الرسائل اليومية

تأمل: اسمَعوا!
أعمال ١:٧-١٩


"استفانوس" هو أحد الرجال السبعة الذين تم اختيارهم (٦: ٥) لكي يقوموا بخدمة "موائد" (٦: ٢)، أي مسئولية خدمة الفقراء وخاصة الأرامل (٦: ٢).
تخيل معي هذا الرجل البسيط يقف أمام رؤساء الكهنة ومعلمي اليهود. ومن خلال الكتب المقدسة "التوراة،" يفسر التسلسل التاريخي لتعاملات الله مع آبائهم: إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ثم قصة يوسف، وآخيرًا موسى النبي العظيم الذي أتاهم بشريعة الله. كل ذلك ليثبت لهم أنهم مثل آبائهم، دائمًا يقاومون الروح القدس ويضطهدون الأنبياء ولا يحفظون شريعة الله (أعمال ٧: ٥١-٥٣). رجل من عامة الشعب يواجه بمفرده رؤساء الكهنة معلنًا الحق دون أن يهابهم! ولكي نعرف سر قوة استفانوس وجرأته لا بد أن نقرأ ما قاله عنه الوحي: "رَجُلًا مَملوًّا مِنَ الإيمانِ والرّوحِ القُدُسِ" (٦: ٥)، وكان "يَصنَعُ عَجائبَ وآياتٍ عظيمَةً في الشَّعبِ" (٦: 8) حتى أنهم "لَمْ يَقدِروا أنْ يُقاوِموا الحِكمَةَ والرّوحَ الّذي كانَ يتَكلَّمُ بهِ (٦: ١٠). ويتضح من كلام استفانوس أنه كان قريبًا من كلمة الله يقرأها ويفهمها باستنارة الروح القدس، فصار يشرح لهم من الكتب المقدسة ما لا يستطيعون هم كمعلمين للشريعة أن يفهموه! ومن هنا يتضح أن قوة استفانوس تكمن في إيمانه، وفي امتلائه من الروح القدس، وكذلك في فهمه للكتاب المقدس.
لتكن صلاتنا اليوم: يا رب زد إيماني واملأني بروحك القدوس وأنر ذهني وقلبي بكلمتك المقدسة، حتى أسلك بالحق وأحيا باستقامة شاهدًا عنك. آمين

شارك الرسالة

تأمل: أمّا أنا فاتَّبَعتُ تمامًا الرَّبَّ إلهي
يشوع ١٣-١٤


كالب بن يفنة هو الشخص الوحيد الذي رافق يشوع في الدخول لأرض الموعد من الجيل الذي خرج من أرض مصر. كل الشعب الذي صعد مع موسى من أرض العبودية قد مات في البرية وحُرم من دخول الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا، لأنهم تمردوا على الرب، وشكوا في قدرته، وتذمروا على موسى وهارون وقالوا: "لَيتَنا مُتنا في أرضِ مِصرَ، أو لَيتَنا مُتنا في هذا القَفرِ!" (عدد ١٤: ٢). فكان أمر الرب: "لن يَرَوْا الأرضَ الّتي حَلَفتُ لآبائهِمْ. وجميعُ الّذينَ أهانوني لا يَرَوْنَها" (عدد ١٤: ٢٣). ولكن كان وعده لكالب مختلفًا تمامًا: "وأمّا عَبدي كالِبُ فمِنْ أجلِ أنَّهُ كانتْ معهُ روحٌ أُخرَى، وقَدِ اتَّبَعَني تمامًا، أُدخِلُهُ إلَى الأرضِ الّتي ذَهَبَ إليها، وزَرعُهُ يَرِثُها" (عدد ١٤: ٢٤).
آمن كالب بالرب وبقدرته و"اتبعه تمامًا" فكانت له المكافأة. وها هو كالب يأتي إلى يشوع، بعد مرور خمس وأربعين سنة على هذا الوعد، طالبًا منه أن يأذن له ليذهب ويحارب العناقيين والمدن المحصنة وهو ابن ٨٥ سنة ليمتلك ما وعده به الرب! قائلًا: "فلَمْ أزَلِ اليومَ مُتَشَدِّدًا كما في يومَ أرسَلَني موسَى. كما كانتْ قوَّتي حينَئذٍ، هكذا قوَّتي الآنَ للحَربِ ولِلخُروجِ ولِلدُّخول" (يشوع ١٤: ١١). كان سر قوة كالب على تحقيق الوعد أنه "اتبع الرب تمامًا." فعندما نتبع الرب بكل قلوبنا بإيمان واثق وبسلوك يرضيه، يصنع بنا الرب إرادته ومشيئته الصالحة فلا نخور في الطريق مهما كانت الصعاب والتحديات. كل ما علينا أن نفعله هو أن نطيع ما أمر به "إنْ أرادَ أحَدٌ أنْ يأتيَ ورائي فليُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ ويَتبَعني" (متى ١٦: ٢٤). يا رب ساعدني أن اتبعك تمامًا بكل قلبي. آمين

شارك الرسالة

تأمل: يَنبَغي أنْ يُطاعَ اللهُ
أعمال ١٧:٥-٤٢


كثيرًا ما نتعرض لمفترق طرق، إذ يتحتم علينا أن نختار ما بين طاعة الله أو إرضاء الناس. وربما نحاول أن نمسك العصا من المنتصف، آملين أن نحصل على الأمرين معًا. بينما تعليم الكتاب المقدس يوضح لنا أن طاعة الله تعني السباحة ضد التيار، فمبادئ العالم لا تتفق مع وصايا الله، وقيم العالم لا تتسق مع تعليم الكتاب المقدس. ونرى التلاميذ في هذا الأصحاح يصرون على طاعة الله رغم جدية وخطورة التهديد من قبل رؤساء الكهنة، حتى إنهم كانوا مُعرضين للقتل (ع ٣٣) وجُلدوا (ع ٤٠)، "وأمّا هُم فذَهَبوا فرِحينَ مِنْ أمامِ المَجمَعِ، لأنَّهُمْ حُسِبوا مُستأهِلينَ أنْ يُهانوا مِنْ أجلِ اسمِهِ" (ع ٤١).
كان الاختيار لديهم واضحًا ومحسومًا، مرتكزًا على حقيقة غير قابلة للنقاش أو المساومة، وهي أنه: " يَنبَغي أنْ يُطاعَ اللهُ أكثَرَ مِنَ النّاسِ." يقول الرسول بولس: "أفأستَعطِفُ الآنَ النّاسَ أمِ اللهَ؟ أم أطلُبُ أنْ أُرضيَ النّاسَ؟ فلو كُنتُ بَعدُ أُرضي النّاسَ، لَمْ أكُنْ عَبدًا للمَسيحِ." (غلاطية ١: ١٠). واليوم لنسأل أنفسنا: من نسعى لإرضائه في كل قرارتنا؟ وماذا نختار، طاعة الله أم إرضاء الناس؟

شارك الرسالة

شارك الرسالة