رسائل تأمل اليوم
تأمل: الالتصاق
إنجيل متى أصحاح ١٩: ١- ١٥
سأل الفريسيون الرب يسوع قائلين: هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟ (ع ٣) فقال لهم الرب يسوع: أن هذه العلاقة ثابتة منذ أن خلق الله آدم وحواء (ع ٤)، فقد خلق الله حواء من أحد أضلاع آدم (ع ٥). عندما يجمع الله، نفس وروح وجسد هذا الزوج وهذه الزوجة يصبحون واحدًا، ليس بعد اثنان.(ع ٦). هذه الوصية الأولى. أما الوصية الثانية: فهي أن لا يحدث طلاق إلا في حالة واحدة فقط وهي الزنا (ع ٩). فكيف يمكن أن نكون سبب في إتلاف هذا الالتصاق؟! تحت أي هدف، حتى وإن كان بغرض المساعدة، وبما أن الله هو من جمع، فليرجع إليه الزوجان حتى لا يكسرا عهدهما مع الله. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ. (ع ٦)
تأمل: هكذا يفعل بكم..!
متى ١٨: ١٥ــ ٣٥
موقف غريب جدًا ما فعله العبد مع العبد صاحبه. إنه رفض أن يسامحه ويتمهل عليه ليوفي دينه (ع ٢٨ــ ٣٠)! في الوقت الذي سامح فيه الملك هذا العبد وترك له دينه (ع ٢٧)! الغريب فعلًا أن هذا الموقف يتكرر بشكل عادي جدًا معنا. فكم من مرة أواجه الإساءة من الآخرين، وأجد أنه لا مجال للعفو أو التمهل والتماس العذر لهم، وبكل إصرار لا أتراجع أو أتهاون في حقي وكرامتي وأنه مديون لي، ولن أسامحه حتى يوفي دينه. رغم أن الملك الحقيقي سامحنا، ويسامحنا ويترك لنا ديننا الكبير، إلا أننا لا نسامح في البسيط الذي لنا!
لذلك علينا ألا ننظر للأمور بهذه الطريقة، ونسامح المخطئين في حقنا من قلوبنا، حتى لا يتعامل معنا أبونا السماوي بنفس الطريقة، فلا يكون لنا منفذ ولا مخرج (ع ٣٥).
تأمل: تحول اللعنة إلى بركة
سفر العدد ٢٣: ٥- ٢٣
أراد بالاق أن يصعد بلعام ليلعن شعب الله من ثلاثة اتجاهات مختلفة ولكن الرب قابله وحول اللعنة إلى بركة.
وهنا نرى: أن الله ضابط الكل، كما استخدم الأتان سابقًا، يستطيع أن يستخدم الأشخاص أيضًا في تحقيق إرادته.
نصلي أن تتحقق إرادة الله فينا، وأن يستخدمنا لتحقيق مشيئته.
كما نرى: صفات الله وتبريره لشعبه، فالله لا يمكن أن يتغير في مواعيده، ولا يمكن أن يكذب، وأيضًا لا يمكن ألا يفي بكلامه. لذا لابد أن نطمئن ونثق في وعود الله لنا، ونعرف أنه يرانا كاملين في المسيح يسوع، بلا اثم ولا عيب.
تأمل: الأتان تتكلم
سفر العدد أصحاح ٢٢
في سفر العدد أصحاح ٢٢، نرى بالاق ملك مؤاب خائفًا من شعب الله إذ قد ملأوا وجه الأرض، ففزع منهم وفكر بالاق في الاستعانة بقوة فائقة، فاستدعى بلعام العراف الذي امتدت شهرته في العرافة.
كان بلعام مولع بمحبة المال، وفي هذا الأصحاح نرى صراعه بين طمعه للهدايا التي وعد بها بالاق إذا ما لعن شعب الرب، وإدراكه أنه لا يقدر أن يتعدى سلطان الله الكلي القدرة، فعندما دُعي بلعام من بالاق، أتى إليه الله وقال: "لا تذهب معهم" (عدد ١٢). ولكن بلعام أغراه حب المال، فاستخدم الرب طريقة معجزية، إذ جعل الأتان تكلمه ثلاث مرات ولكن دون جدوى. فتدخل ملاك الرب نفسه وحذر بلعام.
أحيانًا يحدث معنا نحن أيضًا نفس الشيء إذ يعترض الله خطتنا ليوقفنا بطرق مختلفة عن عمل الشر أو الخطية، لكننا لا ندرك هذا ولا نتوقف عن ما نوينا فعله، وكثيرًا لا ننتبه لما يفعله الله معنا.
يُخبرنا الكتاب المقدس، أن الرب كثيرًا ما استخدم الحيوانات والطيور في تنفيذ إرادته، فهنا الأتان تتكلم، وفي قصة إيليا النبي، كانت الغربان تعوله، وفي قصة يونان النبي، الحوت يبتلعه ثم يقذفه. فنرى لنعرف أن الرب هو المسيطر على كل الأحداث. ليتنا نقترب منه لنفهم مقاصده لنا.