رسائل تأمل اليوم
تأمل: المعمدان شهيد الحق
متى ١٤: ١-٢١
تأمل: وبدون مثل لم يكن يكلمهم
متى ١٣: ٢٤-٥٨
يقول الكتاب: «بالإجماع عظيمٌ هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد» (تيموثاوس الأولى ٣: ١٦). الرب جاء متضعًا، فاقترب منا واقتربنا منه. لم يتكلَّم بلغة الملائكة (كورنثوس الأولى ١٣: ١)، لأننا لا نفهمها. ولم يتكلَّم بلغة الفردوس (كورنثوس الثانية ١٢: ٤)، التي لم يجد الرسول بولس ما يعبِّر عمَّا سمعه فيها، وقال: "لا يسوغ لإنسان أن يتكلَّم (على الأرض) بها." لكن الرب تكلَّم اللغة التي نفهمها وبالأسلوب الذي نفهمه. فما أكثر الأمثال التي نطق بها، والتي هي من وحي البيئة والمجتمع الذي عاش فيه! فمرة قال لهم: «هوذا الزارع قد خرج ليزرع» (لوقا ٨: ٥)، وكانوا يرون في بيئتهم الزارع وهو يزرع فعلاً. لقد نجح الرب في التواصل مع البشر، فهل نتعلم من الرب هذا الدرس ونتجسَّد لمَن نريد أن نتواصل معهم.
فكآباء نتجسَّد للتواصل مع أولادنا؛ نفهم عالمهم، ونفهم لغتهم ونتكلَّم بها معهم. وكخدَّام نحتاج أن نتجسَّد لنتواصل مع المخدومين. لكننا إن تكلمنا بلغة غير مفهومة عند السامع، يكون حالنا ما قاله الكتاب: «فإن كنت لا أعرف قوة اللغة أكون عند المتكلِّم أعجميًّا، والمتكلِّم أعجميًّا عندي» (كورنثوس الأولى ١٤: ١١). فليتنا نتعلَّم من الرب الذي قدم التعليم بطريقة بسيطة يفهمها الطفل، مثلما يفهمها الشيخ. وذكر الكتاب عنه: «وبأمثال كثيرة مثل هذه كان يكلِّمهم حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا» (مرقس ٤: ٣٣). فمع قدرته أن يتكلَّم كلامًا ساميًا جدًا، لكنه حرص على أن يكون كلامه بسيطًا، يحوي أعمق الحقائق بأبسط العبارات.
تأمل: خرج الزارع ليزرع
متى ١٣: ١-٢٣
من خلال تفسير الرب لهذا المثل، فإن الزارع هو الرب نفسه، والبذار التي يبذرها الزارع هي كلمة الله التي تثمر في القلوب. فمتى كانت القلوب أرضًا جيدة، فإنها تعطي ثمرًا وتتضاعف ثلاثون وستون ومائة.
ومن قراءة المثل نفهم صبر الزارع وهو يرمي البذور. فمع أنها لن تثمر إلا في حالة واحدة من الأربع حالات المذكورة في المثل، إلا أنه لم يفشل أمام وقوع الكلمة على الطريق أو على الأماكن المحجرة أو بين الأشواك. ولكن يكون التعويض المشبع لقلبه متى وقعت البذار على الأرض الجيدة.
كم هو عظيم صبر الرب وهو يقدم الكلمة لنا بدل المرة مرات، عن طريق الكلمة المكتوبة أو المسموعة أو من خلال الخدام والوعاظ من على المنابر! مع أننا في الكثير من المرات لا نظهر تجاوبًا، وأحيانًا يكون تجاوبنا وقتيًا، وبالتالي نكون سامعين غير عاملين بالكلمة. لكن هناك مرات مشجعة للزارع، الذي يتعب فينا، يوم أن يتحقق ثمر صبره علينا، عندما نؤمن بالكلمة (رومية ١٠: ١٤) التي بها نحيا ( يوحنا ٥: ٢٥) وبها ننمو (بطرس الأولى ٢: ٢). ويوم أن يستخدمنا الله بالكلمة، فهو يخدم من خلالنا ليكون هو مرة أخرى الزارع الذي خرج ليزرع عن طريقنا، إضافة لكونه الزارع الذي زرع الكلمة في قلوبنا.
تأمل: الله يُقدّر الخدمة
عدد ٧
أصحاح ٧ يعد من أطول إصحاحات سفر العدد، وفيه يذكر التقدمات التي قدمها رؤساء أسباط بني إسرائيل الاثني عشر. كانت التقدمات تشمل ست عجلات مغطاة واثني عشر ثورًا. وهي تذكّرنا بالمساعدة التي يمكن لشعب الله أن يقدمها للخدام والرعاة الذين يكرسون حياتهم لخدمة الرب، مثل استضافتهم في بيوتنا أو توصيلهم إلى خدماتهم، ..إلخ. فلنعلم أن الرب يرى كل خدمة نقوم بها بدافع المحبة، وكأس ماء بارد لايضيع أجره.
كذلك يذكر هذا الأصحاح القرابين التي كان الرؤساء يقدمونها. وبالرغم من أن كل الرؤساء كانوا يقدمون نفس القرابين، إلا أن الكتاب يذكرهم بالاسم فردًا فردًا، ويكرر ذكر قرابينهم التي يقدموها بالتفصيل. وذلك لأن الله يريد أن يُأكد أنه لن يضيع عمل أي واحد في الزحام، طالما أنه عُمل بدافع المحبة؛ بل إن الرب يرى ويلاحظ كل عمل يُقدم له.
والآية الأخيرة تعطينا السر الذي جعل من موسى رجل الله، وهو الصلاة. فبالرغم من المسئوليات الضخمة الملقاة على عاتقه، إلا أنه كان يدخل الخيمة ليتحدث مع الرب في سكون المقادس. كان يسمع الصوت يكلمه، ووقتها كان يتكلم هو أيضًا مع الرب.