الرسائل اليومية
تأمل: الخلاص للجميع
مرقس ٧: ١٤-٣٧
في هذا الجزء نرى مشهدًا لم نعتاد عليه من السيد المسيح، نراه يقول للمرأة الفينيقة كلمات تبدو قاسية: «دَعي البَنينَ أوَّلًا يَشبَعونَ، لأنَّهُ ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ». (ع٢٧).
وهنا نجد كثير من الأسئلة تدور في أذهاننا:
- هل قال ذلك ليؤكد أنه جاء أولاً لخاصته «لَمْ أُرسَلْ إلّا إلَى خِرافِ بَيتِ إسرائيلَ الضّالَّةِ» (متى ١٥: ٢٤)؟
- هل ليختبر إيمانها؟
- هل ليوضح للجموع أنه أتى ليخلص كل العالم من يهود وأمم؟
يبدو لنا من الحوار أن نبرة الرب يسوع لم تكن فيها علامات القسوة أو الغضب إذ نجد أن المرأة تجيب: «نَعَمْ، يا سيِّدُ! والكِلابُ أيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الّذي يَسقُطُ مِنْ مائدَةِ أربابِها!» (ع٢٧).
لقد أراد الرب يسوع بهذا الحوار أن يعلن للجميع حقيقة هامة: أنه لم يأتي لليهود فقط بل لأجل جميع البشر، وامتدح المرأة من أجل إيمانها (ع٢٨).
نشكرك يا الله لأنك أتيت من أجل خلاص جميع البشر. يا رب اجعل البشارة المفرحة تصل إلى الجميع ليعرفوا أنك المخلص الوحيد.
تأمل: القلب الطاهر
مرقس ٧: ١-١٣
لا شك أن نظافة اليدين وتطهير وتعقيم الأدوات التي نستخدمها هي من الأمور الهامة للحفاظ على صحتنا الجسدية وللوقاية من الأمراض.
ومن المؤكد أن الرب يسوع لم يكن يعارض هذا الأمر أو ينفي أهميته لكنه يحذرنا من أمرين مهمين:
- يحذرنا من أن تكون عبادتنا ظاهرية، لإرضاء الذات أو لإعطاء انطباع خادع لمن حولنا، فنعبد الله بالشفاه فقط بينما قلبنا مبتعد عنه (ع٦)
- يحذرنا من أن يكون كل اهتمامنا هو نظافة وطهارة الجسد فقط دون الأهتمام بما هو أهم وأعظم وهو طهارة الروح ونقاء القلب.
لنصل مع داود:
'اِرحَمني يا اللهُ حَسَبَ رَحمَتِكَ. حَسَبَ كثرَةِ رأفَتِكَ امحُ مَعاصيَّ. اغسِلني كثيرًا مِنْ إثمي، ومِنْ خَطيَّتي طَهِّرني..... قَلبًا نَقيًّا اخلُقْ فيَّ يا اللهُ، وروحًا مُستَقيمًا جَدِّدْ في داخِلي. ' (مزمور ٥١: ١، ٢، ١٠)
تأمل: طلب الحكمة
١ملوك ٣
عندما اختار الله سليمان وارثًا لعرش داود، اختار الابن الذي أعده ليكون ملكًا عظيمًا. ملكًا ابن ملك، نال قسطًا وافرًا من التعليم على يد ناثان النبي، واسع الإطلاع جدًا، من أعظم أدباء عصره سواء في كتابة النثر أو الشعر، كانت لديه الاستعدادات والمهارات التي تؤهله للجلوس على العرش.
لأنه كان متواضعًا، يعرف حجم المسئولية التي ألقيت على عاتقه. ومع أن أباه رأى فيه الحكمة من البدء (١ملوك ٢: ٩)، لكن سليمان أقر أمام الله بأنه تعوزه الحكمة، بل كانت هي مطلبه الوحيد (١ملوك ٣: ٧-٩).
لم يطلب سليمان الغنى والعظمة أو الانتصار على أعدائه وهي كلها طلبات مشروعة لملوك هذا الوقت، لكنه طلب الحكمة، ليس لأجل صيته ومجده الشخصي بل لكي يحكم الشعب (ع٩). استحسن الرب هذه الطلبة، فأعطاه ما طلبه وما لم يطلبه (ع١٠-١٣). ونرى في هذا الإصحاح حكمة سليمان في المواقف والقضايا الصعبة، مما جعل الشعب يهابه "لأنَّهُمْ رأوا حِكمَةَ اللهِ فيهِ لإجراءِ الحُكمِ." (ع٢٨). ونحن أيضًا نحتاج هذه الحكمة "وإنَّما إنْ كانَ أحَدُكُمْ تُعوِزُهُ حِكمَةٌ، فليَطلُبْ مِنَ اللهِ الّذي يُعطي الجميعَ بسَخاءٍ ولا يُعَيِّرُ، فسيُعطَى لهُ." (يعقوب ١: ٥)
تأمل: بسبب عدم إيمانهم
مرقس ٦: ١-٢٩
«ليس نَبيٌّ بلا كرامَةٍ إلّا في وطَنِهِ وبَينَ أقرِبائهِ وفي بَيتِهِ». كان هذا المثل شائعًا في أيام الرب يسوع، وكان هو بنفسه أوضح مثالاً على ذلك. فإن كلماته القوية وتعاليمه لم تلق الاهتمام الكافي بين خاصته وأهله، ربما لمعرفتهم به وبأسرته البسيطة ومهنته المتواضعة (ع٣) مما جعل توقعاتهم محدودة في هذا الإطار، ولم يدركوا مهمته الكبرى أو عظمة رسالته.
ونحن كثيرًا ما نفكر أيضاً بهذه الطريقة، قلما ندرك الله العامل فينا وفي المجتمع الذي نعيش فيه، أو في الوظيفة أو في البيت أو في الكنيسة لأننا ربما نحكم على الأمور بمنظور ومقاييس العالم التي تتسم بالسطحية وتحكم حسب الظاهر. يضع الرب يسوع يده على أصل الداء (ع٥، ٦) وهو "عدم إيمانهم" لأن الإيمان الضعيف يُرجى منه القليل حتى أن الرب يسوع لم يقدر أن يعمل هناك ولا معجزة واحدة بسبب عدم إيمانهم.
اللهم أعن ضعف إيماني، ثبتني يا رب في محبتك، قوي رجائي فيك فأنمو في كل معرفة وأزداد في كل عمل صالح.