رسائل تأمل اليوم
تأمل: سلِّموا بَعضُكُمْ علَى بَعضٍ
رومية ١٦
في ختام رسالته لأهل رومية، يرسل الرسول بولس سلامه لكثير من الإخوة والأخوات الذين خدموا معه (ع٣،٤) ، ساعدوه (ع٢)، رحبوا به (ع٥)، تعبوا من أجله (ع٦)، سُجنوا معه (ع٧)، وآخرون كانوا عونًا له في مواقف مختلفة، فكانوا مصدر تشجيع له في الأوقات الصعبة، وراحة في أوقات التعب والجهد.
لم ينس الرسول بولس تأثير كل هؤلاء وغيرهم في نجاح خدمته وامتداد رسالته، لم ينس محبتهم وتعضيدهم المستمر له عبر الأيام، لكنه أيضًا ينبهنا لهؤلاء الذين يصنعون الشقاقات والعثرات (ع١٧)، الذين يبحثون فقط عن مصلحتهم فيخدعون البسطاء بكلام معسول (ع١٨) لأنه ما أخطر وجود مثل هؤلاء في جسد المسيح، وهو ماعانى منه الرسول بولس في كنيسة كورنثوس (٢كو١٢: ٢٠).
فليحفظنا الله من كل تحزبات وشقاقات ولنتحد معًا بنفس واحدة في المحبة والخدمة وفي طاعة ربنا يسوع المسيح، ولنسلم على بعضنا البعض بقبلة مقدسة (ع١٦).
تأمل: التهاون مع الخطية
٢ صموئيل ١٤
أخطأ داود عندما لم يُنفذ حكم الناموس على أمنون (٢صم ١٣) وكان عقاب أمنون حسب الناموس هو الموت (تث ٢٢). وقام أبشالوم بدافع الثأر والانتقام لأخته بقتل أمنون غدرًا، وهرب من وجه أبيه ليختبئ في جشور.
ونجد هنا أن صراعًا نشب في قلب داود، فإنه من جهة لم يعاقب أمنون ومن الجهة الأخرى قام أبشالوم بمعاقبته، فهل أخطأ أبشالوم؟.. أيعاقب أبشالوم أم يتركه؟..
لماذا هذا الصراع؟.. أما كان يمكن لداود أن ينهيه بحسم من البداية؟..
وهنا نرى نتيجة التهاون مع الخطية والتي تسببت في أصعب الأمور في حياة داود.
ليتنا نقف بحسم في الصراع مع الخطية حتى لا تسمم حياتنا، وهذا يحتاج منا الشجاعة والتمسك بالحق.
يا رب ساعدني أن أواجه نفسي بشجاعة وأن أعترف بخطيتي دون مواربة.
تأمل: معًا بنفس واحدة
رومية ١٥: ١-١٣
يُكمل الرسول بولس في هذا الجزء كلامه بالإصحاح السابق عن السلوك المسيحي وكيف أننا مطالبون بالنمو معًا إلى ما هو أفضل.
ويلخص هنا الرسول بولس نقاط عملية للوصول إلى هذا السلوك:
- فليحتمل بعضنا البعض(ع١): فعندما يخطئ أو يضعف واحد منا، علينا أن نتعاطف معه، نشجعه على التوبة بدلًا من ذكر أخطائه.
- ونبني بعضنا بعضًا (ع٢): لنذكر مواقف الآخرين الحسنة وأعمالهم الطيبة، ونشيع في أنفسهم الثقة والثبات حتى يمجدوا اسم الرب.
- نتكاتف معاً (ع٥): فلنقف معاً صفاً واحداً، فكراً واهتمامًا واحداً في الأوقات السارة وفي أوقات الشدة والضيق والمرض.
- نقبل الآخرين كما هم (ع٧): نختلف الواحد عن الآخر، في قدراتنا ومواهبنا، وكذلك في أمزجتنا وطبائعنا، لذا لنقبل كل إنسان كما هو ونحبه كما أحبنا المسيح.
تأمل: لماذا تزدَري بأخيكَ؟
رومية ١٤
يهتم الرسول بولس بعلاقة الإنسان المسيحي بأخيه، فيوصينا بعدم إدانة الآخرين، فنجد أنفسنا أمام بعض التساؤلات:
- هل سلوكي مع الآخرين يؤثر على الصداقة؟
- هل مسلكي يؤذي الآخرين؟ أو يسبب خلافًا بين الأخوة؟
- ماذا لو أن حريتي تعارضت مع حرية الآخرين؟
ويضع الرسول بولس أولويات واضحة لعلاقتنا بالآخرين فيوصينا:
- لا نُحاكِمْ أيضًا بَعضُنا بَعضًا (ع١٣)
- لا يوضَعَ للأخِ مَصدَمَةٌ أو مَعثَرَةٌ. (ع١٣)
- لنَعكُفْ علَى ما هو للسَّلامِ وما هو للبُنيانِ بَعضُنا لبَعضٍ. (ع١٩)
هذا ما يريد الله أن يعلمنا في هذا الإصحاح أن نقبل الآخرين كما هم بالرغم من اختلافهم في الرأي معنا، ونتفهم التنوع الثري الذي في جسد المسيح فنعمل معًا بروح الود والتفاهم.