رسائل تأمل اليوم
تأمل: فرح عظيم جدًا
متى ٢
من الأمور المشجعة ونحن نقرأ قصة ميلاد الرب يسوع في متى أصحاحي ١ و٢، أن الأنبياء قديمًا تنبأوا بكل التفاصيل بكل دقة في العهد القديم. فتتكرر كثيرًا "كي يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ". ميلاده العذراوي واسمه "عمانوئيل" مذكورين في إشعياء ٧: ١٤؛ ومكان ميلاده ذُكر في ميخا ٥: ٢؛ وهروبه إلى مصر ذُكر في هوشع ١١: ١، ومقتل أطفال بيت لحم ذُكر في إرميا ٣١: ١٥. ولكن العجيب أن رؤساء الكهنة والكتبة العارفين بكل النبوات لم يكترثوا بالبحث عن الرب. أما المجوس، الذين من المشرق، والذين لم تكن لهم نبوات العهد القديم، فسافروا أميالًا كثيرة، وقضوا أيامًا طويلة في الصحراء ليأتوا ويسجدوا للرب. من المؤثر أن نقرأ كيف أن المجوس عندما رأوا النجم وعرفوا مكان الرب "فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا." ولما أتوا إلى الصبي، خرّوا وسجدوا. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا هداياهم. ما موقفك من الرب؟ هل تشعر بفرح عظيم جدًا عندما تكون في شركة معه؟ يا رب، ساعدنى أن أستمتع بالشركة معك، وأسجد لك، وأقدم لك أغلى ما عندي كما فعل المجوس.
تأمل: اسم يسوع
متى ١
في ملء الزمان وُلِد الرب يسوع المخلص وسمي بهذا الاسم الجميل المحبوب إلى قلوبنا "يسوع" الذي معناه "يهوه يخلص" فقال الملاك للقديس يوسف: «فستَلِدُ ابنًا وتَدعو اسمَهُ يَسوعَ. لأنَّهُ يُخَلِّصُ شَعبَهُ مِنْ خطاياهُمْ» (عدد ٢١). وبهذا الاسم أُفتتح العهد الجديد" كتاب ميلاد يسوع المسيح" (مت١: ١) واُختتم العهد الجديد "نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم" (رؤ٢٢: ٢١).
وعندما وقف الرسول بطرس في المحاكمة أمام رؤساء الكهنة والشيوخ تكلم عن اسم الرب بكل شجاعة وافتخار فقال: «ليس بأحَدٍ غَيرِهِ الخَلاصُ. لأنْ ليس اسمٌ آخَرُ تحتَ السماءِ، قد أُعطيَ بَينَ النّاسِ، بهِ يَنبَغي أنْ نَخلُصَ» (أعمال٤: ١٢ ). ولذلك فكلما ذكر الرسول بطرس اسم الرب في رسالته الثانية، يذكر باستمرار عنه "الرب أو ربنا ومخلصنا".
أشكرك ربي يسوع لأنك أتيت من سماك إلى أرضنا وبذلت نفسك لخلاصنا من خطايانا.
تأمل: أمسًا واليوم
(عبرانيين ١٣)
"اُذكُروا مُرشِديكُمُ الّذينَ كلَّموكُمْ بكلِمَةِ اللهِ. انظُروا إلَى نِهايَةِ سيرَتِهِمْ فتمَثَّلوا بإيمانِهِمْ. يَسوعُ المَسيحُ هو هو أمسًا واليومَ وإلَى الأبدِ" (عب١٣: ٧، ٨).
كثيرًا ما نتذكر بحزن وألم خُدام أو رعاة خدموا بيننا ثم رحلوا عنا، لكن الرسول بولس هنا يوجه النظر إلى الرب يسوع الذي لا يتغير أبدًا، فهو باقٍ بمحبة كاملة في قلبه، وبقوة في يديه، فليس هناك صعوبة تواجهنا لا يستطيع التغلب عليها، والرسول بولس يفتتح الرسالة أيضًا بقوله: "هي تبيدُ ولكن أنتَ تبقَى، وكُلُّها كثَوْبٍ تبلَى... ولكن أنتَ أنتَ، وسِنوكَ لن تفنَى" (عب ١: ١١، ١٢). فهو يبدأ الرسالة مؤكدًا أن كل الأشياء حولنا تبيد، ولكن يتكلم عن الرب: "أنت أنت" وينهيها "هو هو".
فليس شيء حولنا ثابت بل كل شيء يتغير ما عدا الرب الذي هو ثابت في محبته وفي مشاعره وفي خدمته لأجلنا.
تأمل: الأب المحب
(عبرانيين ١٢)
"لأنَّ الّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يؤَدِّبُهُ، ويَجلِدُ كُلَّ ابنٍ يَقبَلُهُ" (عب ١٢: ٦).
يتخذ المؤمن أحد ثلاث طرق تجاه تأديب الرب له: الطريق الأول يحتقر التأديب أي يستهين به ولا يأتي منكسرًا أمام الرب. الطريق الثاني هو أن يخور إذا وبخه الرب فترخى يديه ويفشل. أما الطريق الثالث "فيتدرب به". وهذا هو الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعه المؤمن.
يجب أن نتذكر محبة الرب من وراء كل تجربة، فاليد التي تمتد بالتأديب إنما يحركها القلب المحب، فكيف أحتقر المحبة الكاملة التي تفعل ما لخيري؟ كما يجب أن نتذكر أن الله يعاملنا في التجربة كبنين ويدربنا لكي نعرف حقيقة ذواتنا، ولكي نشترك في قداسته. ولنتذكر قصة أيوب وكيف دربه حتى وصل إلى حقيقة نفسه وصرخ: "بسَمعِ الأُذُنِ قد سمِعتُ عنكَ، والآنَ رأتكَ عَيني. لذلكَ أرفُضُ وأندَمُ في التُّرابِ والرَّمادِ" (أي ٤٢: ٥، ٦).