رسائل تأمل اليوم

تأمل: سنة اليوبيل

لاويين ٢٥

الله الذى أعطى السبت راحة للإنسان في العهد القديم، فكّر أيضًا في خليقته. فأعطى وصية للشعب بأن تستريح الأرض في كل سنة سابعة، فلا يكون عمل في الحقول، لا زرع ولا حصاد. وإذا سأل إنسان: كيف سنعيش إذا لم نزرع؟ فجواب الرب هو "آمر ببركتي" (ع ٢١). فبركة الرب أفضل من زرع الإنسان، لأن الرب لن يسمح أن يتضور الإنسان جوعًا في هذه السنة. والرب الذي وعد شعبه في البرية أن المن الذي يجمعونه في اليوم السادس سيكفيهم في اليوم السابع، وعد بأن يعولهم في السنة السابعة التي ليس فيها زرع ولا حصاد. فلم تكن هذه السنة فقط لراحة الأرض، بل لقربهم أكثر من الله ودراسة شريعته (تثنية ٣١: ١٠-١٣).

كما طلب الرب من الشعب أن يقدس السنة الخمسين، سنة اليوبيل. عبارة "سبعة سبوت سنين" في عدد ٨ تعني: سبعة أسابيع من السنين (وليست أسابيع أيام)؛ والمقصود ٧*٧=٤٩ سنة. في هذه السنة الخمسين كان يطلق بوق هتاف في كل إسرائيل معلنًا بدء اليوبيل، الذي فيه يُرد كل شيء إلى أصله؛ فالعبد يتحرر من عبوديته، والمديون يُعتق من دينه، والمطرود يعود إلى بيته. وهذا يذكرنا أنه في يوم قريب ستعود كل الأمور إلى وضعها الصحيح. فنحن نتوق لهذا الوقت السعيد، الذي فيه سيمسح الرب كل دمعة من عيوننا، والموت لا يكون فيما بعد، ولا صراخ ولا فراق. هناك سنكون في سعادة أبدية مع الرب.

شارك الرسالة

تأمل: المرأة الفاضلة

أمثال ٣١

يُختتم سفر الأمثال بالحديث عن صفات المرأة الفاضلة. وهي أوصاف شعرية بديعة، مرتبة ترتيبًا أبجديًا، بحيث أن كل بيت في القصيدة يبدأ بحرف من الأبجدية العبرية: "أبجد هوز ..إلخ." لقد أشار هذا السفر، أكثر من أي سفر آخر، إلى صفات المرأة الجاهلة. ولكنه ينتهي بصفات المرأة الفاضلة، فيحدثنا عن يديها (ع ١٣، ١٦، ١٩، ٢٠، ٣١) وعن كفيها (ع ١٩-٢٠) وعن ذراعيها (ع ١٧) وعن حقويها (ع ١٧) وعن فمها ولسانها (ع ٢٦). كما يتكلم عن إخلاصها (ع ١٢) ونشاطها (ع ١٥-٢٢) وقناعتها (ع ١٣) وحكمتها (ع ٢٦) وعطفها (ع ٢٠) وثقتها (ع ٢٥) وحزمها (ع ٢٧) وأهم شيء تقواها (ع ٣٠).

المقصود من هذه القصيدة هو فهم توجهات تلك المرأة من نحو بيتها وزوجها وأولادها، والحقل والتجارة، والطعام والكساء، والفقير والمسكين. فما يميز هذه المرأة أنها نشيطة، سعيدة، عاملة، كريمة، طيبة القلب، حكيمة، اهتمامها الأساسي هو البيت، ملبسها القوة والبهاء، هدفها إكرام زوجها. وأخيرًا يكشف سليمان السر من وراء كل هذا، وهو أنها تخاف الرب (ع ٣٠). إن تقواها للرب هو تاج كل صفاتها، بل أساس كل صفاتها.

إلهي، ساعدني ليكون هدفي الأساسي أن أعيش حياة التقوى التي تفرحك وتشبع قلبك، عندها ستصبح حياتى بالتأكيد مثمرة ومفيدة للآخرين.

شارك الرسالة

تأمل: ضيافة عظيمة

متى ٩: ١-١٧

نقرأ في متى ٩ أنه بينما كان الرب يسوع مجتازًا من كفرناحوم، رأى متى العشار جالسًا عند مكان الجباية (أي مكان جمع الضرائب). وكان العشارون من الفئات المكروهة جدًا، لأنهم يجمعون الضرائب من اليهود ويقدمونها للدولة الرومانية. لكننا نقرأ أنه عندما دعاه الرب ليتبعه، ترك كل شيء وتبع الرب. بالتأكيد اختبر متى نعمة الرب وشعر بمحبته، لذا عمل وليمة كبيرة (لو ٥:  ٢٩)، ودعا الرب والتلاميذ، كما دعا زملائه السابقين من العشارين والخطاة. كانت هذه الوليمة فرصة ليعلن لهم الرب عن محبته ويدعوهم للتوبة. هل نشارك الأخبار السارة عن نعمة الرب مع الآخرين؟ نرى أن الفريسين ثاروا وسألوا: "لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟" لكن كان رد الرب جميلًا: "لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى." فشبّه نفسه بالطبيب المتخصص في خدمة المرضى. ونقرأ بعد ذلك أن متى أصبح من الاثني عشر تلميذًا الذين اختارهم الرب ليكرزوا بالأخبار السارة. كما أن الرب شرّفه بكتابة إنجيل متى.  

ساعدني يا رب أن أقترب إليك أكثر، فأنت الطبيب وعندك دواء لكل داء، وتستطيع أن تغير كل الماضي الأليم ليصبح حاضرًا مشرقًا في علاقة مباركة معك. 

شارك الرسالة

تأمل: السلوك الصحيح

لاويين ١٩

نقرأ فى لاويين ١٩: ٢ "تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ." لكن فى العهد الجديد، يقتبس الرسول بطرس هذه الآيه ويطلب مستوى أعلى: "بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأنَّهُ مَكتوبٌ: «كونوا قِدّيسينَ لأنّي أنا قُدّوسٌ»" (١ بطرس١: ١٥، ١٦). فما أسمى وأمجد هذا المقياس!

ثم يقدم الرب في هذا الأصحاح بعض الوصايا التي تخص تفاصيل كثيرة ودقيقة فى الحياة. فى عدد ٣ يقول: "تَهَابُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ أُمَّهُ وَأَبَاهُ" وكلمة تهاب تعنى التوقير والاحترام. ثم يكتب فى عدد (٣٢) "مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ." حري بنا أن نفكر فى هذه المبادئ ونحترمها.

من عدد ٩ إلى ١٨، نرى تحريضات عملية على الرحمة (ع ٩، ١٠) والأمانة والصدق (ع ١١، ١٢) والعدل (ع ١٣-١٥) والنية الصالحة والمحبة (١٦-١٨). بعضًا منها يشبه ما ورد في أفسس ٤: ٢٥، ٢٨. ونلاحظ أن الرب هنا لاينهينا فقط عن الخطايا البشعة، لكن يحرّضنا على الكثير من الأمور البسيطة التي قد نتجاهلها أو نغفل عنها. فنحن، الذين دُعي علينا اسم المسيح، يجب أن نحرص على السلوك الصحيح والتعاملات اللطيفة التي تكرم الله. يا رب، ساعدنى لكي أكون محبًا عطوفًا ورقيقًا مع كل من أتقابل معه.

شارك الرسالة