الرسائل اليومية

شارك الرسالة

تأمل: مواجهة التجربة
متى ٢٦: ٢٦-٤٦


"يا أبَتاهُ، إنْ أمكَنَ فلتَعبُرْ عَنّي هذِهِ الكأسُ، ولكن ليس كما أُريدُ أنا بل كما تُريدُ أنتَ" (ع ٣٩)
صلاة الرب في البستان لأجل أن تعبر عنه الكأس تعلِّمنا دروسًا عن كيفية مواجهة التجارب. فلقد واجه الرب التجربة مصليًا بأشد لجاجة، والتلاميذ واجهوا التجربة نيامًا! لهذا كان هناك تباين في ردود الأفعال بين هدوء الرب وبين خوار التلاميذ.
الرب صلَّى بتسليم: "ليس كما أُريدُ أنا بل كما تُريدُ أنتَ" (ع ٣٩). وصلَّى مُستقبِلاً معونات السماء، فكإنسان يقول البشير لوقا: "وظَهَرَ لهُ مَلاكٌ مِنَ السماءِ يُقَوّيهِ" (لوقا ٢٢: ٤٣). وهكذا يكون العون في حينه من نصيب المُجرَّب وهو متقدم بثقة أمام عرش النعمة (عبرانيين ٤: ١٦).
كأس آلام الصليب ومرارة التجربة لم تسلب الرب فرحه بالعلاقة مع الآب، ولم تثبِّط عزيمته على تحقيق مشيئته، مثلما يحدث مع البعض. إن الحياة تتوقف عندهم مع خسارة معينة أو مرارة كأس أيًا كان نوعها، لكن يقول الكتاب عن الرب: "ثُمَّ سبَّحوا وخرجوا إلَى جَبَلِ الزَّيتونِ" (ع ٣٠)؛ وقال للتلاميذ: "قوموا نَنطَلِقْ! هوذا الّذي يُسَلِّمُني قد اقتَرَبَ!" (ع ٤٦). فمن الممكن أن تتحول المرارة إلى ترنيمات، والخوف من التجربة إلى تسليم برضا لمشيئة الآب السماوي. ليس فقط بعد الخروج من التجربة، لكن أثناءها، حيث نختبر القول: "مؤتي الأغانيِّ في اللَّيلِ" (أيوب ٣٥: ١٠). 

شارك الرسالة

شارك الرسالة

تأمل: سكب قارورة الطيب
متى ٢٦: ١-٢٥


ستظل قصة مريم مشجعة لنكرّس قلوبنا للرب الذي يستحق كل غالٍ ونفيس. فقدمت مريم قارورة طيب، ذكر عنها الوحي المقدس أوصافًا كثيرة: ناردين خالص كثير الثمن (ع ٧؛ مرقس ١٤: ٣). ولم تعتبر ما قدمته إتلافًا، مثلما ظن بعض التلاميذ (ع ٨).
تكريس مريم تدرج من مجرد الجلوس عند قدمي السيد المسيح تسمع كلامه (لوقا ١٠: ٣٩)، إلى السقوط عند قدميه بدموع أثناء تجربة مرض وموت أخيها لعازر (يوحنا ١١: ٣٢)، إلى سكب قارورة الطيب على رأسه. والكتاب يقول في موضع آخر أنها كسرت قارورة الطيب (مرقس ١٤: ٣)، وذلك لكي لا تحتفظ بطيب لآخر بعد الرب، إذ اختارته النصيب الصالح. وقد كانت الفتيات وقتها يحتفظن بالأطياب ليوم عرسهن.
لم تدافع مريم عن نفسها أمام المنتقدين، لكن الرب دافع عنها وقال: "إنها عملت بي عملًا حسنًا." أيضًا قال: "فعلت ذلك لأجل تكفيني." وهي قد سبقت المريمات اللاتي حاولن تطييب جسد يسوع في القبر، لكنهن جاءوا ووجدوا المسيح قد قام.
ما فعلته مريم كان له تأثير على كل من كان في البيت، فامتلأ البيت من رائحة الطيب (يوحنا ١٢: ٣)، ويمتد تأثيره طول الزمان، حيث مع انتشار الإنجيل يعرف العالم قصة مريم وما فعلته للرب، وبالتأكيد ستكون له مكافئة أمام كرسى المسيح.

شارك الرسالة