الرسائل اليومية
تأمل: تقَدَّسوا للغَدِ
يشوع ٧-٨
إن الانتصار العظيم لا يضمن استمرار الانتصارات، بل ربما يتبعه انكسار رهيب.
هذا ما نقرأه في يشوع ٧، فبعدما انتصر الشعب على المدينة الحصينة أريحا وسقطت أسوارها وكل ما فيها، نراهم في حالة انكسار وهزيمة أمام مدينة عاي الصغيرة!
فكر الشعب أن مدينة مثل عاي ستكون لقمة سائغة (يشوع ٧: ٣)، وكأنهم ظنوا أنهم هم من انتصروا بقوتهم على أريحا. لكن السبب الأكبر للهزيمة القاسية هو الاستهتار بالخطية وعدم طاعة الله ووصاياه كما أمرهم. فنجد أن خطية شخص واحد وأسرته تتسبب في هزيمة لشعب بأكمله. الله لا يتهاون مع الخطية بل ويفضحها، "في وسَطِكَ حَرامٌ يا إسرائيلُ" (يشوع ٧: ١٣)، لذا أمر الشعب كله قائلًا: "تقدسوا للغد." رسالة الله لنا اليوم أن نتقدس. أي أننا نحتاج أن نفحص ذواتنا ونمتحن أفكارنا لنتوب عن كل فكر أو فعل لا يرضيه. و"إنِ اعتَرَفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادِلٌ، حتَّى يَغفِرَ لنا خطايانا ويُطَهِّرَنا مِنْ كُلِّ إثمٍ" (يوحنا الأولى ١: ٩). "فإذْ لنا هذِهِ المَواعيدُ أيُّها الأحِبّاءُ لنُطَهِّرْ ذَواتِنا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الجَسَدِ والرّوحِ، مُكَمِّلينَ القَداسَةَ في خَوْفِ اللهِ" (كورنثوس الثانية ٧: ١).
تأمل: هذِهِ الحِجارَةُ تذكارًا
يشوع ٣: ١ – ٥: ١
اعتدنا جميعًا أن نلتقط الكثير من الصور بأجهزتنا المحمولة في المناسبات السعيدة والرحلات الصيفية والتجمعات العائلية، ونطلق عليها "صورًا تذكارية" لكي نتذكر تلك اللحظات المبهجة والأحداث السارة. ونرى في الكتاب المقدس الكثير من هذه اللقطات التذكارية، ولكن باستخدام وسائل مختلفة لأهداف مختلفة. فنرى يعقوب ينصب حجرًا ويدعو المكان "بيت إيل" (تكوين ٢٨: ١٨-١٩) ليتذكر رعاية الله له وهو هارب من وجه أخيه عيسو. كما نرى صموئيل ينصب حجرًا ويطلق عليه "حجر المعونة" ليتذكر الشعب كيف أعانهم الله ونصرهم على أعدائهم، عندما رجعوا بكل قلوبهم إلى الله وعبدوه وحده (صموئيل الأول ٧: ١٢).
ويأمر الله شعبه بعد عبورهم نهر الأردن أن ينصبوا ١٢ حجرًا في وسط النهر، لتكون علامة لهم ولبنيهم وتذكارًا إلى الدهر (٤: ٧) ليتذكروا رعاية الله وقدرته الفائقة من خلال حضوره في وسطهم. واليوم ما هي "الأحجار" التي نتذكر من خلالها تعاملات الله في حياتنا الشخصية؟ ما هي المواقف والأحداث التي مررنا بها وأختبرنا محبة الله ورحمته وقدرته؟
يا رب أشكرك لأجل معونتك ورعايتك لنا كل أيام حياتنا. إذ نستطيع أن نقول مع المرنم: "أيضًا كُنتُ فتىً وقَدْ شِختُ، ولَمْ أرَ صِدّيقًا تُخُلّيَ عنهُ، ولا ذُرّيَّةً لهُ تلتَمِسُ خُبزًا" (مزمور ٣٧: ٢٥).
تأمل: تَشَجَّعْ جِدًّا
يشوع ١-٢
مات موسى (تثنية ٣٤: ٥)! ذلك النبي العظيم والقائد الكبير الذي قاد الشعب في رحلة خروجه من أرض مصر، وقضى لهم أكثر من أربعين عامًا. القائد الذي عرف الرب وجهًا لوجه (تثنية ٣٤: ١٠) ومكث أربعين يومًا أمام الله يستمع لكل الوصايا والشرائع لينقلها لشعبه. والآن أصبح يشوع بن نون، خادم موسى، مُطالَبًا بأن يقود الشعب في حروب مع شعوب وجيوش وممالك ليمتلك الأرض. يا له من تحدي عظيم ومأمورية صعبة للغاية! لكن الله يطلب منه أن يتشدد ويتشجع (يشوع ١: ٦). يوضح الله ليشوع مصادر القوة والتشجيع في أمرين هامين:
- معية الله ورعايته "أكونُ معكَ. لا أُهمِلُكَ ولا أترُكُكَ" (يشوع ١: ٥)
إن الثقة في الله هي مصدر قوتنا وشجاعتنا. ربما كيشوع لا نملك الحلول لكثير من التحديات التي تواجهنا، لكن الله يشجعنا ويهبنا القوة والإرشاد للعمل الذي يكلفنا به لخدمته.
- الالتزام التام بكلمة الله " لا يَبرَحْ سِفرُ هذِهِ الشَّريعَةِ مِنْ فمِكَ، بل تلهَجُ فيهِ نهارًا وليلًا، لكَيْ تتَحَفَّظَ للعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ ما هو مَكتوبٌ فيهِ." (يشوع ١: ٨)
فعندما تصبح كلمة الله مغروسة في أذهاننا ومحفورة في قلوبنا، فلا بد أن تنعكس قوتها وحكمتها في أفكارنا واختيارتنا وقرارتنا.
يا إلهي أشكرك لأجل كلمتك المقدسة التي تعلِّم وترشد الطريق التي أسلك فيها. أثق في رعايتك لحياتي، وقوتك لكي أفعل كل ما تأمرني به. آمين.