الرسائل اليومية

تأمل: أيام ياعيل
قضاة ٤-٥


• ياعيل امرأة عاشت في أيام القضاة، تلك الأيام المعروف عنها أنها أيام ضعف روحي وزيغان من وراء الرب. لكن أيام الضعف هذه كانت هي الخلفية السوداء التي لمعت أمامها النجوم المضيئة، وأظهرت الأمناء.
• رغم ارتباط ياعيل بزوج لم يكن مخلصًا لله ولا لشعبه، حيث أنه عقد صلحًا مع يابين ملك حاصور (قضاة ٤: ١٧)، حتى أن سيسرا ذهب إلى خيمة هذا الرجل عند هروبه من أمام شعب الله. لكن هذه المرأة لم تفشل أمام ضعف الشعب ولا أمام ضعف زوجها، بل أظهرت أمانة للرب رغم المفشلات العائلية.
• باراق ابن أبينوعم كان يحارب على الجبل حروب الرب، وياعيل امرأة حابر كانت في الخيمة، لكنها حققت ما هو أعظم مما حققه باراق؛ إذ قتلت سيسرا رئيس الجيش في الخيمة. وهذا يُعلِّمنا كم هي عظيمة الخدمات التي في الخفاء، مثل الصلاة لأجل عمل الرب والخدام، التي تحقق نتائج عظيمة.
• هذه المرأة أثرت في جيلها واستحقت أن يطلق على هذه الفترة الزمنية اسم "أيام ياعيل" (قضاة ٥: ٦). هناك أشخاص يؤثرون في أجيالهم بحياتهم وأعمالهم وتكريسهم، ويستحقون أن تُسمى الأيام باسمهم (أيام فلان). ونجد هذا أيضًا في يشوع: "وعَبَدَ إسرائيلُ الرَّبَّ كُلَّ أيّامِ يَشوعَ" (يشوع ٢٤: ٣١).
ليت الرب يجعل منا شهودًا أمناء مؤثرين، فلا ينتهي تأثيرنا بنهاية حياتنا على الأرض.
• معنى اسم ياعيل هو: تيس الجبل. وكم عاشت بمعنى هذا الاسم، إذ أظهرت شجاعة روحية في أيام الصعاب والضعف. هذا لأنه كان أمام عينيها هدفًا روحيًا تتسلق لأجله المرتفعات، وهو إكرام الرب رغم المفشلات. ولا شيء يبعث فينا القوة للسير والركض في الميدان سوى وجود أهداف روحية أمام أعيننا "أسعَى نَحوَ الغَرَضِ" (فيلبي ٣: ١٤).

شارك الرسالة

تأمل: التوبة
أعمال ١١: ١-١٨


"أعطَى اللهُ الأُمَمَ أيضًا التَّوْبَةَ للحياةِ!" (ع ١٨).
الله هو الذي يُعطي التوبة، وأيضًا يريد ويأمر الناس أن يتوبوا (أعمال ١١: ١٨؛ ١٧: ٣٠؛ رومية ٢: ٤). "توبوا وارجِعوا لتُمحَى خطاياكُمْ" (أعمال ٣: ١٩). "وهو لا يَشاءُ أنْ يَهلِكَ أُناسٌ، بل أنْ يُقبِلَ الجميعُ إلَى التَّوْبَةِ" (بطرس الثانية ٣: ٩). ومسئولية الإنسان هي أن يقبل هذه العطية ويرجع إلى الله بتوبة حقيقية تاركًا خطاياه، فمكتوب: "مَنْ يَكتُمُ خطاياهُ لا يَنجَحُ، ومَنْ يُقِرُّ بها ويَترُكُها يُرحَمُ" (أمثال ٢٨: ١٣). "فارِقْ خطاياكَ بالبِرِّ وآثامَكَ بالرَّحمَةِ للمَساكينِ" (دانيآل ٤: ٢٧). وأيضًا "تُبْ مِنْ شَرِّكَ هذا، واطلُبْ إلَى اللهِ عَسَى أنْ يُغفَرَ لكَ فِكرُ قَلبِكَ" (أعمال ٨: ٢٢). "ليَترُكِ الشِّرّيرُ طريقَهُ، ورَجُلُ الإثمِ أفكارَهُ، وليَتُبْ إلَى الرَّبِّ فيَرحَمَهُ، وإلَى إلهِنا لأنَّهُ يُكثِرُ الغُفرانَ" (إشعياء ٥٥: ٧). ويصادق الله على هذه الأشواق بإعطائه معونة للتوبة.
ليس معنى التوبة هو أن نعترف بخطايانا أو أن نندم عليها فقط، فقد اعترف فرعون قائلاً: "أخطأتُ هذِهِ المَرَّةَ. الرَّبُّ هو البارُّ وأنا وشَعبي الأشرارُ" (خروج ٩: ٢٧). وقال أيضًا: "أخطأتُ إلَى الرَّبِّ إلهِكُما وإلَيكُما" (خروج ١٠: ١٦). ويهوذا الإسخريوطي "ندم" وأيضًا اعترف بالخطأ قائلاً: "أخطأت؛" ولكنه مضى وخنق نفسه (متى ٢٧: ٣-٥). لكن لكي تستمر حياة التوبة بنجاح، يستلزم الأمر ترك كل ما من شأنه أن يساعد على الخطأ، سواء كان هذا أشخاصًا، فالمعاشرات الرديَّة تفسد الأخلاق الجيدة؛ أو أماكن. فكل ذلك يُوجدنا في مجال التجربة، وقول الرب واضح في الموعظة على الجبل، إن كل ما يتسبَّب في عثرتنا يجب أن نتخلَّص منه، ولا ندع شيئًا يعيق علاقتنا بالرب.

شارك الرسالة

تأمل: قوة الصلاة

أعمال ١٠: ١-٣٣

لقد كان الرسول بطرس وكرنيليوس مختلفان كل الاختلاف عن بعضهما البعض. أحدهما يهوديًا والآخر أمميًا، أحدهما رجل دين والآخر قائد عسكري. ولكن هناك شيئًا واحدًا اشتركا فيه، هو أنهما كانا يصليان إلى الله.

كثيرًا لا نعرف ما الذي نريده بالضبط أو ما الذي نحتاجه، لكن عندما نرفع قلوبنا لله، حينئذ نستطيع أن نرى الأشياء تتغير بفعل الصلاة.

احتياج كرنيليوس الذي لم يكن يفطن إليه، على وشك أن يتحقق. كما أن فكر الرسول بطرس عن الأمم سيتغير.

لتكن صلواتنا اليوم لمعرفة مشيئة الله لنا.

شارك الرسالة

تأمل: أنا وبيتي
يشوع ٢٣-٢٤


"وأما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يشوع ٢٤: ١٥).
بقراءة الجزء الذي وردت فيه هذه العبارة، نجد أن يشوع يضع أمام الشعب الخيارات: "اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون." ولم يربط نفسه بقرار الآخرين، لكنه كان قد اتخذ قراره له ولبيته بأنه سيعبد الرب. وهذه العبارة المأثورة تؤكد ما قاله الكتاب في أماكن كثيرة، مثل: خلاص بيت نوح بالفلك (بطرس الثانية ٢: ٥)، وخلاص بيت سجان فيلبي (أعمال ١٦: ٣١-٣٤). وهذا يؤكد مسؤوليتنا تجاه خلاص أهل البيت. صحيح أن الرب هو الذي يخلص، لكن توجهات الأولاد تجاه العلاقة مع الرب والتكريس له تستمد جذورها من الأسرة، وهذا يعمق مسؤولية الآباء تجاه قيادة بيوتهم روحيًا في العلاقة مع الرب وعبادته. جميل أن نرتبط كعائلات بالكنيسة للعبادة الجماعية، ويكون جميع أفراد الأسرة ملتزمين بحضور الكنائس للعبادة، "غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة" (عبرانيين ١٠: ٢٥). وتكون طرق بيت الرب في قلوبنا (مزمور ٨٤: ٥).  

شارك الرسالة