رسائل تأمل اليوم
تأمل: التحرير من العبودية
مرقس ٥: ١-٢٠
الحرية والديمقراطية هي أكثر ما يطالب به ويحرص عليه إنسان العصر الحديث. ومع ذلك فهناك ملايين البشر يعانون تحت وطأة العبودية في حياتهم الخاصة من المسكرات والمخدرات، الخوف من المجهول، الوقوع فريسة للعادات المدمرة، هذه كلها أنواع شرسة من العبودية. في قراءة اليوم نرى كيف أنقذ الرب يسوع إنسانًا من العبودية القاسية.
كان ذلك الإنسان خطرًا على نفسه وعلى الآخرين أيضًا (ع٤)، كان يُجرح نفسه بالحجارة (ع٥)، فكان أكبر دليل على مقدار العبودية التي يفرضها الشيطان على الإنسان. لكن السيد المسيح أشفق على هذا الإنسان المسكين وانتهر الأرواح النجسة، ففارقته في الحال.
لنتأمل قول الرسول يوحنا: "مَنْ يَفعَلُ الخَطيَّةَ فهو مِنْ إبليسَ، لأنَّ إبليسَ مِنَ البَدءِ يُخطِئُ. لأجلِ هذا أُظهِرَ ابنُ اللهِ لكَيْ يَنقُضَ أعمالَ إبليسَ. كُلُّ مَنْ هو مَوْلودٌ مِنَ اللهِ لا يَفعَلُ خَطيَّةً، لأنَّ زَرعَهُ يَثبُتُ فيهِ، ولا يستطيعُ أنْ يُخطِئَ لأنَّهُ مَوْلودٌ مِنَ الله."(يوحَنا الأولَى٥ :٨-٩)
يارب أصلي أن تحررني من عبودية أبليس، فأنت من قلت "فإنْ حَرَّرَكُمْ الِابنُ فبالحَقيقَةِ تكونونَ أحرارًا" (يوحنا ٨: ٣٦)
تأمل: ما بالُكُمْ خائفينَ هكذا؟
مرقس ٤: ٢١-٤١
«يا مُعَلِّمُ، أما يَهُمُّكَ أنَّنا نَهلِكُ؟» صرخة خرجت من التلاميذ للسيد المسيح متهمين إياه بعدم اهتمامه بما يجرى لهم، وبعدم درايته بالمخاطر التي تحيط بهم! اتهام رهيب وظالم، فكيف يتهموا من جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك! (لوقا ١٩: ١٠).
في الواقع كثيرًا ما نفعل مثل التلاميذ، فعندما نمر بتجارب أو ضيقات ربما يدور في أذهاننا أن الله لا يهتم بنا، وبأنه لا يتدخل أو أنه لا يدري بما نمر به، وهو الذي قال عنه النبي إشعياء "في كُلِّ ضيقِهِمْ تضايَقَ، ومَلاكُ حَضرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بمَحَبَّتِهِ ورأفَتِهِ هو فكَّهُمْ ورَفَعَهُمْ وحَمَلهُمْ كُلَّ الأيّامِ القَديمَةِ." (إشعياء ٦٣: ٩) وهو المكتوب عنه "لأنْ ليس لنا رَئيسُ كهَنَةٍ غَيرُ قادِرٍ أنْ يَرثيَ لضَعَفاتِنا، بل مُجَرَّبٌ في كُلِّ شَيءٍ مِثلُنا، بلا خَطيَّةٍ. فلنَتَقَدَّمْ بثِقَةٍ إلَى عَرشِ النِّعمَةِ لكَيْ نَنالَ رَحمَةً ونَجِدَ نِعمَةً عَوْنًا في حينِهِ." (عبرانيين ٤: ١٥، ١٦)
في وسط الخوف والقلق، يأتي الرب يسوع سائلًا: "ما بالُكُمْ خائفينَ هكذا؟"
يارب ساعدني أن أثق في رعايتك لي، وأؤمن بسلطانك وبقدرتك على إيقاف الريح وإسكات العواصف مهما كانت شديدة حولي، وأدرك أنك معي كل الأيام وإلى انقضاء الدهر. (متى ٢٨: ٢٠)
تأمل: نشيد الاعتراف بفضل الله
٢صموئيل ٢٢
نشيد أنشده داود للرب، يمكننا تلخيص هذه الأنشودة الجميلة في عبارة هي: "أُمجد الله صاحب الفضل في نجاتي وانتصاري". يردد داود إحسانات الرب ويعترف بفضله، بأنه هو الذي نجاه، وأسرع لنجدته، وأنقذه من الظلم ومن المخاطر والموت مرات كثيرة. يعترف بأن الله سراجه الذي يضئ ظلمته، يعترف بأن الله هو صاحب الفضل في كل انتصاراته .
ويختم ترنيمته بقوله: "حَيٌّ هو الرَّبُّ، ومُبارَكٌ صَخرَتي، ومُرتَفَعٌ إلهُ صَخرَةِ خَلاصي. الإلهُ المُنتَقِمُ لي، والمُخضِعُ شُعوبًا تحتي، والّذي يُخرِجُني مِنْ بَينِ أعدائي، ويَرفَعُني فوقَ القائمينَ علَيَّ، ويُنقِذُني مِنْ رَجُلِ الظُّلمِ. لذلكَ أحمَدُكَ يا رَبُّ في الأُمَمِ، ولِاسمِكَ أُرَنِّمُ. بُرجُ خَلاصٍ لمَلِكِهِ، والصّانِعُ رَحمَةً لمَسيحِهِ، لداوُدَ ونَسلِهِ إلَى الأبدِ».
يا رب أشكرك لأجل مراحمك، لأجل كل إحساناتك، ضع في فمي كلمات شكر وحمد لاسمك كل يوم.
تأمل: أقسى الإهانات
مرقس ٣ : ٢٠-٣٥
بالرغم من أن الرب يسوع أذهل الكثيرين بأعماله الصالحة، إلا أنهم كانوا كثيرًا ما يخطئون الظن به، حتى المقربين منه (ع٢١).
فلقد وصفوه بأوصاف كثيرة، فقالوا عنه أنه مختل، معه بعلزبول، ...(ع٢١، ٢٢) .. فماذا كان رده عليهم؟
لقد صبر الرب يسوع صبرًا بغير حدود، ومع أنهم كانوا ينكرون سلطانه ويشوهون الحقائق ويضلون الكثيرين، ظل يفند تفسيراتهم ويظهر غباءهم بقوله:
"كيفَ يَقدِرُ شَيطانٌ أنْ يُخرِجَ شَيطانًا؟ وإنِ انقَسَمَتْ مَملكَةٌ علَى ذاتِها لا تقدِرُ تِلكَ المَملكَةُ أنْ تثبُتَ." (ع٢٣، ٢٤).
ثم يحذرهم الرب يسوع بقوله:
"الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ جميعَ الخطايا تُغفَرُ لبَني البَشَرِ، والتَّجاديفَ الّتي يُجَدِّفونَها. ولكن مَنْ جَدَّفَ علَى الرّوحِ القُدُسِ فليس لهُ مَغفِرَةٌ إلَى الأبدِ، بل هو مُستَوْجِبٌ دَينونَةً أبديَّةً." (ع٢٨، ٢٩)
وهذه من أشد التحذيرات التي وردت في الكتاب المقدس. فمن أخطر الخطايا التي لا تغتفر هي معاندة الله وعصيان روحه رغم كل الآيات التي يصنعها معهم، والاستمرار في العناد والشر.
اللهم أعني حتى أُقدر ما صنعته من أجلي، وأن أرى الأشياء كما تراها أنت، امنحني إرشاد روحك القدوس حتى أميز بين الخير والشر.