الرسائل اليومية
تأمل: طلبة عكسة
قضاة ١
"أعطني.. لأنك أعطيتني" (ع ١٥)
عكسه بنت كالب، الذي في يوم من الأيام كان يطلب من يشوع المزيد من الأرض ليمتلكها، وكان عمره ٨٥ سنة وهو يقول: لم تزل قوتي كما كانت حين كان عمري ٤٥ سنة. ها هي بنته عكسة تطلب من أبيها ينابيع ماء.
كالب الذي اتبع الرب تمامًا بشهادة الرب، يضع شرطًا لمن سيتزوج بنته أن يكون عنده ذات التوجهات التي له. وقد كان، إذ ترتبط عكسة بعثنئيل ابن كناز، وهو قاضٍ خلَّص إسرائيل.
عكسة تقول لأبيها: "أعطني ينابيع ماء. فأعطاها الينابيع العليا والسفلى." ونحن في أرض التجارب لا نستطيع أن نعيش بدون المعونات التي تأتي من العلا، وكذلك التشجيعات التي تأتي لنا من أحبائنا المحيطين بنا.
لكن كلماتها تشجعنا، فإن كانت قالت بعشم لأبيها الأرضي: أعطني لأنك سبق وأعطيتني، فلي ثقة في قلبك ومحبتك؛ فماذا نقول نحن للرب وهو من أغدق علينا بعطاياه في الماضي! فكم مرة طلبنا وأخذنا، سألنا وأعطانا، قرعنا وفتح لنا. لهذا يجب أن نقول له أمام احتياجاتنا الجديدة: "أعطنا لأنك أعطيتنا." فاستجابات الصلاة في حياتنا في الماضي تشجعنا على مزيد من الثقة في الرب، عالمين أن الرب "هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد،" لم ولن يتغير تجاه أحبائه.
تأمل: الاتكال على المال
تأمل: الذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة
أعمال ٨: ٢-٢٥
لقد خسرت الكنيسة بطلاً من الأبطال، استفانوس، وهو بشهادة الكتاب كان مملوءًا من الروح القدس والإيمان والحكمة (أعمال ٦: ٣، ٥). ومن الخطاب في أعمال ٧ يتضح أنه كان مملوءًا من كلمة الله. لهذا كانت الكنيسة تنوح على استفانوس وتحزن.
تشتت الجميع بعد موت استفانوس في اليهودية والسامرة. والرب دائمًا يعرف أن يُخرج من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة (قضاة ١٤: ١٤)، فالذين تشتتوا جالوا مبشرين، وحتمًا كلمة الله التي نثروها لا ترجع فارغة، بل تنجح فيما أرسلها الله لأجله. و السامرة من ضمن الأماكن التي نجحت فيها كلمة الله.
السامريين لهم موقف سابق، وقت زيارة الرب لسوخار في يوحنا ٤، بعد شهادة السامرية. وقال الرب وقتها عندما آمن به أهل السامرة، إن الحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمرًا للحياة الأبدية. وربما ما عمله الرب في السامرة في يوحنا ٤ كان زرعًا، وما عمله فيلبس في أعمال ٨ كان حصادًا. لهذا عندما نربح نفسًا للرب، نعلم أنه سبقنا في خدمة هذه النفس مجموعة من الجنود المؤثرين.
تأمل: استشهاد استفانوس
أعمال ٧: ٢٠ – ٨: ١
في مشهد رجم استفانوس، بعد أن لخص تاريخ شعب بني إسرائيل في الخطاب القضائي (أعمال ٧)، كان استفانوس لا يرى المشهد الموجود على الأرض، المتمثل في الحنق والبغضة من المحيطين به. وحتى في وقت رجمه، لم يرَ الحجارة التي تسحق جسده، بل كان يرى -وهو يشخص إلى السماء ممتلئًا من الروح القدس- مجد الله ويسوع قائمًا عن يمين الله (أعمال ٧: ٥٦).
شخص ممتلئ من الروح القدس وينظر مجد الرب بوجه مكشوف، من الطبيعي أن يتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد. والمقصود أن تصير لنا ذات الأمجاد الأدبية والسلوكيات التي كانت في حياة الرب، لهذا:
صلى استفانوس غافرًا لقاتليه: "يا رب لا تقم لهم هذه الخطية" (أعمال ٧: ٦٠)، مثلما صلى الرب على الصليب غافرًا لصالبيه (لوقا ٢٣: ٣٤).
كما صلى الرب: "في يديك أستودع روحي" (لوقا ٢٣: ٤٦)، صلى استفانوس مُسلِّمًا روحه للرب قائلاً: "أيها الرب يسوع اقبل روحي" (أعمال ٧: ٥٩).
شابه الرب في خلاص نفس وقت موته، فالرب خلّص في مشهد صلبه اللص التائب، كذلك كان شاول جالسًا بجوار ملابس الذين رجموا استفانوس، ويبدو أن هذا المشهد بتفصيلاته أثّر في شاول الذي تغيّرت حياته لاحقًا عندما تقابل مع الرب.