الرسائل اليومية
تأمل: لمسة الإيمان
مرقس ٥ : ٢١-٤٣
في مواقف كثيرة رأينا الرب يسوع يمد يده ويلمس المرضى فيشفيهم، لمس الأبرص فطهُر في الحال (١: ٤١)، لمس الأعمى فأبصر (يوحنا ٩: ٦)، لمس النعش فوقف الحاملون فأقام بكلمة ابن أرملة نايين من الموت (لوقا ٧: ١٤) ...
لكن في هذه القصة نجد أن المرأة نازفة الدم هي التي لمست ثوبه قائلة: «إنْ مَسَستُ ولَوْ ثيابَهُ شُفيتُ»(ع٢٨). يا له من إيمان عظيم حتى أن الرب يسوع قال لها: «يا ابنَةُ، إيمانُكِ قد شَفاكِ» (ع٣٤).
يارب، هبني هذا الإيمان الذي يثق في محبتك وفي صلاحك، ساعدني أن أثق في سلطانك وفي جودك، لكي أقبل بتواضع وبشكر كل ما تصنعه في حياتي.
تأمل: التحرير من العبودية
مرقس ٥: ١-٢٠
الحرية والديمقراطية هي أكثر ما يطالب به ويحرص عليه إنسان العصر الحديث. ومع ذلك فهناك ملايين البشر يعانون تحت وطأة العبودية في حياتهم الخاصة من المسكرات والمخدرات، الخوف من المجهول، الوقوع فريسة للعادات المدمرة، هذه كلها أنواع شرسة من العبودية. في قراءة اليوم نرى كيف أنقذ الرب يسوع إنسانًا من العبودية القاسية.
كان ذلك الإنسان خطرًا على نفسه وعلى الآخرين أيضًا (ع٤)، كان يُجرح نفسه بالحجارة (ع٥)، فكان أكبر دليل على مقدار العبودية التي يفرضها الشيطان على الإنسان. لكن السيد المسيح أشفق على هذا الإنسان المسكين وانتهر الأرواح النجسة، ففارقته في الحال.
لنتأمل قول الرسول يوحنا: "مَنْ يَفعَلُ الخَطيَّةَ فهو مِنْ إبليسَ، لأنَّ إبليسَ مِنَ البَدءِ يُخطِئُ. لأجلِ هذا أُظهِرَ ابنُ اللهِ لكَيْ يَنقُضَ أعمالَ إبليسَ. كُلُّ مَنْ هو مَوْلودٌ مِنَ اللهِ لا يَفعَلُ خَطيَّةً، لأنَّ زَرعَهُ يَثبُتُ فيهِ، ولا يستطيعُ أنْ يُخطِئَ لأنَّهُ مَوْلودٌ مِنَ الله."(يوحَنا الأولَى٥ :٨-٩)
يارب أصلي أن تحررني من عبودية أبليس، فأنت من قلت "فإنْ حَرَّرَكُمْ الِابنُ فبالحَقيقَةِ تكونونَ أحرارًا" (يوحنا ٨: ٣٦)
تأمل: ما بالُكُمْ خائفينَ هكذا؟
مرقس ٤: ٢١-٤١
«يا مُعَلِّمُ، أما يَهُمُّكَ أنَّنا نَهلِكُ؟» صرخة خرجت من التلاميذ للسيد المسيح متهمين إياه بعدم اهتمامه بما يجرى لهم، وبعدم درايته بالمخاطر التي تحيط بهم! اتهام رهيب وظالم، فكيف يتهموا من جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك! (لوقا ١٩: ١٠).
في الواقع كثيرًا ما نفعل مثل التلاميذ، فعندما نمر بتجارب أو ضيقات ربما يدور في أذهاننا أن الله لا يهتم بنا، وبأنه لا يتدخل أو أنه لا يدري بما نمر به، وهو الذي قال عنه النبي إشعياء "في كُلِّ ضيقِهِمْ تضايَقَ، ومَلاكُ حَضرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بمَحَبَّتِهِ ورأفَتِهِ هو فكَّهُمْ ورَفَعَهُمْ وحَمَلهُمْ كُلَّ الأيّامِ القَديمَةِ." (إشعياء ٦٣: ٩) وهو المكتوب عنه "لأنْ ليس لنا رَئيسُ كهَنَةٍ غَيرُ قادِرٍ أنْ يَرثيَ لضَعَفاتِنا، بل مُجَرَّبٌ في كُلِّ شَيءٍ مِثلُنا، بلا خَطيَّةٍ. فلنَتَقَدَّمْ بثِقَةٍ إلَى عَرشِ النِّعمَةِ لكَيْ نَنالَ رَحمَةً ونَجِدَ نِعمَةً عَوْنًا في حينِهِ." (عبرانيين ٤: ١٥، ١٦)
في وسط الخوف والقلق، يأتي الرب يسوع سائلًا: "ما بالُكُمْ خائفينَ هكذا؟"
يارب ساعدني أن أثق في رعايتك لي، وأؤمن بسلطانك وبقدرتك على إيقاف الريح وإسكات العواصف مهما كانت شديدة حولي، وأدرك أنك معي كل الأيام وإلى انقضاء الدهر. (متى ٢٨: ٢٠)