الرسائل اليومية

تأمل: صارَ خَوْفٌ عظيمٌ
أعمال ١:٥-١٦


لا بد أن المؤمنين في الكنيسة الأولى قد سمعوا من الرسل عما أوصى به الرب يسوع قائلًا: "لا تخَفْ، أيُّها القَطيعُ الصَّغيرُ، لأنَّ أباكُمْ قد سُرَّ أنْ يُعطيَكُمُ الملكوتَ. بيعوا ما لكُمْ وأعطوا صَدَقَةً. اِعمَلوا لكُمْ أكياسًا لا تفنَى وكنزًا لا يَنفَدُ في السماواتِ، حَيثُ لا يَقرَبُ سارِقٌ ولا يُبلي سوسٌ" (لوقا ١٢: ٣٢-٣٣). فباعوا ممتلكاتهم، وآتوا بثمنها إلى الرسل حتى يعطوا المحتاجين والمعوزين، حتى لم يصبح بينهم محتاجًا (٤: ٣٤-٣٧). 
لكننا نرى في هذا الأصحاح عقابًا إلهيًا فوريًا لزوجين (حنانيا وسفيرة) ادّعوا كذبًا أن ما قدموه للرسل هو مقابل بيع حقلهم، بينما قد اختلسا منه جزءًا. وهنا تكمن خطورة ما فعلوه:
عندما نظروا إلى المال لم يستطيعوا أن يتخلوا عنه، فقد أحبوا المال أكثر من الرب.
أرادوا أن يدّعوا الكرم، وأن يحظوا بإعجاب الرسل وكلمات الإشادة، وكأن الله لا يراهم.
لقد كذبوا (ع ٤،٣) ليخدعوا الرسل والمؤمنين.
إن أصعب ما فعلوه، في الحقيقة، هو أنهم كذبوا على الله (ع ٤و٩) 
يا رب احمني من أن أصبح مرائي، أدّعي ما لا أحياه أو أفعله، حتى أحصل على إشادة الناس ومدحهم، بينما قلبي وفكري مبتعد عنك. "عَلِّمني يا رَبُّ طريقَكَ. أسلُكْ في حَقِّكَ. وحِّدْ قَلبي لخَوْفِ اسمِكَ." (مزمور ٨٦: ١١)

شارك الرسالة

تأمل: مُجاهَرَةَ بُطرُسَ ويوحَنا
أعمال ١:٤-٢٢


لم تمضِ إلا أسابيع قليلة على أحداث الصلب، التي رأينا فيها موقف التلاميذ عندما تم القبض على الرب يسوع في بستان جثسيماني. فجميعهم هربوا، وأحدهم ترك ثوبه وهرب عريانًا (مرقس ٥٠:١٤-٥٢). ووقف بطرس من بعيد يراقب، وعندما واجهته "جارية" أنكر وحلف ولعن: «إنّي لا أعرِفُ هذا الرَّجُلَ الّذي تقولونَ عنهُ!» (مرقس ٧١:١٤).
ثم نقرأ في هذا الأصحاح كيف وقف بطرس ويوحنا أمام رؤساء الكهنة وشيوخ إسرائيل يتكلم بكل مجاهرة إنه "ليس بأحَدٍ غَيرِهِ الخَلاصُ. لأنْ ليس اسمٌ آخَرُ تحتَ السماءِ، قد أُعطيَ بَينَ النّاسِ، بهِ يَنبَغي أنْ نَخلُصَ" (ع ١٢).
ماذا حدث لبطرس خلال تلك الأسابيع القليلة ليتحول من شخص خائف بل ومرتعب أمام جارية، إلى شخص آخر يقف أمام الآلاف متهمًا إياهم بصلبه وقتله (أعمال الرسل ٢٣:٢)، ويقف أمام رؤساء الشعب مجاهرًا أن الرب يسوع الذي صلبوه أقامه الله من الأموات (ع ١٠)؟
تحول ١٨٠ درجة حدث في حياة التلاميذ عندما امتلئوا من الروح القدس. فيقول الرسول بطرس:" لأنَّنا نَحنُ لا يُمكِنُنا أنْ لا نَتَكلَّمَ بما رأينا وسَمِعنا" (ع٢٠). ويوصينا في رسالته: "إنْ عُيِّرتُمْ باسمِ المَسيحِ، فطوبَى لكُمْ، لأنَّ روحَ المَجدِ واللهِ يَحِلُّ علَيكُمْ." 
يا رب املأني بروحك القدوس لكي أشهد عن محبتك وخلاصك. وامنحني قوة حتى أخبر الآخرين بكم صنعت بي ورحمتني. آمين.

شارك الرسالة

تأمل: تقَدَّسوا للغَدِ
يشوع ٧-٨


إن الانتصار العظيم لا يضمن استمرار الانتصارات، بل ربما يتبعه انكسار رهيب.
هذا ما نقرأه في يشوع ٧، فبعدما انتصر الشعب على المدينة الحصينة أريحا وسقطت أسوارها وكل ما فيها، نراهم في حالة انكسار وهزيمة أمام مدينة عاي الصغيرة!
فكر الشعب أن مدينة مثل عاي ستكون لقمة سائغة (يشوع ٧: ٣)، وكأنهم ظنوا أنهم هم من انتصروا بقوتهم على أريحا. لكن السبب الأكبر للهزيمة القاسية هو الاستهتار بالخطية وعدم طاعة الله ووصاياه كما أمرهم. فنجد أن خطية شخص واحد وأسرته تتسبب في هزيمة لشعب بأكمله. الله لا يتهاون مع الخطية بل ويفضحها، "في وسَطِكَ حَرامٌ يا إسرائيلُ" (يشوع ٧: ١٣)، لذا أمر الشعب كله قائلًا: "تقدسوا للغد." رسالة الله لنا اليوم أن نتقدس. أي أننا نحتاج أن نفحص ذواتنا ونمتحن أفكارنا لنتوب عن كل فكر أو فعل لا يرضيه. و"إنِ اعتَرَفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادِلٌ، حتَّى يَغفِرَ لنا خطايانا ويُطَهِّرَنا مِنْ كُلِّ إثمٍ" (يوحنا الأولى ١: ٩). "فإذْ لنا هذِهِ المَواعيدُ أيُّها الأحِبّاءُ لنُطَهِّرْ ذَواتِنا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الجَسَدِ والرّوحِ، مُكَمِّلينَ القَداسَةَ في خَوْفِ اللهِ" (كورنثوس الثانية ٧: ١).

شارك الرسالة

تأمل: هذِهِ الحِجارَةُ تذكارًا
يشوع ٣: ١ – ٥: ١


اعتدنا جميعًا أن نلتقط الكثير من الصور بأجهزتنا المحمولة في المناسبات السعيدة والرحلات الصيفية والتجمعات العائلية، ونطلق عليها "صورًا تذكارية" لكي نتذكر تلك اللحظات المبهجة والأحداث السارة. ونرى في الكتاب المقدس الكثير من هذه اللقطات التذكارية، ولكن باستخدام وسائل مختلفة لأهداف مختلفة. فنرى يعقوب ينصب حجرًا ويدعو المكان "بيت إيل" (تكوين ٢٨: ١٨-١٩) ليتذكر رعاية الله له وهو هارب من وجه أخيه عيسو. كما نرى صموئيل ينصب حجرًا ويطلق عليه "حجر المعونة" ليتذكر الشعب كيف أعانهم الله ونصرهم على أعدائهم، عندما رجعوا بكل قلوبهم إلى الله وعبدوه وحده (صموئيل الأول ٧: ١٢).
ويأمر الله شعبه بعد عبورهم نهر الأردن أن ينصبوا ١٢ حجرًا في وسط النهر، لتكون علامة لهم ولبنيهم وتذكارًا إلى الدهر (٤: ٧) ليتذكروا رعاية الله وقدرته الفائقة من خلال حضوره في وسطهم. واليوم ما هي "الأحجار" التي نتذكر من خلالها تعاملات الله في حياتنا الشخصية؟ ما هي المواقف والأحداث التي مررنا بها وأختبرنا محبة الله ورحمته وقدرته؟ 
يا رب أشكرك لأجل معونتك ورعايتك لنا كل أيام حياتنا. إذ نستطيع أن نقول مع المرنم: "أيضًا كُنتُ فتىً وقَدْ شِختُ، ولَمْ أرَ صِدّيقًا تُخُلّيَ عنهُ، ولا ذُرّيَّةً لهُ تلتَمِسُ خُبزًا" (مزمور ٣٧: ٢٥).

شارك الرسالة