الرسائل اليومية
تأمل: تَشَجَّعْ جِدًّا
يشوع ١-٢
مات موسى (تثنية ٣٤: ٥)! ذلك النبي العظيم والقائد الكبير الذي قاد الشعب في رحلة خروجه من أرض مصر، وقضى لهم أكثر من أربعين عامًا. القائد الذي عرف الرب وجهًا لوجه (تثنية ٣٤: ١٠) ومكث أربعين يومًا أمام الله يستمع لكل الوصايا والشرائع لينقلها لشعبه. والآن أصبح يشوع بن نون، خادم موسى، مُطالَبًا بأن يقود الشعب في حروب مع شعوب وجيوش وممالك ليمتلك الأرض. يا له من تحدي عظيم ومأمورية صعبة للغاية! لكن الله يطلب منه أن يتشدد ويتشجع (يشوع ١: ٦). يوضح الله ليشوع مصادر القوة والتشجيع في أمرين هامين:
- معية الله ورعايته "أكونُ معكَ. لا أُهمِلُكَ ولا أترُكُكَ" (يشوع ١: ٥)
إن الثقة في الله هي مصدر قوتنا وشجاعتنا. ربما كيشوع لا نملك الحلول لكثير من التحديات التي تواجهنا، لكن الله يشجعنا ويهبنا القوة والإرشاد للعمل الذي يكلفنا به لخدمته.
- الالتزام التام بكلمة الله " لا يَبرَحْ سِفرُ هذِهِ الشَّريعَةِ مِنْ فمِكَ، بل تلهَجُ فيهِ نهارًا وليلًا، لكَيْ تتَحَفَّظَ للعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ ما هو مَكتوبٌ فيهِ." (يشوع ١: ٨)
فعندما تصبح كلمة الله مغروسة في أذهاننا ومحفورة في قلوبنا، فلا بد أن تنعكس قوتها وحكمتها في أفكارنا واختيارتنا وقرارتنا.
يا إلهي أشكرك لأجل كلمتك المقدسة التي تعلِّم وترشد الطريق التي أسلك فيها. أثق في رعايتك لحياتي، وقوتك لكي أفعل كل ما تأمرني به. آمين.
تأمل: تشَدَّدْ وتَشَجَّعْ
تثنية ٣١-٣٢
"تشَدَّدْ وتَشَجَّعْ ... لا يُهمِلُكَ ولا يترُكُكَ ... تشَدَّدْ وتَشَجَّعْ" (تثنية ٣١: ٧ ،٢٣)"
كانت المهمة صعبة على يشوع، إذ سيغيب رجل الله موسى ويكون على يشوع أن يُدخِل الشعب الأرض ويقسمها لهم. فكان على موسى أن يشجعه بأن يتشدد ويتشجع، لأن الله لن يهمله ولن يتركه. والعبارات ذاتها قالها له الرب مرة ثانية بعد موت موسى: "كما كُنتُ مع موسَى أكونُ معكَ. لا أُهمِلُكَ ولا أترُكُكَ. تشَدَّدْ وتَشَجَّعْ" (يشوع ١: ٥ – ٦).
أراد كاتب رسالة العبرانيين أن يشجع المتألمين، فكرّر عليهم بالوحي المقدس العبارة ذاتها التي شجع بها الرب يشوع، وهي لتشجيع المؤمنين على مر العصور: "لتَكُنْ سيرَتُكُمْ خاليَةً مِنْ مَحَبَّةِ المالِ. كونوا مُكتَفينَ بما عِندَكُمْ، لأنَّهُ قالَ: «لا أُهمِلُكَ ولا أترُكُكَ»" (عبرانيين ١٣: ٥). فإذا كان الآباء البشريون المحدودون لا يحتاجون إلى أن يوصيهم أحد بأولادهم ليقوموا بالاهتمام بهم وتسديد احتياجاتهم ورعايتهم، فكم وكم الآب السماوي الذي لا يعطي العطايا الجيدة لأولاده فقط، بل يسهر على حياتهم!
تأمل: إله التعويضات
تثنية ٣٣-٣٤
بنيامين الذي حُرم من الأُم التي كانت ستقول له: ”حبيبي،“ عوَّضه الرب بأن قال عنه: "حبيب الرب." ماتت أمه عندما ولدته، فعوضه الرب بالحماية التى حُرم منها، حيث قيل إن الرب يحميه طول النهار. وكأي إنسان يحتاج إلى شخص يستند عليه ويطمئن لوجوده، فكان له السُكنى بين منكبي الله ذاته (تثنية ٣٣: ١٢). ويوسف الذي عانى من ضغوط كثيرة، عوَّضه الرب بالنجاح وبالبركة وبالإثمار والمعية الإلهية، وصار أوضح مثال لحياة الطهارة والاجتهاد والكرامة والرفعة في كل الكتاب المقدس. ويعلمنا الكتاب أن النجاح مرتبط بمخافة الرب، إذ يقول: "ثَوابُ التَّواضُعِ ومَخافَةِ الرَّبِّ هو غِنًى وكرامَةٌ وحياةٌ" (أمثال ٢٢: ٤).
قصة يوسف الذي حُرم من أمه راحيل وهو ابن ٦ سنوات، ومن الأب وهو ابن ١٧ سنة، وقصة بنيامين الذي لم يرَ أمه راحيل، ترينا تعويضات الرب في الحرمان. فيوسف من أروع الأمثلة للنجاح في الكتاب، ومثال للطهارة على مر العصور. وبنيامين مثال جيد على أن الرب يضمنا ويحضنا وإن تُركنا وحُرمنا من حضن البشر (مزمور ٢٧: ١٠).