الرسائل اليومية

تأمل: أليفاز التيماني والمعزون المتعبون
أيوب ٤


حقًا يُطلق على كلمات أليفاز التيماني وهو أحد أصحاب أيوب "المعزين المتعبين،" فلقد أراد أن يواسي أيوب في ألمه من خلال تطبيق خبراته واختباراته الشخصية على أيوب بالقول: "قد رأيت" (أيوب ٤: ٨). وتناسى أن اختبارات شخص لا تصلح لشخص آخر، فالرب له معاملات تختلف من شخص لآخر.
وأخطأ أليفاز عندما طبّق على أيوب أن ما يمر به هو حصاد لزرع زرعه (أيوب ٤: ٨). وهذا أقصى ما يوجع المؤمن المُجرَّب، ربما أكثر من التجربة ذاتها، عندما يهمس له الشيطان أن آلامه بسبب تقصير واضح في حق الرب، أو خطية معينة في حياته والرب يأخذ القصاص منه لأجلها. مع أن تجربة أيوب لم تكن حصادًا، إنما للتزكية (يعقوب ٥: ٩-١١).
وأخيرًا أوجعه التلميح على موت أبنائه مثلما تتشتت أبناء اللبوة (أيوب ٤: ١١). وفي هذا يلمس نقطة وجع أيوب الكبرى، وهي أكبر من مرضه الجسدي، ألا وهي موت أبنائه كلهم مرة واحدة. فلم تكن كلماته معزية، بل كلمات موجعة. لم يفرط أيوب بشفتيه إلا بعد سماع أقوال أصحابه واحد تلو الآخر، ومنهم أليفاز التيماني. ليتنا نتجنب هذا عندما يستخدمنا الرب مع إخوتنا المتألمين.

شارك الرسالة

الدخول الانتصاري إلى أورشليم
 متى ٢١: ١-٢٧


مشاهد إكرام الرب في حياته قليلة جدًا، منها مشهد سجود المجوس له وهو طفل، ومنها كسر مريم لقارورة الطيب قبل المحاكمات مباشرة، ومنها مشهد دخوله الانتصاري إلى أورشليم، هذا المشهد الذي فيه تمّت نبوة صريحة جاءت في زكريا ٩: ٩.
وفي هذا المشهد نرى الكثير من متناقضات البشر:
يطلبون أن يخلّصهم الرب ممِن؟: كانوا يصرخون: "أوصنا،" أي خلِّصنا. وبهذا يطلبون أن يخلّصهم الرب من الرومان المستعبدين لهم. لكنهم لو أدركوا حالهم، لطلبوا الخلاص من عبودية الشيطان.
أوصنا أم اصلبه؟!: خلال أيام معدودة، تحوّلت اللغة من "أوصنا" إلى "اصلبه، اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا" وهذا هو الإنسان في تغيره!
النبي أم الملك؟: بحسب قراءة اليوم، لم يرتقِ إيمانهم لأكثر من كونه نبيًا، لكنه أيضًا ملك. وهذا ما قالته عنه النبوة التي تتم في هذا المشهد: "هوذا ملككِ" (متى٢١: ٥).
بيتي أم بيتكم؟: طهّر الرب الهيكل للمرة الثانية، فالمرة الأولى كانت في بداية خدمته على الأرض (يوحنا ٢: ١٢-١٧)، لكن الثانية في نهايتها. وفي هذه المرة قبل أن يخرج ليبيت في بيت عنيا قال لهم: "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا" (متى٢٣: ٣٨). 
ليتنا نكرم الرب الآن في أيامنا القليلة والمحدودة، قبل أن تمضي الفرصة وينتهي الزمان.

شارك الرسالة

شارك الرسالة

تأمل: الخادم العظيم

متى ٢٠:  ١٧- ٣٤

أخذ الرب يسوع تلاميذه على انفراد، وبدأ يكلمهم عن الآلام التي أوشك أن يجتاز فيها، من محاكمات واستهزاء وجلد وصلب، ثم تقدمت أم ابني زبدي إلى الرب يسوع، وطلبت أن يجلس ابنيها عن يمينه وعن يساره في مملكته، فقال يسوع للتلميذين: لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ (ع ٢٢). 

 وبدأ يعلم تلاميذه، أن من يريد أن يكون عظيمًا فليخدم الكل. ثم قال لهم أنه جاء ليخدم، ويضحى بنفسه ليفدي كثيرين (ع ٢٥- ٢٨). هذا هو أعظم مثل للخدمة، والاتضاع والتضحية بكل محبة. 

شارك الرسالة