الرسائل اليومية

تأمل: أنا وبيتي
يشوع ٢٣-٢٤


"وأما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يشوع ٢٤: ١٥).
بقراءة الجزء الذي وردت فيه هذه العبارة، نجد أن يشوع يضع أمام الشعب الخيارات: "اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون." ولم يربط نفسه بقرار الآخرين، لكنه كان قد اتخذ قراره له ولبيته بأنه سيعبد الرب. وهذه العبارة المأثورة تؤكد ما قاله الكتاب في أماكن كثيرة، مثل: خلاص بيت نوح بالفلك (بطرس الثانية ٢: ٥)، وخلاص بيت سجان فيلبي (أعمال ١٦: ٣١-٣٤). وهذا يؤكد مسؤوليتنا تجاه خلاص أهل البيت. صحيح أن الرب هو الذي يخلص، لكن توجهات الأولاد تجاه العلاقة مع الرب والتكريس له تستمد جذورها من الأسرة، وهذا يعمق مسؤولية الآباء تجاه قيادة بيوتهم روحيًا في العلاقة مع الرب وعبادته. جميل أن نرتبط كعائلات بالكنيسة للعبادة الجماعية، ويكون جميع أفراد الأسرة ملتزمين بحضور الكنائس للعبادة، "غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة" (عبرانيين ١٠: ٢٥). وتكون طرق بيت الرب في قلوبنا (مزمور ٨٤: ٥).  

شارك الرسالة

تأمل: طلبة عكسة
قضاة ١


"أعطني.. لأنك أعطيتني" (ع ١٥)
عكسه بنت كالب، الذي في يوم من الأيام كان يطلب من يشوع المزيد من الأرض ليمتلكها، وكان عمره ٨٥ سنة وهو يقول: لم تزل قوتي كما كانت حين كان عمري ٤٥ سنة. ها هي بنته عكسة تطلب من أبيها ينابيع ماء.
كالب الذي اتبع الرب تمامًا بشهادة الرب، يضع شرطًا لمن سيتزوج بنته أن يكون عنده ذات التوجهات التي له. وقد كان، إذ ترتبط عكسة بعثنئيل ابن كناز، وهو قاضٍ خلَّص إسرائيل.
عكسة تقول لأبيها: "أعطني ينابيع ماء. فأعطاها  الينابيع العليا والسفلى." ونحن في أرض التجارب لا نستطيع أن نعيش بدون المعونات التي تأتي من العلا، وكذلك التشجيعات التي تأتي لنا من أحبائنا المحيطين بنا.
لكن كلماتها تشجعنا، فإن كانت قالت بعشم لأبيها الأرضي: أعطني لأنك سبق وأعطيتني، فلي ثقة في قلبك ومحبتك؛ فماذا نقول نحن للرب وهو من أغدق علينا بعطاياه في الماضي! فكم مرة طلبنا وأخذنا، سألنا وأعطانا، قرعنا وفتح لنا. لهذا يجب أن نقول له أمام احتياجاتنا الجديدة: "أعطنا لأنك أعطيتنا." فاستجابات الصلاة في حياتنا في الماضي تشجعنا على مزيد من الثقة في الرب، عالمين أن الرب "هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد،" لم ولن يتغير تجاه أحبائه.

شارك الرسالة

تأمل: الاتكال على المال

أيوب ٣١
قال الرب مرة: "ما أعسَرَ دُخولَ المُتَّكِلينَ علَى الأموالِ إلَى ملكوتِ اللهِ!" (مرقس ١٠: ٢٤). وقال أيوب: "إنْ كُنتُ قد جَعَلتُ الذَّهَبَ عَمدَتي، أو قُلتُ للإبريزِ: أنتَ مُتَّكلي... أكونُ قد جَحَدتُ اللهَ مِنْ فوقُ" (ع ٢٤، ٢٨). فالمشكلة تكمن في اعتبار المال عماد الحياة وركيزة المستقبل.
لذلك يجب أن نفرق هنا بوضوح بين الادخار والاتكال:
فالادخار هو وضع الفائض جانبًا لصرفه مستقبلاً كما يقودنا الرب، واثقين أن سندنا الوحيد هو الرب نفسه وليس المال.
أما الاتكال على المال فهو الاطمئنان والأمان لوجوده، وهذا ما يحذرنا الحكيم منه: "مَنْ يتَّكِلْ علَى غِناهُ يَسقُطْ" (أمثال ١١: ٢٨).

 

شارك الرسالة

تأمل: الذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة
أعمال ٨: ٢-٢٥


لقد خسرت الكنيسة بطلاً من الأبطال، استفانوس، وهو بشهادة الكتاب كان مملوءًا من الروح القدس والإيمان والحكمة (أعمال ٦: ٣، ٥). ومن الخطاب في أعمال ٧ يتضح أنه كان مملوءًا من كلمة الله. لهذا كانت الكنيسة تنوح على استفانوس وتحزن.
تشتت الجميع بعد موت استفانوس في اليهودية والسامرة. والرب دائمًا يعرف أن يُخرج من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة (قضاة ١٤: ١٤)، فالذين تشتتوا جالوا مبشرين، وحتمًا كلمة الله التي نثروها لا ترجع فارغة، بل تنجح فيما أرسلها الله لأجله. و السامرة من ضمن الأماكن التي نجحت فيها كلمة الله.
السامريين لهم موقف سابق، وقت زيارة الرب لسوخار في يوحنا ٤، بعد شهادة السامرية. وقال الرب وقتها عندما آمن به أهل السامرة، إن الحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمرًا للحياة الأبدية. وربما ما عمله الرب في السامرة في يوحنا ٤ كان زرعًا، وما عمله فيلبس في أعمال ٨ كان حصادًا. لهذا عندما نربح نفسًا للرب، نعلم أنه سبقنا في خدمة هذه النفس مجموعة من الجنود المؤثرين.

شارك الرسالة