بحَسَبِ شَهَواتِ أنفُسِهِمْ،

٤ وقائلينَ: «أين هو مَوْعِدُ مَجيئهِ؟ لأنَّهُ مِنْ حينَ رَقَدَ الآباءُ كُلُّ شَيءٍ باقٍ هكذا مِنْ بَدءِ الخَليقَةِ».

٥ لأنَّ هذا يَخفَى علَيهِمْ بإرادَتِهِمْ: أنَّ السماواتِ كانتْ منذُ القَديمِ، والأرضَ بكلِمَةِ اللهِ قائمَةٌ مِنَ الماءِ وبالماءِ،

٦ اللَّواتي بهِنَّ العالَمُ الكائنُ حينَئذٍ فاضَ علَيهِ الماءُ فهَلكَ.

٧ وأمّا السماواتُ والأرضُ الكائنَةُ الآنَ، فهي مَخزونَةٌ بتِلكَ الكلِمَةِ عَينِها، مَحفوظَةً للنّارِ إلَى يومِ الدّينِ وهَلاكِ النّاسِ الفُجّارِ.


٨ ولكن لا يَخفَ علَيكُمْ هذا الشَّيءُ الواحِدُ أيُّها الأحِبّاءُ: أنَّ يومًا واحِدًا عِندَ الرَّبِّ كألفِ سنَةٍ، وألفَ سنَةٍ كيومٍ واحِدٍ.

٩ لا يتَباطأُ الرَّبُّ عن وعدِهِ كما يَحسِبُ قَوْمٌ التَّباطؤَ، لكنهُ يتأنَّى علَينا، وهو لا يَشاءُ أنْ يَهلِكَ أُناسٌ، بل أنْ يُقبِلَ الجميعُ إلَى التَّوْبَةِ.

١٠ ولكن سيأتي كلِصٍّ في اللَّيلِ، يومُ الرَّبِّ، الّذي فيهِ تزولُ السماواتُ بضَجيجٍ، وتَنحَلُّ العَناصِرُ مُحتَرِقَةً، وتَحتَرِقُ الأرضُ والمَصنوعاتُ الّتي فيها.


١١ فبما أنَّ هذِهِ كُلَّها تنحَلُّ، أيَّ أُناسٍ يَجِبُ أنْ تكونوا أنتُمْ في سيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وتَقوَى؟

١٢ مُنتَظِرينَ وطالِبينَ سُرعَةَ مَجيءِ يومِ الرَّبِّ، الّذي بهِ تنحَلُّ السماواتُ مُلتَهِبَةً، والعَناصِرُ مُحتَرِقَةً تذوبُ.

١٣ ولكننا بحَسَبِ وعدِهِ نَنتَظِرُ سماواتٍ جديدَةً، وأرضًا جديدَةً، يَسكُنُ فيها البِرُّ.


١٤ لذلكَ أيُّها الأحِبّاءُ، إذ أنتُمْ مُنتَظِرونَ هذِهِ، اجتَهِدوا لتوجَدوا عِندَهُ بلا دَنَسٍ ولا عَيبٍ، في سلامٍ.

١٥ واحسِبوا أناةَ رَبِّنا خَلاصًا، كما كتَبَ إلَيكُمْ أخونا الحَبيبُ بولُسُ أيضًا بحَسَبِ الحِكمَةِ المُعطاةِ لهُ،

١٦ كما في الرَّسائلِ كُلِّها أيضًا، مُتَكلِّمًا فيها عن هذِهِ الأُمورِ، الّتي فيها أشياءُ عَسِرَةُ الفَهمِ، يُحَرِّفُها غَيرُ العُلَماءِ وغَيرُ الثّابِتينَ، كباقي الكُتُبِ أيضًا، لهَلاكِ أنفُسِهِمْ.


١٧ فأنتُمْ أيُّها الأحِبّاءُ، إذ قد سبَقتُمْ فعَرَفتُمُ، احتَرِسوا مِنْ أنْ تنقادوا بضَلالِ الأردياءِ، فتسقُطوا مِنْ ثَباتِكُمْ.

١٨ ولكن انموا في النِّعمَةِ وفي مَعرِفَةِ رَبِّنا ومُخَلِّصِنا يَسوعَ المَسيحِ. لهُ المَجدُ الآنَ وإلَى يومِ الدَّهرِ. آمينَ.

حزقيال ٦: ١ إلى ٧: ٢٧

حزقيال ٦

نبوءة ضد جبال إسرائيل

١ وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:

٢ «يا ابنَ آدَمَ، اجعَلْ وجهَكَ نَحوَ جِبالِ إسرائيلَ وتَنَبّأْ علَيها

٣ وقُلْ: يا جِبالَ إسرائيلَ، اسمَعي كلِمَةَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ للجِبالِ ولِلآكامِ، للأوديَةِ ولِلأوطِئَةِ: هأنَذا أنا جالِبٌ علَيكُمْ سيفًا، وأُبيدُ مُرتَفَعاتِكُمْ.

٤ فتخرَبُ مَذابِحُكُمْ، وتَتَكَسَّرُ شَمساتُكُمْ، وأطرَحُ قَتلاكُمْ قُدّامَ أصنامِكُمْ.

٥ وأضَعُ جُثَثَ بَني إسرائيلَ قُدّامَ أصنامِهِمْ، وأُذَرّي عِظامَكُمْ حَوْلَ مَذابِحِكُمْ.

٦ في كُلِّ مَساكِنِكُمْ تُقفِرُ المُدُنُ، وتَخرَبُ المُرتَفَعاتُ، لكَيْ تُقفِرَ وتَخرَبَ مَذابِحُكُمْ، وتَنكَسِرَ وتَزولَ أصنامُكُمْ، وتُقطَعَ شَمساتُكُمْ، وتُمحَى أعمالُكُمْ،

٧ وتَسقُطُ القَتلَى في وسطِكُمْ، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ.


٨ «وأُبقي بَقيَّةً، إذ يكونُ لكُمْ ناجونَ مِنَ السَّيفِ بَينَ الأُمَمِ عِندَ تذَرّيكُمْ في الأراضي.

٩ والنّاجونَ مِنكُمْ يَذكُرونَني بَينَ الأُمَمِ الّذينَ يُسبَوْنَ إليهِمْ، إذا كسَرتُ قَلبَهُمُ الزّانيَ الّذي حادَ عَنّي، وعُيونَهُمُ الزّانيَةَ وراءَ أصنامِهِمْ، ومَقَتوا أنفُسَهُمْ لأجلِ الشُّرورِ الّتي فعَلوها في كُلِّ رَجاساتِهِمْ،

١٠ ويَعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ، لم أقُلْ باطِلًا إنّي أفعَلُ بهِمْ هذا الشَّرَّ.


١١ «هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: اضرِبْ بيَدِكَ واخبِطْ برِجلِكَ، وقُلْ: آهِ علَى كُلِّ رَجاساتِ بَيتِ إسرائيلَ الشِّرّيرَةِ، حتَّى يَسقُطوا بالسَّيفِ وبالجوعِ وبالوَبإ!

١٢ البَعيدُ يَموتُ بالوَبإ، والقريبُ يَسقُطُ بالسَّيفِ، والباقي والمُنحَصِرُ يَموتُ بالجوعِ، فأُتَمِّمُ غَضَبي علَيهِمْ.

١٣ فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ، إذا كانتْ قَتلاهُمْ وسطَ أصنامِهِمْ حَوْلَ مَذابِحِهِمْ علَى كُلِّ أكَمَةٍ عاليَةٍ، وفي رؤوسِ كُلِّ الجِبالِ، وتَحتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضراءَ، وتَحتَ كُلِّ بَلّوطَةٍ غَبياءَ، المَوْضِعِ الّذي قَرَّبوا فيهِ رائحَةَ سُرورٍ لكُلِّ أصنامِهِمْ.

١٤ وأمُدُّ يَدي علَيهِمْ، وأُصَيِّرُ الأرضَ مُقفِرَةً وخَرِبَةً مِنَ القَفرِ إلَى دَبلَةَ في كُلِّ مَساكِنِهِمْ، فيَعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ».


حزقيال ٧

قد أقبلت النهاية

١ وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:

٢ «وأنتَ يا ابنَ آدَمَ، فهكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأرضِ إسرائيلَ: نِهايَةٌ! قد جاءَتِ النِّهايَةُ علَى زَوايا الأرضِ الأربَعِ.

٣ الآنَ النِّهايَةُ علَيكِ، وأُرسِلُ غَضَبي علَيكِ، وأحكُمُ علَيكِ كطُرُقِكِ، وأجلِبُ علَيكِ كُلَّ رَجاساتِكِ.

٤ فلا تشفِقُ علَيكِ عَيني، ولا أعفو، بل أجلِبُ علَيكِ طُرُقَكِ وتَكونُ رَجاساتُكِ في وسطِكِ، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ.


٥ «هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: شَرٌّ! شَرٌّ وحيدٌ هوذا قد أتَى.

٦ نِهايَةٌ قد جاءَتْ. جاءَتِ النِّهايَةُ. انتَبَهَتْ إلَيكِ. ها هي قد جاءَتْ.

٧ انتَهَى الدَّوْرُ إلَيكَ أيُّها السّاكِنُ في الأرضِ. بَلَغَ الوقتُ. اقتَرَبَ يومُ اضطِرابٍ، لا هُتافُ الجِبالِ.

٨ الآنَ عن قريبٍ أصُبُّ رِجزي علَيكِ، وأُتَمِّمُ سخَطي علَيكِ، وأحكُمُ علَيكِ كطُرُقِكِ، وأجلِبُ علَيكِ كُلَّ رَجاساتِكِ.

٩ فلا تشفِقُ عَيني، ولا أعفو، بل أجلِبُ علَيكِ كطُرُقِكِ، ورَجاساتُكِ تكونُ في وسطِكِ، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ الضّارِبُ.


١٠ «ها هوذا اليومُ، ها هوذا قد جاءَ! دارَتِ الدّائرَةُ. أزهَرَتِ العَصا. أفرَخَتِ الكِبرياءُ.

١١ قامَ الظُّلمُ إلَى عَصا الشَّرِّ. لا يَبقَى مِنهُمْ ولا مِنْ ثَروَتِهِمْ ولا مِنْ ضَجيجِهِمْ، ولا نَوْحٌ علَيهِمْ.

١٢ قد جاءَ الوقتُ. بَلَغَ اليومُ. فلا يَفرَحَنَّ الشّاري، ولا يَحزَنَنَّ البائعُ، لأنَّ الغَضَبَ علَى كُلِّ جُمهورِهِمْ.

١٣ لأنَّ البائعَ لن يَعودَ إلَى المَبيعِ، وإنْ كانوا بَعدُ بَينَ الأحياءِ. لأنَّ الرّؤيا علَى كُلِّ جُمهورِها فلا يَعودُ، والإنسانُ بإثمِهِ لا يُشَدِّدُ حَياتَهُ.

١٤ قد نَفَخوا في البوقِ وأعَدّوا الكُلَّ، ولا ذاهِبَ إلَى القِتالِ، لأنَّ غَضَبي علَى كُلِّ جُمهورِهِمْ.


١٥ «السَّيفُ مِنْ خارِجٍ، والوَبأُ والجوعُ مِنْ داخِلٍ. الّذي هو في الحَقلِ يَموتُ بالسَّيفِ، والّذي هو في المدينةِ يأكُلُهُ الجوعُ والوَبأُ.

١٦ ويَنفَلِتُ مِنهُمْ مُنفَلِتونَ ويكونونَ علَى الجِبالِ كحَمامِ الأوطِئَةِ. كُلُّهُمْ يَهدِرونَ كُلُّ واحِدٍ علَى إثمِهِ.

١٧ كُلُّ الأيدي ترتَخي، وكُلُّ الرُّكَبِ تصيرُ ماءً.

١٨ ويَتَنَطَّقونَ بالمَسحِ ويَغشاهُمْ رُعبٌ، وعلَى جميعِ الوُجوهِ خِزيٌ، وعلَى جميعِ رؤوسِهِمْ قَرَعٌ.

١٩ يُلقونَ فِضَّتَهُمْ في الشَّوارِعِ، وذَهَبُهُمْ يكونُ لنَجاسَةٍ. لا تستَطيعُ فِضَّتُهُمْ وذَهَبُهُمْ إنقاذَهُمْ في يومِ غَضَبِ الرَّبِّ. لا يُشبِعونَ مِنهُما أنفُسَهُمْ، ولا يَملأونَ جَوْفَهُمْ، لأنَّهُما صارا مَعثَرَةَ إثمِهِمْ.

٢٠ أمّا بَهجَةُ زينَتِهِ فجَعَلها للكِبرياءِ. جَعَلوا فيها أصنامَ مَكرُهاتِهِمْ، رَجاساتِهِمْ، لأجلِ ذلكَ جَعَلتُها لهُمْ نَجاسَةً.

٢١ أُسلِمُها إلَى أيدي الغُرَباءِ للنَّهبِ، وإلَى أشرارِ الأرضِ سلبًا فيُنَجِّسونَها.

٢٢ وأُحَوِّلُ وجهي عنهُمْ فيُنَجِّسونَ سِرّي، ويَدخُلُهُ المُعتَنِفونَ ويُنَجِّسونَهُ.


٢٣ «اِصنَعِ السِّلسِلَةَ لأنَّ الأرضَ قد امتَلأتْ مِنْ أحكامِ الدَّمِ، والمدينةُ امتَلأتْ مِنَ الظُّلمِ.

٢٤ فآتي بأشَرِّ الأُمَمِ فيَرِثونَ بُيوتهُمْ، وأُبيدُ كِبرياءَ الأشِدّاءِ فتتَنَجَّسُ مَقادِسُهُمْ.

٢٥ الرُّعبُ آتٍ فيَطلُبونَ السَّلامَ ولا يكونُ.

٢٦ ستأتي مُصيبَةٌ علَى مُصيبَةٍ، ويكونُ خَبَرٌ علَى خَبَرٍ، فيَطلُبونَ رؤيا مِنَ النَّبيِّ، والشَّريعَةُ تُبادُ عن الكاهِنِ، والمَشورَةُ عن الشُّيوخِ.

٢٧ المَلِكُ يَنوحُ والرَّئيسُ يَلبَسُ حَيرَةً، وأيدي شَعبِ الأرضِ ترجُفُ. كطريقِهِمْ أصنَعُ بهِمْ، وكأحكامِهِمْ أحكُمُ علَيهِمْ، فيَعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ».

إشعياء ٤٠: ١ - ٣١

إشعياء ٤٠

تعزية شعب الله

١ عَزّوا، عَزّوا شَعبي، يقولُ إلهُكُمْ.

٢ طَيِّبوا قَلبَ أورُشَليمَ ونادوها بأنَّ جِهادَها قد كمُلَ، أنَّ إثمَها قد عُفيَ عنهُ، أنَّها قد قَبِلَتْ مِنْ يَدِ الرَّبِّ ضِعفَينِ عن كُلِّ خطاياها.


٣ صوتُ صارِخٍ في البَرّيَّةِ: «أعِدّوا طريقَ الرَّبِّ. قَوِّموا في القَفرِ سبيلًا لإلهِنا.

٤ كُلُّ وطاءٍ يَرتَفِعُ، وكُلُّ جَبَلٍ وأكَمَةٍ يَنخَفِضُ، ويَصيرُ المُعوَجُّ مُستَقيمًا، والعَراقيبُ سهلًا.

٥ فيُعلَنُ مَجدُ الرَّبِّ ويَراهُ كُلُّ بَشَرٍ جميعًا، لأنَّ فمَ الرَّبِّ تكلَّمَ».


٦ صوتُ قائلٍ: «نادِ». فقالَ: «بماذا أُنادي؟» «كُلُّ جَسَدٍ عُشبٌ، وكُلُّ جَمالِهِ كزَهرِ الحَقلِ.

٧ يَبِسَ العُشبُ، ذَبُلَ الزَّهرُ، لأنَّ نَفخَةَ الرَّبِّ هَبَّتْ علَيهِ. حَقًّا الشَّعبُ عُشبٌ!

٨ يَبِسَ العُشبُ، ذَبُلَ الزَّهرُ. وأمّا كلِمَةُ إلهِنا فتثبُتُ إلَى الأبدِ».


٩ علَى جَبَلٍ عالٍ اصعَدي، يا مُبَشِّرَةَ صِهيَوْنَ. ارفَعي صوتَكِ بقوَّةٍ، يا مُبَشِّرَةَ أورُشَليمَ. ارفَعي لا تخافي. قولي لمُدُنِ يَهوذا: «هوذا إلهُكِ.

١٠ هوذا السَّيِّدُ الرَّبُّ بقوَّةٍ يأتي وذِراعُهُ تحكُمُ لهُ. هوذا أُجرَتُهُ معهُ وعُملَتُهُ قُدّامَهُ.

١١ كراعٍ يَرعَى قَطيعَهُ. بذِراعِهِ يَجمَعُ الحُملانَ، وفي حِضنِهِ يَحمِلُها، ويَقودُ المُرضِعاتِ».

قدرة الله وحكمته

١٢ مَنْ كالَ بكَفِّهِ المياهَ، وقاسَ السماواتِ بالشِّبرِ، وكالَ بالكَيلِ تُرابَ الأرضِ، ووزَنَ الجِبالَ بالقَبّانِ، والآكامَ بالميزانِ؟

١٣ مَنْ قاسَ روحَ الرَّبِّ، ومَنْ مُشيرُهُ يُعَلِّمُهُ؟

١٤ مَنِ استَشارَهُ فأفهَمَهُ وعَلَّمَهُ في طريقِ الحَقِّ، وعَلَّمَهُ مَعرِفَةً وعَرَّفَهُ سبيلَ الفَهمِ؟

١٥ هوذا الأُمَمُ كنُقطَةٍ مِنْ دَلوٍ، وكغُبارِ الميزانِ تُحسَبُ. هوذا الجَزائرُ يَرفَعُها كدُقَّةٍ!

١٦ ولُبنانُ ليس كافيًا للإيقادِ، وحَيَوانُهُ ليس كافيًا لمُحرَقَةٍ.

١٧ كُلُّ الأُمَمِ كلا شَيءٍ قُدّامَهُ. مِنَ العَدَمِ والباطِلِ تُحسَبُ عِندَهُ.

الله لا شبه له

١٨ فبمَنْ تُشَبِّهونَ اللهَ، وأيَّ شَبَهٍ تُعادِلونَ بهِ؟

١٩ الصَّنَمُ يَسبِكُهُ الصّانِعُ، والصّائغُ يُغَشّيهِ بذَهَبٍ ويَصوغُ سلاسِلَ فِضَّةٍ.

٢٠ الفَقيرُ عن التَّقدِمَةِ يَنتَخِبُ خَشَبًا لا يُسَوِّسُ، يَطلُبُ لهُ صانِعًا ماهِرًا ليَنصُبَ صَنَمًا لا يتَزَعزَعُ!


٢١ ألا تعلَمونَ؟ ألا تسمَعونَ؟ ألَمْ تُخبَروا مِنَ البَداءَةِ؟ ألَمْ تفهَموا مِنْ أساساتِ الأرضِ؟

٢٢ الجالِسُ علَى كُرَةِ الأرضِ وسُكّانُها كالجُندُبِ. الّذي يَنشُرُ السماواتِ كسَرادِقَ، ويَبسُطُها كخَيمَةٍ للسَّكَنِ.

٢٣ الّذي يَجعَلُ العُظَماءَ لا شَيئًا، ويُصَيِّرُ قُضاةَ الأرضِ كالباطِلِ.

٢٤ لم يُغرَسوا بل لم يُزرَعوا ولَمْ يتأصَّلْ في الأرضِ ساقُهُمْ. فنَفَخَ أيضًا علَيهِمْ فجَفّوا، والعاصِفُ كالعَصفِ يَحمِلُهُمْ.

٢٥ «فبمَنْ تُشَبِّهونَني فأُساويَهُ؟» يقولُ القُدّوسُ.

٢٦ ارفَعوا إلَى العَلاءِ عُيونَكُمْ وانظُروا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟ مَنِ الّذي يُخرِجُ بعَدَدٍ جُندَها، يَدعو كُلَّها بأسماءٍ؟ لكَثرَةِ القوَّةِ وكونِهِ شَديدَ القُدرَةِ لا يُفقَدُ أحَدٌ.


٢٧ لماذا تقولُ يا يعقوبُ وتَتَكلَّمُ يا إسرائيلُ: «قد اختَفَتْ طَريقي عن الرَّبِّ وفاتَ حَقّي إلهي»؟

٢٨ أما عَرَفتَ أم لم تسمَع؟ إلهُ الدَّهرِ الرَّبُّ خالِقُ أطرافِ الأرضِ لا يَكِلُّ ولا يَعيا. ليس عن فهمِهِ فحصٌ.

٢٩ يُعطي المُعييَ قُدرَةً، ولِعَديمِ القوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً.

٣٠ الغِلمانُ يُعيونَ ويَتعَبونَ، والفِتيانُ يتَعَثَّرونَ تعَثُّرًا.

٣١ وأمّا مُنتَظِرو الرَّبِّ فيُجَدِّدونَ قوَّةً. يَرفَعونَ أجنِحَةً كالنُّسورِ. يَركُضونَ ولا يتعَبونَ. يَمشونَ ولا يُعيونَ.

تأمل: وأمّا مُنتَظِرو الرَّبِّ

إشعياء ٤٠

عندما نتعرض في حياتنا لتجربة ما أو عندما نمر بضيق أو ألم، تتسلل التساؤلات والشكوك إلى اذهاننا، فنتسائل: "قد اختَفَتْ طَريقي عن الرَّبِّ وفاتَ حَقّي إلهي؟" (ع ٢٧) هل قد ترَكَني الرَّبُّ، وسَيِّدي نَسيَني؟ (١٤:٤٩) هل يعرف الرب ما أشعر به؟ هل يدرك مدى وجعي وحزني وخوفي؟ هل يقدر الله أن يخلصني من ضيقتي وينجيني من حيرتي؟ فيأتي لنا صوت الرب كما تكلم إلى شعبه: "أما عَرَفتَ أم لَمْ تسمَع؟ إلهُ الدَّهرِ الرَّبُّ خالِقُ أطرافِ الأرضِ لا يَكِلُّ ولا يَعيا. ليس عن فهمِهِ فحصٌ." (ع ٢٨).

في هذا الأصحاح يقول الله: عزوا، طيبوا (ع ٢،١)؛ أي طمئنوا وشجعوا شعبي لأن الوعد بمجيء المخلص قد اقترب تحقيقه (ع ١٠)، وله صفات تدعونا جميعًا للفرح فهو:

  • له ذراع القوة والقدرة (ع ١٠)
  • راعي أمين وحنان (ع ١١)
  •  خالق قدير (ع ١٢)
  • مشير حكيم وعالم بكل شيء (ع ١٤،١٣)

ينبغي أن نُذكِّر أنفسنا دومًا بتلك الحقائق الثابتة وأن ننتظر الرب لأن من عنده الخلاص، فحتمًا سوف يتعب وييأس كل من وضع رجاءه في الناس "وأمّا مُنتَظِرو الرَّبِّ فيُجَدِّدونَ قوَّةً. يَرفَعونَ أجنِحَةً كالنُّسورِ. يَركُضونَ ولا يتعَبونَ. يَمشونَ ولا يُعيونَ." (ع ٣١)

شارك الرسالة
نهاية قراءات يوم 340
شارك قراءات اليوم


رسائل اليوم

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة
الرسائل السابقة