الرسائل اليومية
تأمل: من يقدر أن يغفر خطايا؟
مرقس ٢
من أكثر الأمور التي أثارت ثائرة رجال الدين ورؤساء اليهود ضد السيد المسيح، هو سلطانه على مغفرة الخطايا (ع٧). كان اعتقادهم السائد والأكيد أن الله وحده له هذا السلطان. فاعتبروا الرب يسوع مجدفًا لأنه يغفر الخطايا ويشبه نفسه بالله؟ فكانوا يرفضون تعاليم ربنا يسوع المسيح وأفعاله التي تشير إلى كونه المسيا المنتظر.
كثيرًا ما نرتكب نحن مثل هذه الأخطاء حين ننكر عمل الله فينا، أو نحاول تفسيره بطريقة مخالفة. فنحن كثيرًا ما نغلق عيوننا عن أن ترى ما لا يوافق تفكيرنا أو خطتنا في العمل. لابد أن نكون مستعدين دائمًا لقبول مشيئة الله حتى وإن كانت غير متوقعة بالنسبة لنا، وأن نمجد الرب على أفعاله العظيمة التي يفعلها وسط شعبه.
نشكرك يا الله من أجل نعمة الغفران التي تمنحها لنا ونعمة الشفاء. اجعلنا دائمًا متقبلين لمشيئتك وطرقك في حياتنا، حتى وإن بدت غريبة علينا وغير متوقعة.
تأمل: تدبير العناية الإلهية
٢صموئيل ١٧
طلب داود من الرب قائلًا "حَمِّقْ يا رَبُّ مَشورَةَ أخيتوفلَ" (٢صم ١٥: ٣١)، فاستجابه الله وحمقها بمشورة حوشاي الأركي (٢صم ١٧: ١٤)، إذ شهد أبشالوم ومن معه بأن مشورة حوشاي أحسن من مشورة أخيتوفل. مع أن الرب نفسه شهد بأن مشورة أخيتوفل هي الأصلح (ع١٤). وحدث ذلك لكي ينزل الرب الشر بأبشالوم لكل يخلص داود.
دبرت العناية الإلهية أناسًا رفعوا روح داود المعنوية:
- إتاي الجتي (١٥: ٢١ )
- صادوق وأبياثار الكاهنين، يرسلان له رسالة من الرب عن طريق أخميعص ويوناثان ابنيهما (١٥: ٣٦)
- امرأة رجل من بحوريم أخفت ابنيهما داخل بئر بمنزلها (ع١٦-٢٠)
- رجالًا أغاثوا داود ورجاله، وقدموا له الفرش والطعام (ع٢٧-٢٩)
نمجدك يا رب لأجل عنايتك ومن أجل كل ما ترتبه لنجاة أتقيائك. آمين.
تأمل: أعدوا طريق الرب
مرقس ١ : ١-٢٠
يريد مرقس الرسول في بشارته أن يؤكد شخصية ربنا يسوع المسيح فبدأ بالنبوة عن يوحنا المعمدان الذي جاء ليهيء الطريق أمامه (ع٢). وشهادته عنه وكرازته قائلًا: يأتي بعدي من هو أقوى مني .. (ع٧).
كان هذا هو الاستعداد لقدوم ربنا يسوع المسيح ، ولكنه ماذا يعني لنا اليوم؟ يوحنا المعمدان لخصه في عبارة بسيطة: "فاصنَعوا أثمارًا تليقُ بالتَّوْبَةِ" (لو ٨:٣)، وهنا يقول مرقس الرسول "كانَ يوحَنا يُعَمِّدُ في البَرّيَّةِ ويَكرِزُ بمَعموديَّةِ التَّوْبَةِ لمَغفِرَةِ الخطايا." (ع٤).
عندما يدخل الرب يسوع إلى حياتنا، هناك أمور كثيرة ينبغي أن تتغير وتتخذ مسلكًا جديدًا. الأمور القديمة ينبغي أن تفسح مكانًا للجديد.
يعوزنا أن نكون مثل الآنية الجديدة المعدة لاستقبال ربنا يسوع المسيح تاركين أعمال الماضي وظلمته.
أشكرك ربي يا من أتيت إلى حياتي وقلبي. منحتني نورًا وغفرانًا لخطاياي. أجعلني أهلًا لهذه الحياة الجديدة التي فيك، لأحيا كلمتك: "إذًا إنْ كانَ أحَدٌ في المَسيحِ فهو خَليقَةٌ جديدَةٌ: الأشياءُ العتِيقَةُ قد مَضَتْ، هوذا الكُلُّ قد صارَ جديدًا." (٢كو٥: ١٧)
تأمل: سلِّموا بَعضُكُمْ علَى بَعضٍ
رومية ١٦
في ختام رسالته لأهل رومية، يرسل الرسول بولس سلامه لكثير من الإخوة والأخوات الذين خدموا معه (ع٣،٤) ، ساعدوه (ع٢)، رحبوا به (ع٥)، تعبوا من أجله (ع٦)، سُجنوا معه (ع٧)، وآخرون كانوا عونًا له في مواقف مختلفة، فكانوا مصدر تشجيع له في الأوقات الصعبة، وراحة في أوقات التعب والجهد.
لم ينس الرسول بولس تأثير كل هؤلاء وغيرهم في نجاح خدمته وامتداد رسالته، لم ينس محبتهم وتعضيدهم المستمر له عبر الأيام، لكنه أيضًا ينبهنا لهؤلاء الذين يصنعون الشقاقات والعثرات (ع١٧)، الذين يبحثون فقط عن مصلحتهم فيخدعون البسطاء بكلام معسول (ع١٨) لأنه ما أخطر وجود مثل هؤلاء في جسد المسيح، وهو ماعانى منه الرسول بولس في كنيسة كورنثوس (٢كو١٢: ٢٠).
فليحفظنا الله من كل تحزبات وشقاقات ولنتحد معًا بنفس واحدة في المحبة والخدمة وفي طاعة ربنا يسوع المسيح، ولنسلم على بعضنا البعض بقبلة مقدسة (ع١٦).