الرسائل اليومية

تأمل: وأمّا مُنتَظِرو الرَّبِّ

إشعياء ٤٠

عندما نتعرض في حياتنا لتجربة ما أو عندما نمر بضيق أو ألم، تتسلل التساؤلات والشكوك إلى اذهاننا، فنتسائل: "قد اختَفَتْ طَريقي عن الرَّبِّ وفاتَ حَقّي إلهي؟" (ع ٢٧) هل قد ترَكَني الرَّبُّ، وسَيِّدي نَسيَني؟ (١٤:٤٩) هل يعرف الرب ما أشعر به؟ هل يدرك مدى وجعي وحزني وخوفي؟ هل يقدر الله أن يخلصني من ضيقتي وينجيني من حيرتي؟ فيأتي لنا صوت الرب كما تكلم إلى شعبه: "أما عَرَفتَ أم لَمْ تسمَع؟ إلهُ الدَّهرِ الرَّبُّ خالِقُ أطرافِ الأرضِ لا يَكِلُّ ولا يَعيا. ليس عن فهمِهِ فحصٌ." (ع ٢٨).

في هذا الأصحاح يقول الله: عزوا، طيبوا (ع ٢،١)؛ أي طمئنوا وشجعوا شعبي لأن الوعد بمجيء المخلص قد اقترب تحقيقه (ع ١٠)، وله صفات تدعونا جميعًا للفرح فهو:

  • له ذراع القوة والقدرة (ع ١٠)
  • راعي أمين وحنان (ع ١١)
  •  خالق قدير (ع ١٢)
  • مشير حكيم وعالم بكل شيء (ع ١٤،١٣)

ينبغي أن نُذكِّر أنفسنا دومًا بتلك الحقائق الثابتة وأن ننتظر الرب لأن من عنده الخلاص، فحتمًا سوف يتعب وييأس كل من وضع رجاءه في الناس "وأمّا مُنتَظِرو الرَّبِّ فيُجَدِّدونَ قوَّةً. يَرفَعونَ أجنِحَةً كالنُّسورِ. يَركُضونَ ولا يتعَبونَ. يَمشونَ ولا يُعيونَ." (ع ٣١)

شارك الرسالة

تأمل: كُلُّ نَسَمَةٍ فلتُسَبِّحِ الرَّبَّ

مزمور ١٥٠

نختتم اليوم سفر المزامير، هذا السفر الذي يحتوي على ١٥٠ مزمور في صياغة شعرية ملحنة، كان الشعب يترنم بها في المواقف المختلفة وكذلك في الأعياد والمناسبات الدينية. ويمكن تصنيف أهم موضوعات المزامير في ٢٠ موضوع، مثل: الرثاء، الحمد، الاستغاثة، تاريخ الخلاص، عناية الله، التوبة، الحكمة، الشكر، ...إلخ. والمزمور الأخير يندرج تحت مزامير التسبيح والتي تُركز على تسبيح الله لأجل صفاته، ففي هذا المزمور يطلب المرنم من المتعبدين أن يسبحوا الله لقداسته ولقوته ولعظمته (ع ٢،١). ثم يطلب منهم أن يستخدموا آلات موسيقية متنوعة حتى يقدموا أفضل ما لديهم من إمكانات ومواهب للرب الإله (ع ٣-٥). ثم يختم المزمور قائلًا: "كُلُّ نَسَمَةٍ فلتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلويا." (ع ٦)

ما أجمل أن يشترك كل شعب الرب في تسبيح الله "لأنَّ التَّرَنُّمَ لإلهِنا صالِحٌ. لأنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسبيحُ لائقٌ." (مزمور ١:١٤٧)، لذلك يقول: "فلنُقَدِّمْ بهِ في كُلِّ حينٍ للهِ ذَبيحَةَ التَّسبيحِ، أيْ ثَمَرَ شِفاهٍ مُعتَرِفَةٍ باسمِهِ." (عبرانيين ١٥:١٣).

"أُغَنّي للرَّبِّ في حَياتي. أُرَنِّمُ لإلهي ما دُمتُ مَوْجودًا. فيَلَذُّ لهُ نَشيدي، وأنا أفرَحُ بالرَّبِّ." (مزمور ٣٤،٣٣:١٠٤)

شارك الرسالة

تأمل: عِندَنا الكلِمَةُ النَّبَويَّةُ

بطرس الثانية ١

كان الرسول بطرس أحد التلاميذ الاثني عشر الذين رافقوا السيد المسيح طوال سنوات خدمته على الأرض، بل وقد كان الرسول بطرس واحد من الثلاثة تلاميذ الذين رافقوا المسيح على جبل التجلي وعاينوا مجده (ع ١٨،١٧ ؛ لوقا ٢٨:٩-٣٦). وقد كانت له أحاديث ومواقف شخصية كثيرة مع الرب يسوع، إلا أنه يؤكد أن كلمة الله المقدسة "هي أثبت" (ع ١٩)، ويوضح لنا سبب هذه الثقة:

  • لأنها تنير القلب بمعرفة الله: "الّتي تفعَلونَ حَسَنًا إنِ انتَبَهتُمْ إليها، كما إلَى سِراجٍ مُنيرٍ في مَوْضِعٍ مُظلِمٍ، إلَى أنْ يَنفَجِرَ النَّهارُ، ويَطلَعَ كوكَبُ الصُّبحِ في قُلوبكُمْ (ع ١٩).
  • لأنها الكلمة الإلهية المكتوبة بوحي من الروح القدس: "أنَّ كُلَّ نُبوَّةِ الكِتابِ لَيسَتْ مِنْ تفسيرٍ خاصٍّ. لأنَّهُ لَمْ تأتِ نُبوَّةٌ قَطُّ بمَشيئَةِ إنسانٍ، بل تكلَّمَ أُناسُ اللهِ القِدّيسونَ مَسوقينَ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ." (ع ٢١،٢٠)

إنه لامتياز عظيم أن تكون كلمة الله المقدسة بين أيدينا لنقرأها ونتأمل بها، فتُشكل قيمنا ومبادئنا وتنطبع في سلوكنا وأعمالنا، فنعيش تلك الوصية: "وأنتُمْ باذِلونَ كُلَّ اجتِهادٍ- قَدِّموا في إيمانِكُمْ فضيلَةً، وفي الفَضيلَةِ مَعرِفَةً، وفي المَعرِفَةِ تعَفُّفًا، وفي التَّعَفُّفِ صَبرًا، وفي الصَّبرِ تقوَى، وفي التَّقوَى مَوَدَّةً أخَويَّةً، وفي المَوَدَّةِ الأخَويَّةِ مَحَبَّةً." (ع ٥-٧).

شارك الرسالة

تأمل: الشيوخ والشباب

بطرس الأولى ٥

يتحدث الرسول بطرس عن العلاقة بين القادة (الشيوخ) والشباب (الأحداث)، تلك العلاقة التي يشوبها في عالمنا المعاصر بعض الشوائب التي يشتكي منها الطرفان، ويلقي كل طرف منهما باللوم على الطرف الآخر. فقد يرى القادة أن الشباب أصبح منفلتًا ومتمردًا ولا يخضع لمن هم أكبر منه سنًا وخبرة، بينما يشتكي الشباب أن القادة لا يستمعون لآرائهم ولا يحترمون رغباتهم ولا يثقون في أفكارهم وأحلامهم.

لذلك يوصي الرسول بطرس الطرفان بوصايا عملية لكي تنشأ علاقة الثقة والاحترام والمحبة بين الطرفين، فيوصي القادة (ع ١-٣):

  • أن يكونوا رعاة أمناء بلا أي أغراض أو أهداف شخصية.
  • أن يكونوا قدوة ومثالًا للرعية بلا تسلط.

ويوصي الشباب (ع ٥-٦):

  • أن يكونوا خاضعين لقادتهم ولبعضهم البعض.
  • أن يتضعوا وأن يخضعوا لله.
  • أن يلقوا كل همهم على الله لأنه يعتني بهم.

ويوصي الجميع قائلًا: "اُصحوا واسهَروا. لأنَّ إبليسَ خَصمَكُمْ كأسَدٍ زائرٍ، يَجولُ مُلتَمِسًا مَنْ يَبتَلِعُهُ هو. فقاوِموهُ، راسِخينَ في الإيمانِ.." ( ع ٩،٨)

يا رب علمنا أن نخضع لبعضنا البعض، أن نتضع أمامك مقدمين بعضنا البعض في الكرامة. آمين.

شارك الرسالة