رسائل تأمل اليوم
تأمل: فخ إرضاء الناس
مرقس ٣: ١-١٩
كثيرًا ما كانت تتسم مواجهات الكتبة والفريسيين مع الرب يسوع بالحدة، فلم يكن لرجال الدين اليهودي سوى غرض واحد وهو أن يمسكوا عليه زلة أو خطأ ما، فكانوا دائمًا يراقبون تصرفاته ليشتكوا عليه (ع٢). في المقابل كان للرب يسوع اهتمام واحد وهو خلاص الإنسان، فلم يكن يعنيه كسب ود رجال السلطة، ولم يحاول أبدًا إرضائهم بل كان يؤكد دائمًا على طاعته لله الآب ويواجههم بكل جرأة وحسم.
كثيرًا ما نقع في فخ "إرضاء الناس" فنتنازل عن الحق أو نتخاذل في إعلان مبادئنا بوضوح أمام الآخرين سواء بسلوكنا أو بأقوالنا.
يقول الرسول بولس: "أفأستَعطِفُ الآنَ النّاسَ أمِ اللهَ؟ أم أطلُبُ أنْ أُرضيَ النّاسَ؟ فلو كُنتُ بَعدُ أُرضي النّاسَ، لَمْ أكُنْ عَبدًا للمَسيحِ." (غلاطية ١: ١٠)
يا رب ساعدني أن أتمسك بحقك وأن أفعل رضاك حتى ولو واجهتني الصعاب.
تأمل: من يقدر أن يغفر خطايا؟
مرقس ٢
من أكثر الأمور التي أثارت ثائرة رجال الدين ورؤساء اليهود ضد السيد المسيح، هو سلطانه على مغفرة الخطايا (ع٧). كان اعتقادهم السائد والأكيد أن الله وحده له هذا السلطان. فاعتبروا الرب يسوع مجدفًا لأنه يغفر الخطايا ويشبه نفسه بالله؟ فكانوا يرفضون تعاليم ربنا يسوع المسيح وأفعاله التي تشير إلى كونه المسيا المنتظر.
كثيرًا ما نرتكب نحن مثل هذه الأخطاء حين ننكر عمل الله فينا، أو نحاول تفسيره بطريقة مخالفة. فنحن كثيرًا ما نغلق عيوننا عن أن ترى ما لا يوافق تفكيرنا أو خطتنا في العمل. لابد أن نكون مستعدين دائمًا لقبول مشيئة الله حتى وإن كانت غير متوقعة بالنسبة لنا، وأن نمجد الرب على أفعاله العظيمة التي يفعلها وسط شعبه.
نشكرك يا الله من أجل نعمة الغفران التي تمنحها لنا ونعمة الشفاء. اجعلنا دائمًا متقبلين لمشيئتك وطرقك في حياتنا، حتى وإن بدت غريبة علينا وغير متوقعة.
تأمل: تدبير العناية الإلهية
٢صموئيل ١٧
طلب داود من الرب قائلًا "حَمِّقْ يا رَبُّ مَشورَةَ أخيتوفلَ" (٢صم ١٥: ٣١)، فاستجابه الله وحمقها بمشورة حوشاي الأركي (٢صم ١٧: ١٤)، إذ شهد أبشالوم ومن معه بأن مشورة حوشاي أحسن من مشورة أخيتوفل. مع أن الرب نفسه شهد بأن مشورة أخيتوفل هي الأصلح (ع١٤). وحدث ذلك لكي ينزل الرب الشر بأبشالوم لكل يخلص داود.
دبرت العناية الإلهية أناسًا رفعوا روح داود المعنوية:
- إتاي الجتي (١٥: ٢١ )
- صادوق وأبياثار الكاهنين، يرسلان له رسالة من الرب عن طريق أخميعص ويوناثان ابنيهما (١٥: ٣٦)
- امرأة رجل من بحوريم أخفت ابنيهما داخل بئر بمنزلها (ع١٦-٢٠)
- رجالًا أغاثوا داود ورجاله، وقدموا له الفرش والطعام (ع٢٧-٢٩)
نمجدك يا رب لأجل عنايتك ومن أجل كل ما ترتبه لنجاة أتقيائك. آمين.
تأمل: أعدوا طريق الرب
مرقس ١ : ١-٢٠
يريد مرقس الرسول في بشارته أن يؤكد شخصية ربنا يسوع المسيح فبدأ بالنبوة عن يوحنا المعمدان الذي جاء ليهيء الطريق أمامه (ع٢). وشهادته عنه وكرازته قائلًا: يأتي بعدي من هو أقوى مني .. (ع٧).
كان هذا هو الاستعداد لقدوم ربنا يسوع المسيح ، ولكنه ماذا يعني لنا اليوم؟ يوحنا المعمدان لخصه في عبارة بسيطة: "فاصنَعوا أثمارًا تليقُ بالتَّوْبَةِ" (لو ٨:٣)، وهنا يقول مرقس الرسول "كانَ يوحَنا يُعَمِّدُ في البَرّيَّةِ ويَكرِزُ بمَعموديَّةِ التَّوْبَةِ لمَغفِرَةِ الخطايا." (ع٤).
عندما يدخل الرب يسوع إلى حياتنا، هناك أمور كثيرة ينبغي أن تتغير وتتخذ مسلكًا جديدًا. الأمور القديمة ينبغي أن تفسح مكانًا للجديد.
يعوزنا أن نكون مثل الآنية الجديدة المعدة لاستقبال ربنا يسوع المسيح تاركين أعمال الماضي وظلمته.
أشكرك ربي يا من أتيت إلى حياتي وقلبي. منحتني نورًا وغفرانًا لخطاياي. أجعلني أهلًا لهذه الحياة الجديدة التي فيك، لأحيا كلمتك: "إذًا إنْ كانَ أحَدٌ في المَسيحِ فهو خَليقَةٌ جديدَةٌ: الأشياءُ العتِيقَةُ قد مَضَتْ، هوذا الكُلُّ قد صارَ جديدًا." (٢كو٥: ١٧)