متى ١٣: ١ - ٢٣

متى ١٣

مَثَل الزارع وتفسيره

١ في ذلكَ اليومِ خرجَ يَسوعُ مِنَ البَيتِ وجَلَسَ عِندَ البحرِ،

٢ فاجتَمَعَ إليهِ جُموعٌ كثيرَةٌ، حتَّى إنَّهُ دَخَلَ السَّفينَةَ وجَلَسَ. والجَمعُ كُلُّهُ وقَفَ علَى الشّاطِئ.

٣ فكلَّمَهُمْ كثيرًا بأمثالٍ قائلًا: «هوذا الزّارِعُ قد خرجَ ليَزرَعَ،

٤ وفيما هو يَزرَعُ سقَطَ بَعضٌ علَى الطريقِ، فجاءَتِ الطُّيورُ وأكلَتهُ.

٥ وسَقَطَ آخَرُ علَى الأماكِنِ المُحجِرَةِ، حَيثُ لم تكُنْ لهُ تُربَةٌ كثيرَةٌ، فنَبَتَ حالًا إذ لم يَكُنْ لهُ عُمقُ أرضٍ.

٦ ولكن لَمّا أشرَقَتِ الشَّمسُ احتَرَقَ، وإذ لم يَكُنْ لهُ أصلٌ جَفَّ.

٧ وسَقَطَ آخَرُ علَى الشَّوْكِ، فطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ.

٨ وسَقَطَ آخَرُ علَى الأرضِ الجَيِّدَةِ فأعطَى ثَمَرًا، بَعضٌ مِئَةً وآخَرُ سِتّينَ وآخَرُ ثَلاثينَ.

٩ مَنْ لهُ أُذُنانِ للسَّمعِ، فليَسمَعْ».


١٠ فتقَدَّمَ التلاميذُ وقالوا لهُ: «لماذا تُكلِّمُهُمْ بأمثالٍ؟».

١١ فأجابَ وقالَ لهُمْ: «لأنَّهُ قد أُعطيَ لكُمْ أنْ تعرِفوا أسرارَ ملكوتِ السماواتِ، وأمّا لأولئكَ فلم يُعطَ.

١٢ فإنَّ مَنْ لهُ سيُعطَى ويُزادُ، وأمّا مَنْ ليس لهُ فالّذي عِندَهُ سيؤخَذُ مِنهُ.

١٣ مِنْ أجلِ هذا أُكلِّمُهُمْ بأمثالٍ، لأنَّهُمْ مُبصِرونَ لا يُبصِرونَ، وسامِعونَ لا يَسمَعونَ ولا يَفهَمونَ.

١٤ فقد تمَّتْ فيهِمْ نُبوَّةُ إشَعياءَ القائلَةُ: تسمَعونَ سمعًا ولا تفهَمونَ، ومُبصِرينَ تُبصِرونَ ولا تنظُرونَ.

١٥ لأنَّ قَلبَ هذا الشَّعبِ قد غَلُظَ، وآذانَهُمْ قد ثَقُلَ سماعُها. وغَمَّضوا عُيونَهُمْ، لئَلّا يُبصِروا بعُيونِهِمْ، ويَسمَعوا بآذانِهِمْ، ويَفهَموا بقُلوبهِمْ، ويَرجِعوا فأشفيَهُمْ.

١٦ ولكن طوبَى لعُيونِكُمْ لأنَّها تُبصِرُ، ولِآذانِكُمْ لأنَّها تسمَعُ.

١٧ فإنّي الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ أنبياءَ وأبرارًا كثيرينَ اشتَهَوْا أنْ يَرَوْا ما أنتُمْ ترَوْنَ ولَمْ يَرَوْا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُمْ تسمَعونَ ولَمْ يَسمَعوا.


١٨ «فاسمَعوا أنتُمْ مَثَلَ الزّارِعِ:

١٩ كُلُّ مَنْ يَسمَعُ كلِمَةَ الملكوتِ ولا يَفهَمُ، فيأتي الشِّرّيرُ ويَخطَفُ ما قد زُرِعَ في قَلبِهِ. هذا هو المَزروعُ علَى الطريقِ.

٢٠ والمَزروعُ علَى الأماكِنِ المُحجِرَةِ هو الّذي يَسمَعُ الكلِمَةَ، وحالًا يَقبَلُها بفَرَحٍ،

٢١ ولكن ليس لهُ أصلٌ في ذاتِهِ، بل هو إلَى حينٍ. فإذا حَدَثَ ضيقٌ أو اضطِهادٌ مِنْ أجلِ الكلِمَةِ فحالًا يَعثُرُ.

٢٢ والمَزروعُ بَينَ الشَّوْكِ هو الّذي يَسمَعُ الكلِمَةَ، وهَمُّ هذا العالَمِ وغُرورُ الغِنَى يَخنُقانِ الكلِمَةَ فيَصيرُ بلا ثَمَرٍ.

٢٣ وأمّا المَزروعُ علَى الأرضِ الجَيِّدَةِ فهو الّذي يَسمَعُ الكلِمَةَ ويَفهَمُ. وهو الّذي يأتي بثَمَرٍ، فيَصنَعُ بَعضٌ مِئَةً وآخَرُ سِتّينَ وآخَرُ ثَلاثينَ».

تأمل: خرج الزارع ليزرع

متى ١٣: ١-٢٣

من خلال تفسير الرب لهذا المثل، فإن الزارع هو الرب نفسه، والبذار التي يبذرها الزارع هي كلمة الله التي تثمر في القلوب. فمتى كانت القلوب أرضًا جيدة، فإنها تعطي ثمرًا وتتضاعف ثلاثون وستون ومائة.

ومن قراءة المثل نفهم صبر الزارع وهو يرمي البذور. فمع أنها لن تثمر إلا في حالة واحدة من الأربع حالات المذكورة في المثل، إلا أنه لم يفشل أمام وقوع الكلمة على الطريق أو على الأماكن المحجرة أو بين الأشواك. ولكن يكون التعويض المشبع لقلبه متى وقعت البذار على الأرض الجيدة.

كم هو عظيم صبر الرب وهو يقدم الكلمة لنا بدل المرة مرات، عن طريق الكلمة المكتوبة أو المسموعة أو من خلال الخدام والوعاظ من على المنابر! مع أننا في الكثير من المرات لا نظهر تجاوبًا، وأحيانًا يكون تجاوبنا وقتيًا، وبالتالي نكون سامعين غير عاملين بالكلمة. لكن هناك مرات مشجعة للزارع، الذي يتعب فينا، يوم أن يتحقق ثمر صبره علينا، عندما نؤمن بالكلمة (رومية ١٠: ١٤) التي بها نحيا ( يوحنا ٥: ٢٥) وبها ننمو (بطرس الأولى ٢: ٢). ويوم أن يستخدمنا الله بالكلمة، فهو يخدم من خلالنا ليكون هو مرة أخرى الزارع الذي خرج ليزرع عن طريقنا، إضافة لكونه الزارع الذي زرع الكلمة في قلوبنا.

شارك الرسالة
العدد ٩: ١ إلى ١٠: ٣٦

العدد ٩

الفصح

١ وكلَّمَ الرَّبُّ موسى في بَرّيَّةِ سيناءَ، في السَّنَةِ الثّانيَةِ لخُروجِهِمْ مِنْ أرضِ مِصرَ في الشَّهرِ الأوَّلِ قائلًا:

٢ «وليَعمَلْ بَنو إسرائيلَ الفِصحَ في وقتِهِ.

٣ في اليومِ الرّابِعَ عشَرَ مِنْ هذا الشَّهرِ بَينَ العَشاءَينِ تعمَلونَهُ في وقتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فرائضِهِ وكُلِّ أحكامِهِ تعمَلونَهُ».

٤ فكلَّمَ موسى بَني إسرائيلَ أنْ يَعمَلوا الفِصحَ.

٥ فعَمِلوا الفِصحَ في الشَّهرِ الأوَّلِ في اليومِ الرّابِعَ عشَرَ مِنَ الشَّهرِ بَينَ العَشاءَينِ في بَرّيَّةِ سيناءَ، حَسَبَ كُلِّ ما أمَرَ الرَّبُّ موسى هكذا فعَلَ بَنو إسرائيلَ.


٦ لكن كانَ قَوْمٌ قد تنَجَّسوا لإنسانٍ مَيتٍ، فلم يَحِلَّ لهُمْ أنْ يَعمَلوا الفِصحَ في ذلكَ اليومِ. فتقَدَّموا أمامَ موسى وهارونَ في ذلكَ اليومِ،

٧ وقالَ لهُ أولئكَ النّاسُ: «إنَّنا مُتَنَجِّسونَ لإنسانٍ مَيِّتٍ. لماذا نُترَكُ حتَّى لا نُقَرِّبَ قُربانَ الرَّبِّ في وقتِهِ بَينَ بَني إسرائيلَ؟»

٨ فقالَ لهُمْ موسى: «قِفوا لأسمَعَ ما يأمُرُ بهِ الرَّبُّ مِنْ جِهَتِكُمْ».


٩ فكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:

١٠ «كلِّمْ بَني إسرائيلَ قائلًا: كُلُّ إنسانٍ مِنكُمْ أو مِنْ أجيالِكُمْ كانَ نَجِسًا لمَيتٍ، أو في سفَرٍ بَعيدٍ، فليَعمَلِ الفِصحَ للرَّبِّ.

١١ في الشَّهرِ الثّاني، في اليومِ الرّابِعَ عشَرَ بَينَ العَشاءَينِ يَعمَلونَهُ. علَى فطيرٍ ومُرارٍ يأكُلونَهُ.

١٢ لا يُبقوا مِنهُ إلَى الصّباحِ ولا يَكسِروا عَظمًا مِنهُ. حَسَبَ كُلِّ فرائضِ الفِصحِ يَعمَلونَهُ.

١٣ لكن مَنْ كانَ طاهِرًا وليس في سفَرٍ، وتَرَكَ عَمَلَ الفِصحِ، تُقطَعُ تِلكَ النَّفسُ مِنْ شَعبِها، لأنَّها لم تُقَرِّبْ قُربانَ الرَّبِّ في وقتِهِ. ذلكَ الإنسانُ يَحمِلُ خَطيَّتَهُ.

١٤ وإذا نَزَلَ عِندَكُمْ غَريبٌ فليَعمَلْ فِصحًا للرَّبِّ. حَسَبَ فريضَةِ الفِصحِ وحُكمِهِ كذلكَ يَعمَلُ. فريضَةٌ واحِدَةٌ تكونُ لكُمْ للغَريبِ ولِوَطَنيِّ الأرضِ».

السحابة فوق خيمة الاجتماع

١٥ وفي يومِ إقامَةِ المَسكَنِ، غَطَّتِ السَّحابَةُ المَسكَنَ، خَيمَةَ الشَّهادَةِ. وفي المساءِ كانَ علَى المَسكَنِ كمَنظَرِ نارٍ إلَى الصّباحِ.

١٦ هكذا كانَ دائمًا. السَّحابَةُ تُغَطّيهِ ومَنظَرُ النّارِ ليلًا.

١٧ ومَتَى ارتَفَعَتِ السَّحابَةُ عن الخَيمَةِ كانَ بَعدَ ذلكَ بَنو إسرائيلَ يَرتَحِلونَ، وفي المَكانِ حَيثُ حَلَّتِ السَّحابَةُ هناكَ كانَ بَنو إسرائيلَ يَنزِلونَ.

١٨ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كانَ بَنو إسرائيلَ يَرتَحِلونَ، وحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كانوا يَنزِلونَ. جميعَ أيّامِ حُلول السَّحابَةِ علَى المَسكَنِ كانوا يَنزِلونَ.

١٩ وإذا تمادَتِ السَّحابَةُ علَى المَسكَنِ أيّامًا كثيرَةً كانَ بَنو إسرائيلَ يَحرُسونَ حِراسَةَ الرَّبِّ ولا يَرتَحِلونَ.

٢٠ وإذا كانتِ السَّحابَةُ أيّامًا قَليلَةً علَى المَسكَنِ، فحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كانوا يَنزِلونَ، وحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كانوا يَرتَحِلونَ.

٢١ وإذا كانتِ السَّحابَةُ مِنَ المساءِ إلَى الصّباحِ، ثُمَّ ارتَفَعَتِ السَّحابَةُ في الصّباحِ، كانوا يَرتَحِلونَ. أو يومًا وليلَةً ثُمَّ ارتَفَعَتِ السَّحابَةُ كانوا يَرتَحِلونَ.

٢٢ أو يومَينِ أو شَهرًا أو سنَةً، مَتَى تمادَتِ السَّحابَةُ علَى المَسكَنِ حالَّةً علَيهِ، كانَ بَنو إسرائيلَ يَنزِلونَ ولا يَرتَحِلونَ. ومَتَى ارتَفَعَتْ كانوا يَرتَحِلونَ.

٢٣ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كانوا يَنزِلونَ، وحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كانوا يَرتَحِلونَ. وكانوا يَحرُسونَ حِراسَةَ الرَّبِّ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ بيَدِ موسى.


العدد ١٠

البوقان الفضيان

١ وكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:

٢ «اصنَعْ لكَ بوقَينِ مِنْ فِضَّةٍ. مَسحولَينِ تعمَلُهُما، فيكونانِ لكَ لمُناداةِ الجَماعَةِ ولِارتِحالِ المَحَلّاتِ.

٣ فإذا ضَرَبوا بهِما يَجتَمِعُ إلَيكَ كُلُّ الجَماعَةِ إلَى بابِ خَيمَةِ الِاجتِماعِ.

٤ وإذا ضَرَبوا بواحِدٍ يَجتَمِعُ إلَيكَ الرّؤَساءُ، رؤوسُ أُلوفِ إسرائيلَ.

٥ وإذا ضَرَبتُمْ هُتافًا ترتَحِلُ المَحَلّاتُ النّازِلَةُ إلَى الشَّرقِ.

٦ وإذا ضَرَبتُمْ هُتافًا ثانيَةً ترتَحِلُ المَحَلّاتُ النّازِلَةُ إلَى الجَنوبِ. هُتافًا يَضرِبونَ لرِحلاتِهِمْ.

٧ وأمّا عندما تجمَعونَ الجَماعَةَ فتضرِبونَ ولا تهتِفونَ.

٨ وبَنو هارونَ الكهنةُ يَضرِبونَ بالأبواقِ. فتكونُ لكُمْ فريضَةً أبديَّةً في أجيالِكُمْ.

٩ وإذا ذَهَبتُمْ إلَى حَربٍ في أرضِكُمْ علَى عَدوٍّ يَضُرُّ بكُمْ، تهتِفونَ بالأبواقِ، فتُذكَرونَ أمامَ الرَّبِّ إلهِكُمْ، وتُخَلَّصونَ مِنْ أعدائكُمْ.

١٠ وفي يومِ فرَحِكُمْ، وفي أعيادِكُمْ ورؤوسِ شُهورِكُمْ، تضرِبونَ بالأبواقِ علَى مُحرَقاتِكُمْ وذَبائحِ سلامَتِكُمْ، فتكونُ لكُمْ تذكارًا أمامَ إلهِكُمْ. أنا الرَّبُّ إلهُكُمْ».

شعب إسرائيل يترك سيناء

١١ وفي السَّنَةِ الثّانيَةِ في الشَّهرِ الثّاني، في العِشرينَ مِنَ الشَّهرِ، ارتَفَعَتِ السَّحابَةُ عن مَسكَنِ الشَّهادَةِ.

١٢ فارتَحَلَ بَنو إسرائيلَ في رِحلاتِهِمْ مِنْ بَرّيَّةِ سيناءَ، فحَلَّتِ السَّحابَةُ في بَرّيَّةِ فارانَ.

١٣ ارتَحَلوا أوَّلًا حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عن يَدِ موسى.

١٤ فارتَحَلَتْ رايَةُ مَحَلَّةِ بَني يَهوذا أوَّلًا حَسَبَ أجنادِهِمْ، وعلَى جُندِهِ نَحشونُ بنُ عَمّينادابَ،

١٥ وعلَى جُندِ سِبطِ بَني يَسّاكَرَ نَثَنائيلُ بنُ صوغَرَ،

١٦ وعلَى جُندِ سِبطِ بَني زَبولونَ أليآبُ بنُ حيلونَ.

١٧ ثُمَّ أُنزِلَ المَسكَنُ فارتَحَلَ بَنو جَرشونَ وبَنو مَراري حامِلينَ المَسكَنَ.

١٨ ثُمَّ ارتَحَلَتْ رايَةُ مَحَلَّةِ رأوبَينَ حَسَبَ أجنادِهِمْ، وعلَى جُندِهِ أليصورُ بنُ شَدَيئورَ،

١٩ وعلَى جُندِ سِبطِ بَني شِمعونَ شَلوميئيلُ بنُ صوريشَدّاي،

٢٠ وعلَى جُندِ سِبطِ بَني جادَ ألياسافُ بنُ دَعوئيلَ.

٢١ ثُمَّ ارتَحَلَ القَهاتيّونَ حامِلينَ المَقدِسَ. وأُقيمَ المَسكَنُ إلَى أنْ جاءوا

٢٢ ثُمَّ ارتَحَلَتْ رايَةُ مَحَلَّةِ بَني أفرايِمَ حَسَبَ أجنادِهِمْ، وعلَى جُندِهِ أليشَمَعُ بنُ عَمّيهودَ،

٢٣ وعلَى جُندِ سِبطِ بَني مَنَسَّى جَمليئيلُ بنُ فدَهصورَ،

٢٤ وعلَى جُندِ سِبطِ بَني بَنيامينَ أبيدَنُ بنُ جِدعوني.

٢٥ ثُمَّ ارتَحَلَتْ رايَةُ مَحَلَّةِ بَني دانَ ساقَةِ جميعِ المَحَلّاتِ حَسَبَ أجنادِهِمْ، وعلَى جُندِهِ أخيعَزَرُ بنُ عَمّيشَدّاي،

٢٦ وعلَى جُندِ سِبطِ بَني أشيرَ فجعيئيلُ بنُ عُكرَنَ.

٢٧ وعلَى جُندِ سِبطِ بَني نَفتالي أخيرَعُ بنُ عينَنَ.

٢٨ هذِهِ رِحلاتُ بَني إسرائيلَ بأجنادِهِمْ حينَ ارتَحَلوا.


٢٩ وقالَ موسى لحوبابَ بنِ رَعوئيلَ المِديانيِّ حَمي موسى: «إنَّنا راحِلونَ إلَى المَكانِ الّذي قالَ الرَّبُّ أُعطيكُمْ إيّاهُ. اِذهَبْ معنا فنُحسِنَ إلَيكَ، لأنَّ الرَّبَّ قد تكلَّمَ عن إسرائيلَ بالإحسانِ».

٣٠ فقالَ لهُ: «لا أذهَبُ، بل إلَى أرضي وإلَى عَشيرَتي أمضي».

٣١ فقالَ: «لا تترُكنا، لأنَّهُ بما أنَّكَ تعرِفُ مَنازِلَنا في البَرّيَّةِ تكونُ لنا كعُيونٍ.

٣٢ وإنْ ذَهَبتَ معنا فبنَفسِ الإحسانِ الّذي يُحسِنُ الرَّبُّ إلَينا نُحسِنُ نَحنُ إلَيكَ».


٣٣ فارتَحَلوا مِنْ جَبَلِ الرَّبِّ مَسيرَةَ ثَلاثَةِ أيّامٍ، وتابوتُ عَهدِ الرَّبِّ راحِلٌ أمامَهُمْ مَسيرَةَ ثَلاثَةِ أيّامٍ ليَلتَمِسَ لهُمْ مَنزِلًا.

٣٤ وكانتْ سحابَةُ الرَّبِّ علَيهِمْ نهارًا في ارتِحالِهِمْ مِنَ المَحَلَّةِ.

٣٥ وعِندَ ارتِحالِ التّابوتِ كانَ موسى يقولُ: «قُمْ يا رَبُّ، فلتَتَبَدَّدْ أعداؤُكَ ويَهرُبْ مُبغِضوكَ مِنْ أمامِكَ».

٣٦ وعِندَ حُلولهِ كانَ يقولُ: «ارجِعْ يا رَبُّ إلَى رِبَواتِ أُلوفِ إسرائيلَ».

الجامعة ٧: ١ - ٢٩

الجامعة ٧

الحكمة

١ الصّيتُ خَيرٌ مِنَ الدُّهنِ الطَّيِّبِ، ويومُ المَماتِ خَيرٌ مِنْ يومِ الوِلادَةِ.

٢ الذَّهابُ إلَى بَيتِ النَّوْحِ خَيرٌ مِنَ الذَّهابِ إلَى بَيتِ الوَليمَةِ، لأنَّ ذاكَ نِهايَةُ كُلِّ إنسانٍ، والحَيُّ يَضَعُهُ في قَلبِهِ.

٣ الحُزنُ خَيرٌ مِنَ الضَّحِكِ، لأنَّهُ بكآبَةِ الوَجهِ يُصلَحُ القَلبُ.

٤ قَلبُ الحُكَماءِ في بَيتِ النَّوْحِ، وقَلبُ الجُهّالِ في بَيتِ الفَرَحِ.

٥ سمعُ الِانتِهارِ مِنَ الحَكيمِ خَيرٌ للإنسانِ مِنْ سمعِ غِناءِ الجُهّالِ،

٦ لأنَّهُ كصوتِ الشَّوْكِ تحتَ القِدرِ هكذا ضَحِكُ الجُهّالِ. هذا أيضًا باطِلٌ.

٧ لأنَّ الظُّلمَ يُحَمِّقُ الحَكيمَ، والعَطيَّةَ تُفسِدُ القَلبَ.


٨ نِهايَةُ أمرٍ خَيرٌ مِنْ بَدايَتِهِ. طولُ الرّوحِ خَيرٌ مِنْ تكبُّرِ الرّوحِ.

٩ لا تُسرِعْ بروحِكَ إلَى الغَضَبِ، لأنَّ الغَضَبَ يَستَقِرُّ في حِضنِ الجُهّالِ.

١٠ لا تقُلْ: «لماذا كانتِ الأيّامُ الأولَى خَيرًا مِنْ هذِهِ؟» لأنَّهُ ليس عن حِكمَةٍ تسألُ عن هذا.

١١ الحِكمَةُ صالِحَةٌ مِثلُ الميراثِ، بل أفضَلُ لناظِري الشَّمسِ.

١٢ لأنَّ الّذي في ظِلِّ الحِكمَةِ هو في ظِلِّ الفِضَّةِ، وفَضلُ المَعرِفَةِ هو إنَّ الحِكمَةَ تُحيي أصحابَها.

١٣ اُنظُرْ عَمَلَ اللهِ: لأنَّهُ مَنْ يَقدِرُ علَى تقويمِ ما قد عَوَّجَهُ؟

١٤ في يومِ الخَيرِ كُنْ بخَيرٍ، وفي يومِ الشَّرِّ اعتَبِرْ. إنَّ اللهَ جَعَلَ هذا مع ذاكَ، لكَيلا يَجِدَ الإنسانُ شَيئًا بَعدَهُ.


١٥ قد رأيتُ الكُلَّ في أيّامِ بُطلي: قد يكونُ بارٌّ يَبيدُ في برِّهِ، وقَدْ يكونُ شِرّيرٌ يَطولُ في شَرِّهِ.

١٦ لا تكُنْ بارًّا كثيرًا، ولا تكُنْ حَكيمًا بزيادَةٍ. لماذا تخرِبُ نَفسَكَ؟

١٧ لا تكُنْ شِرّيرًا كثيرًا، ولا تكُنْ جاهِلًا. لماذا تموتُ في غَيرِ وقتِكَ؟

١٨ حَسَنٌ أنْ تتَمَسَّكَ بهذا، وأيضًا أنْ لا ترخيَ يَدَكَ عن ذاكَ، لأنَّ مُتَّقيَ اللهِ يَخرُجُ مِنهُما كِلَيهِما.

١٩ الحِكمَةُ تُقَوّي الحَكيمَ أكثَرَ مِنْ عشَرَةِ مُسَلَّطينَ، الّذينَ هُم في المدينةِ.

٢٠ لأنَّهُ لا إنسانٌ صِدّيقٌ في الأرضِ يَعمَلُ صَلاحًا ولا يُخطِئُ.

٢١ أيضًا لا تضَعْ قَلبَكَ علَى كُلِّ الكلامِ الّذي يُقالُ، لئَلّا تسمَعَ عَبدَكَ يَسِبُّكَ.

٢٢ لأنَّ قَلبَكَ أيضًا يَعلَمُ أنَّكَ أنتَ كذلكَ مِرارًا كثيرَةً سبَبتَ آخَرينَ.


٢٣ كُلُّ هذا امتَحَنتُهُ بالحِكمَةِ. قُلتُ: «أكونُ حَكيمًا». أمّا هي فبَعيدَةٌ عَنّي.

٢٤ بَعيدٌ ما كانَ بَعيدًا، والعَميقُ العَميقُ مَنْ يَجِدُهُ؟

٢٥ دُرتُ أنا وقَلبي لأعلَمَ ولأبحَثَ ولأطلُبَ حِكمَةً وعَقلًا، ولأعرِفَ الشَّرَّ أنَّهُ جَهالَةٌ، والحَماقَةَ أنَّها جُنونٌ.

٢٦ فوَجَدتُ أمَرَّ مِنَ الموتِ: المَرأةَ الّتي هي شِباكٌ، وقَلبُها أشراكٌ، ويَداها قُيودٌ. الصّالِحُ قُدّامَ اللهِ يَنجو مِنها. أمّا الخاطِئُ فيؤخَذُ بها.

٢٧ اُنظُرْ. هذا وجَدتُهُ، قالَ الجامِعَةُ: واحِدَةً فواحِدَةً لأجِدَ النَّتيجَةَ

٢٨ الّتي لم تزَلْ نَفسي تطلُبُها فلم أجِدها. رَجُلًا واحِدًا بَينَ ألفٍ وجَدتُ، أمّا امرأةً فبَينَ كُلِّ أولئكَ لم أجِدْ!

٢٩ اُنظُرْ. هذا وجَدتُ فقط: أنَّ اللهَ صَنَعَ الإنسانَ مُستَقيمًا، أمّا هُم فطَلَبوا اختِراعاتٍ كثيرَةً.

نهاية قراءات يوم 80
شارك قراءات اليوم


رسائل اليوم

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة
الرسائل السابقة