رسائل تأمل اليوم
تأمل: وقت الأزمة
أعمال ٢٨: ١-١٥
رأينا في الأصحاح السابق كل ما تعرض له الرسول بولس ومن معه، رياح عاصفة وأمواج عنيفة وتحطم للسفينة، وسواء وصلوا للشط سباحة أو على قطع خشبية من حطام السفينة، فقد وصلوا لجزيرة مالطة وهم في قمة الإرهاق وملابسهم مبتلة في جو ممطر وبارد (ع ٢). فأوقدوا نارًا ليستدفئوا، فخرجت أفعى ونشبت في يد الرسول بولس.
كان رد فعل أهل الجزيرة "لابد أن هذا الإنسان قاتل، لم يدعه العدل يحيا ولو نجا من البحر" (ع ٤). وربما كان رد فعل بعض ممن كانوا معه في السفينة: أليس هذا من قال لنا "لا تسقط شعرة من رأس واحد منكم" (٢٧: ٣٤).
لو تعرض أحد لمثل هذه الكوارث المتتالية، سيرتفع صوت اللوم والعتاب ويقول لماذا كل هذا يا رب؟ ألم تقل لي لا تخف!
كان الرسول بولس واثقًا في وعد الله له وهذه الثقة جعلته قادرًا ليس فقط على الثبات بل على العطاء وسط الأزمة (ع ٨، ٩).
يا رب لو تتابعت عليّ الأزمات يومًا، اجعلني واثقًا في وعدك وقادر على العطاء.
تأمل: نظرة الله
صموئيل الأول ١٦
تختلف نظرة الله عن كل توقعات البشر، فالعالم يفضل الأقوى والأقدر على السيطرة والإقناع، ولكن فكر الله مختلف. عندما ذهب صموئيل النبي ليمسح ملكًا من بيت يسى، قال له الرب: "لا تنظر إلى منظره وطول قامته" (ع ٧). إن الله له طرقه الخاصة لتنفيذ مشيئته الإلهية.
كان داود في نظر أبيه، الابن الصغير الذي يرعى الغنم (ع ١١). وفي نظر غلمان شاول، جبار بأس ورجل حرب وفصيح (ع ١٨) ولكن الله ينظر لأبعاد أخرى لا يراها الناس "وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب" (ع ٧).
لا يهم كيف تبدو في نظر الناس لأن الأهم نظرة الله إلى قلبك.
"قلبًا نَقيًا اخلُقْ فيَّ يا اللهُ، وروحًا مُستقيمًا جَدّد في داخلي." (مز ٥١: ١٠)
تأمل: عدم الطاعة
صموئيل الأول ١٥
يبدو أن مشكلة شاول هي أنه كان يطيع الله كما يتفق مع رغباته الشخصية (قارن ع٣، ٩)، والأكثر من ذلك هو تبرير أفعاله كأنه لا يعرف وصايا الله (٢٠، ٢١)! أفلا يعلم شاول أن الله يهتم بطاعة البشر له وليس بمجرد ترديد لبعض الكلمات (٢٢، ٢٣).
ربما نختلف في الحكم على شاول، أحيانًا نلتمس له الأعذار، وفي بعض الأحيان نرى أنه يتصرف بحماقة، لكنه غالبا لم يكن أمينًا في دقة تنفيذه لوصايا الله. ولم يعد يصلح أن يكون ملكًا على شعب الله. فقد سقط في نظر الرب، كما أنه بدأ يظهر من يخلفه على العرش.. داود بن يسى.
أعطنا يا رب، أن نكون أمناء في تنفيذ وصاياك، وألا نكون مرددين لها فقط بشفاهنا
تأمل: لأنَّ اللهَ مَلجإي
مزمور ٥٩
هل تعرضت في حياتك للظلم؟ هل واجهت افتراء او اضطهاد من آخرين؟ هذا ما تعرض له داود عندما أراد شاول الملك أن يقتله. تخيل معي ملك ومعه جيش كبير يطارد رجلًا واحدًا طالبًا قتله! لكن داود بالرغم من هذا الخطر الذي يهدد حياته، نراه يترنم برحمة الله، يتغنى بملجئه ومخلصه في يوم ضيقه (ع ١٦)
فلنلجأ إلى الله، المخلص القدير الذي يستمع لصلاتنا ويستجيب لطلباتنا.
"لأنَّهُ تعَلَّقَ بي أُنَجّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأنَّهُ عَرَفَ اسمي. يَدعوني فأستَجيبُ لهُ، معهُ أنا في الضّيقِ، أُنقِذُهُ وأُمَجِّدُهُ. مِنْ طول الأيّامِ أُشبِعُهُ، وأُريهِ خَلاصي." المَزامير٩١: ١٤-١٦