الرسائل اليومية

تأمل: أمسًا واليوم

(عبرانيين ١٣)

 

"اُذكُروا مُرشِديكُمُ الّذينَ كلَّموكُمْ بكلِمَةِ اللهِ. انظُروا إلَى نِهايَةِ سيرَتِهِمْ فتمَثَّلوا بإيمانِهِمْ. يَسوعُ المَسيحُ هو هو أمسًا واليومَ وإلَى الأبدِ" (عب١٣: ٧، ٨).

كثيرًا ما نتذكر بحزن وألم خُدام أو رعاة خدموا بيننا ثم رحلوا عنا، لكن الرسول بولس هنا يوجه النظر إلى الرب يسوع الذي لا يتغير أبدًا، فهو باقٍ بمحبة كاملة في قلبه، وبقوة في يديه، فليس هناك صعوبة تواجهنا لا يستطيع التغلب عليها، والرسول بولس يفتتح الرسالة أيضًا بقوله: "هي تبيدُ ولكن أنتَ تبقَى، وكُلُّها كثَوْبٍ تبلَى... ولكن أنتَ أنتَ، وسِنوكَ لن تفنَى" (عب ١: ١١، ١٢). فهو يبدأ الرسالة مؤكدًا أن كل الأشياء حولنا تبيد، ولكن يتكلم عن الرب: "أنت أنت" وينهيها "هو هو".

فليس شيء حولنا ثابت بل كل شيء يتغير ما عدا الرب الذي هو ثابت في محبته وفي مشاعره وفي خدمته لأجلنا.

شارك الرسالة

تأمل: الأب المحب

(عبرانيين ١٢)

 

"لأنَّ الّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يؤَدِّبُهُ، ويَجلِدُ كُلَّ ابنٍ يَقبَلُهُ" (عب ١٢: ٦).

يتخذ المؤمن أحد ثلاث طرق تجاه تأديب الرب له: الطريق الأول يحتقر التأديب أي يستهين به ولا يأتي منكسرًا أمام الرب. الطريق الثاني هو أن يخور إذا وبخه الرب فترخى يديه ويفشل. أما الطريق الثالث "فيتدرب به". وهذا هو الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعه المؤمن.

يجب أن نتذكر محبة الرب من وراء كل تجربة، فاليد التي تمتد بالتأديب إنما يحركها القلب المحب، فكيف أحتقر المحبة الكاملة التي تفعل ما لخيري؟ كما يجب أن نتذكر أن الله يعاملنا في التجربة كبنين ويدربنا لكي نعرف حقيقة ذواتنا، ولكي نشترك في قداسته. ولنتذكر قصة أيوب وكيف دربه حتى وصل إلى حقيقة نفسه وصرخ: "بسَمعِ الأُذُنِ قد سمِعتُ عنكَ، والآنَ رأتكَ عَيني. لذلكَ أرفُضُ وأندَمُ في التُّرابِ والرَّمادِ" (أي ٤٢: ٥، ٦).

شارك الرسالة

تأمل: عطاء بسخاء

(خروج ٣٥)

 

ما أجمل هذه الصورة التي أمامنا، فعندما كلم موسى الشعب وقال: "خُذوا مِنْ عِندِكُمْ تقدِمَةً للرَّبِّ. كُلُّ مَنْ قَلبُهُ سموحٌ فليأتِ بتقدِمَةِ الرَّبِّ" (خر ٣٥: ٥). نجد أن "جميعُ الرِّجالِ والنِّساءِ الّذينَ سمَّحَتهُمْ قُلوبُهُمْ أنْ يأتوا بشَيءٍ لكُلِّ العَمَلِ الّذي أمَرَ الرَّبُّ أنْ يُصنَعَ علَى يَدِ موسى، جاءوا بهِ تبَرُّعًا إلَى الرَّبِّ" (خر ٣٥: ٢٩).

ما أجمل التبرع الاختياري لعمل الرب، لم تكن هناك حاجة للحث والتكرار، ولم يسعى موسى للتأثير على الضمائر لإقناعهم ولكنهم شعروا بالواجب الجميل والامتياز الحلو أن يقدموا للرب بكل سخاء حتى أن "والمَوادُّ كانتْ كِفايَتَهُمْ لكُلِّ العَمَلِ ليَصنَعوهُ وأكثَرَ" (خر ٣٦: ٧).

ونرى الرسول بولس يحرض المؤمنين في (٢كو ٩: ٦ ، ٧) "هذا وإنَّ مَنْ يَزرَعُ بالشُّحِّ فبالشُّحِّ أيضًا يَحصُدُ، ومَنْ يَزرَعُ بالبَرَكاتِ فبالبَرَكاتِ أيضًا يَحصُدُ. كُلُّ واحِدٍ كما يَنوي بقَلبِهِ.. لأنَّ المُعطيَ المَسرورَ يُحِبُّهُ اللهُ".

شارك الرسالة

تأمل: خطورة الغضب

(أمثال ١٤: ١٧، ٢٩)

 

يقارن سليمان في (أمثال ١٤) بين السريع الغضب والبطيء الغضب. فيصف السريع الغضب بأنه يعمل بالحمق أي بالغباء، وفي (عدد ٢٩) يصف بطيء الغضب بأنه كثير الفهم.

من أخطر الأمور في حياتنا هي سرعة الغضب، فقد نفعل أمورًا دون التفكير في العواقب، أو نتخذ قرارات خاطئة، أو نلفظ بكلمات غير لائقة تجرح الآخرين. أما الشخص البطيء الغضب فطويل الروح ويظهر حكمة وفطنة.

في (أمثال ١٦: ٣٢) يقول سليمان: "البَطيءُ الغَضَبِ خَيرٌ مِنَ الجَبّارِ، ومالِكُ روحِهِ خَيرٌ مِمَّنْ يأخُذُ مدينةً". وفي سفر (العدد ٢٠) عندما غضب موسى من الشعب وضرب الصخرة بدلاً من أن يكلمها حسب أمر الرب، حُرم من دخول أرض الموعد (راجع عدد ٢٠ ، تثنية ٣٢).

شارك الرسالة