الرسائل اليومية
تأمل: يَنبَغي أنْ يُطاعَ اللهُ
أعمال ١٧:٥-٤٢
كثيرًا ما نتعرض لمفترق طرق، إذ يتحتم علينا أن نختار ما بين طاعة الله أو إرضاء الناس. وربما نحاول أن نمسك العصا من المنتصف، آملين أن نحصل على الأمرين معًا. بينما تعليم الكتاب المقدس يوضح لنا أن طاعة الله تعني السباحة ضد التيار، فمبادئ العالم لا تتفق مع وصايا الله، وقيم العالم لا تتسق مع تعليم الكتاب المقدس. ونرى التلاميذ في هذا الأصحاح يصرون على طاعة الله رغم جدية وخطورة التهديد من قبل رؤساء الكهنة، حتى إنهم كانوا مُعرضين للقتل (ع ٣٣) وجُلدوا (ع ٤٠)، "وأمّا هُم فذَهَبوا فرِحينَ مِنْ أمامِ المَجمَعِ، لأنَّهُمْ حُسِبوا مُستأهِلينَ أنْ يُهانوا مِنْ أجلِ اسمِهِ" (ع ٤١).
كان الاختيار لديهم واضحًا ومحسومًا، مرتكزًا على حقيقة غير قابلة للنقاش أو المساومة، وهي أنه: " يَنبَغي أنْ يُطاعَ اللهُ أكثَرَ مِنَ النّاسِ." يقول الرسول بولس: "أفأستَعطِفُ الآنَ النّاسَ أمِ اللهَ؟ أم أطلُبُ أنْ أُرضيَ النّاسَ؟ فلو كُنتُ بَعدُ أُرضي النّاسَ، لَمْ أكُنْ عَبدًا للمَسيحِ." (غلاطية ١: ١٠). واليوم لنسأل أنفسنا: من نسعى لإرضائه في كل قرارتنا؟ وماذا نختار، طاعة الله أم إرضاء الناس؟
تأمل: صارَ خَوْفٌ عظيمٌ
أعمال ١:٥-١٦
لا بد أن المؤمنين في الكنيسة الأولى قد سمعوا من الرسل عما أوصى به الرب يسوع قائلًا: "لا تخَفْ، أيُّها القَطيعُ الصَّغيرُ، لأنَّ أباكُمْ قد سُرَّ أنْ يُعطيَكُمُ الملكوتَ. بيعوا ما لكُمْ وأعطوا صَدَقَةً. اِعمَلوا لكُمْ أكياسًا لا تفنَى وكنزًا لا يَنفَدُ في السماواتِ، حَيثُ لا يَقرَبُ سارِقٌ ولا يُبلي سوسٌ" (لوقا ١٢: ٣٢-٣٣). فباعوا ممتلكاتهم، وآتوا بثمنها إلى الرسل حتى يعطوا المحتاجين والمعوزين، حتى لم يصبح بينهم محتاجًا (٤: ٣٤-٣٧).
لكننا نرى في هذا الأصحاح عقابًا إلهيًا فوريًا لزوجين (حنانيا وسفيرة) ادّعوا كذبًا أن ما قدموه للرسل هو مقابل بيع حقلهم، بينما قد اختلسا منه جزءًا. وهنا تكمن خطورة ما فعلوه:
عندما نظروا إلى المال لم يستطيعوا أن يتخلوا عنه، فقد أحبوا المال أكثر من الرب.
أرادوا أن يدّعوا الكرم، وأن يحظوا بإعجاب الرسل وكلمات الإشادة، وكأن الله لا يراهم.
لقد كذبوا (ع ٤،٣) ليخدعوا الرسل والمؤمنين.
إن أصعب ما فعلوه، في الحقيقة، هو أنهم كذبوا على الله (ع ٤و٩)
يا رب احمني من أن أصبح مرائي، أدّعي ما لا أحياه أو أفعله، حتى أحصل على إشادة الناس ومدحهم، بينما قلبي وفكري مبتعد عنك. "عَلِّمني يا رَبُّ طريقَكَ. أسلُكْ في حَقِّكَ. وحِّدْ قَلبي لخَوْفِ اسمِكَ." (مزمور ٨٦: ١١)
تأمل: مُجاهَرَةَ بُطرُسَ ويوحَنا
أعمال ١:٤-٢٢
لم تمضِ إلا أسابيع قليلة على أحداث الصلب، التي رأينا فيها موقف التلاميذ عندما تم القبض على الرب يسوع في بستان جثسيماني. فجميعهم هربوا، وأحدهم ترك ثوبه وهرب عريانًا (مرقس ٥٠:١٤-٥٢). ووقف بطرس من بعيد يراقب، وعندما واجهته "جارية" أنكر وحلف ولعن: «إنّي لا أعرِفُ هذا الرَّجُلَ الّذي تقولونَ عنهُ!» (مرقس ٧١:١٤).
ثم نقرأ في هذا الأصحاح كيف وقف بطرس ويوحنا أمام رؤساء الكهنة وشيوخ إسرائيل يتكلم بكل مجاهرة إنه "ليس بأحَدٍ غَيرِهِ الخَلاصُ. لأنْ ليس اسمٌ آخَرُ تحتَ السماءِ، قد أُعطيَ بَينَ النّاسِ، بهِ يَنبَغي أنْ نَخلُصَ" (ع ١٢).
ماذا حدث لبطرس خلال تلك الأسابيع القليلة ليتحول من شخص خائف بل ومرتعب أمام جارية، إلى شخص آخر يقف أمام الآلاف متهمًا إياهم بصلبه وقتله (أعمال الرسل ٢٣:٢)، ويقف أمام رؤساء الشعب مجاهرًا أن الرب يسوع الذي صلبوه أقامه الله من الأموات (ع ١٠)؟
تحول ١٨٠ درجة حدث في حياة التلاميذ عندما امتلئوا من الروح القدس. فيقول الرسول بطرس:" لأنَّنا نَحنُ لا يُمكِنُنا أنْ لا نَتَكلَّمَ بما رأينا وسَمِعنا" (ع٢٠). ويوصينا في رسالته: "إنْ عُيِّرتُمْ باسمِ المَسيحِ، فطوبَى لكُمْ، لأنَّ روحَ المَجدِ واللهِ يَحِلُّ علَيكُمْ."
يا رب املأني بروحك القدوس لكي أشهد عن محبتك وخلاصك. وامنحني قوة حتى أخبر الآخرين بكم صنعت بي ورحمتني. آمين.